قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن شركات تعدين الذهب والفضة تفكر على نحو متزايد فى زيادة أو استئناف توزيعات الأرباح، ما يؤكد تجدد الثقة بالقطاع الذى استفاد من ارتفاع أسعار المعدن النفيس خلال العام الجارى.
وكان الذهب والفضة من ضمن المعادن الأفضل أداءً خلال عام 2016، ما أدى إلى الارتفاع الحاد فى أسعار الأسهم، وساعد على تخفيف قلق شركات التعدين حيال مواردها المالية.
ومنذ بداية العام الجارى، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 27% والفضة 46%، ما أعطى مجالاً أوسع للقطاع – الذى يعمل للحد من التكاليف المتصاعدة – لسداد الديون ومكافأة المستثمرين.
وفى الأيام الأخيرة، أعلنت شركات تعدين الذهب الكبرى بما فى ذلك «نيومينت ماينينج» و«راندجولد ريسورسيز» عن احتمالية ارتفاع الأرباح الموزعة على المساهمين بسبب تحسن موازانتها العمومية، وارتفع توزيع الأرباح المؤقتة لشركة «سينتامين»، صاحبة حق امتياز استخراج الذهب من منجم السكرى فى مصر، بما يزيد على الضعف الأسبوع قبل الماضى.
وتأكيداً على تحسن الثقة فى قطاع التعدين، أعلنت، شركة «نيوكريست ماينينج»، أكبر شركة تعدين ذهب أسترالية، يوم الاثنين الماضى، عن أول توزيع للأرباح منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال جوناثان جاى، محلل لدى شركة «نوميس»، إن كمية التدفقات النقدية التى يولدها القطاع ارتفعت بصورة كبيرة فى الأشهر الأخيرة، إذ ارتفعت أسعار الذهب وتراجعت التكاليف، لذلك توجد إمكانية كبيرة للشركات للاستمرار فى توزيع الأرباح أو زيادتها.
وكان العديد من شركات التعدين قد خفضت أرباحها الموزعة، بعد أن بدأت أسعار الذهب فى التراجع بشكل حاد خلال عام 2013، وفى بعض الحالات، حرمت شركات التعدين، التى اقترضت بكثافة للاستثمار فى المشروعات، المساهمين من الأرباح الموزعة.
وقالت شركة «راند جولد»، التى تضاعفت قيمة أسهمها العام الجاري، إنها ستضيف بنهاية 2016 المزيد من النقدية إلى موازنتها العمومية للوصول إلى المستوى الذى يسمح لها بزيادة الأرباح الموزعة على المساهمين.
وتضع التوقعات الأكثر تفاؤلاً حيال الذهب والفضة مزيداً من الضغوط على شركات التعدين التى توقفت عن توزيع الأرباح خلال الفترة الماضية؛ لوضع خطط لاستئناف توزيع الأرباح.
وقال بنك «جولدمان ساكس» فى مذكرة للمستثمرين الشهر الجارى: «مع قوة الموازنة العمومية، نرى أن الأنظار ستتحول الآن إلى تخصيص رأس المال والخيار الأكثر وضوحاً ونقاشاً هو إعادة توزيع الأرباح كما سبق».