إلغاء شرط خلو الشحنات المستوردة من «الفطر» والسماح بنسبة لا تتجاوز 0.05%
«الوزراء»: معالجات متقدمة على القمح المستورد وشركة عالمية للفحص والاستلام
تضارب البيانات بين «الصحة» و«الزراعة» بشأن دخول شحنات مصابة بالفطر
الصحة: استيراد 131 رسالة مصابة منذ 2010.. و«حواش»: سجلات الحجر الزراعى تنفى
خسرت الحكومة معركتها فى أمام موردى القمح العالميين وتراجعت عن شرط أقرته الشهر الماضى بضرورة خلو شحنات القمح المستوردة تماماً من فطر الإرجوت.
وأصدر المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء أمس قرارات بالسماح باستيراد أقماح مصابة بفطر الإرجوت وفقاً للمواصفات العالمية وإلغاء قرار وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الخاص بعدم السماح باستيراد أقماح بها أى نسبة من الفطر.
وكان قرار السماح بدخول أقماح مصابة وفقاً للمواصفات العالمية بنسبة 0.05% فى 3 يوليو الماضى وتم التراجع عنه بقرار من وزير الزراعة أيضاً فى 22 أغسطس ليعود رئيس الوزراء ويقر بالعمل وفقاً للمواصفات العالمية مرة أخرى فى 21 سبتمبر الحالى.
وكان موردو القمح عزفوا عن المنافسة على مناقصات توريد القمح التى طرحتها هيئة السلع التموينية بسبب قرار «زيرو – إرجوت»، وألغت الهيئة خلال الأيام الماضية 3 مناقصات بسبب عدم تقدم الشركات.
وقال الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، فى اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء أمس، إن مصر استوردت 131 رسالة قمح مصابة منذ بالفطر لحساب هيئة السلع التموينية من إجمالى 313 رسالة، وكان بها نسبة إرجوت فى حدود المسموح به عالمياً عند 0.05%.
أوضح عماد، أن الإحصائية التى أجريت على عدد من عينات القمح المعد للطحن بعد الغربلة والغسيل والتبخير، والواردة للفحص بالمعامل المركزية فى الفترة من 1 يناير 2011 وحتى 3 سبتمبر 2016، والتى تضمنت «903» عينات، وأثبتت أنها خالية من الإرجوت.
لكن وزارة الزراعة نفت استيراد أى كميات من القمح المصاب، وقال عيد حواش، المتحدث الرسمى باسم الوزارة، إن قرار منع الإرجوت جاء بناءً على بحث علمى من 3 معاهد تابعة لمركز البحوث الزراعية، والتى أكدت خطورة الفطر على الزراعة.
وقال إن سجلات الحجر الزراعى تنفى ما ذكره وزير الصحة وتؤكد عدم دخول اى كميات من القمح مصابة بفطر الإرجوت.
وقال سعيد خليل، مستشار وزير الزراعة السابق، إن جميع القرارات الصادرة سواء بالسماح او المنع جاءت بتوصيات من مجلس الوزراء، وهو ما يؤكد عمل الوزارات فى جزر منعزلة ولا يوجد أى تنسيق فيما بينها.
وقال وزراء الزراعة والصحة والتموين خلال مؤتمر صحفى بمجلس الوزراء، إن القمح المستورد سيخضع لعملية فحص وتنقية ومعالجة تضمن خلوه من الإرجوت قبل الطحن نهائياً.
وقال وزير الصحة: «ليس صحيحاً أن القمح المستورد بفطر الإرجوت 0.05% يؤثر على صحة الإنسان، فالقمح يتعرض للفلاتر المغناطيسية والغربلة ثم الغسيل والتجفيف قبل الطحن وتحويله الى دقيق».
وأضاف الدكتور عصام فايد وزير الزراعة، إن الوزارة قررت العمل بالمواصفة المصرية المعتمدة والمعمول بها منذ 2010، ولن تسمح بدخول الأقماح التى تتجاوز بها نسبة فطر الإرجوت 0.05%.
وأشار إلى مجلس الوزراء سمح لهيئة السلع التموينية بالتعاقد مع شركة عالمية متخصصة لفحص واستلام شحنات القمح المستوردة طبقاً للمواصفة المصرية والمعايير العالمية المعمول بها فى 187 دولة، وذلك بديلاً للجنة الثلاثية المعمول بها حالياً».
وقال اللواء محمد على مصيلحى وزير التموين، إن مخزون القمح الحالى يكفى لنحو 5 شهور، وتعمل الوزارة على تأمين أقماح تتجاوز نسب الاحتياطى الاستراتيجى.
وقالت مصادر بهيئة السلع التموينية، إن قرار مجلس الوزارء أمس صدر بناءً على توصية من الهيئة بعد عزوف الموردين عن المشاركة فى 3 مناقصات متتالية الأمر الذى يهدد المخزون الاستراتيجى، خاصة أن نسبة 0.05% مواصفة عالمية.
ونشرت «البورصة» قبل يومين أن مسئولين من شركات عالمية موردة للقمح لصالح هيئة السلع قررت عدم المشاركة فى المناقصات وفقاً لقرار «زيرو إرجوت»، نظراً لأن الكميات الموجودة فى السوق العالمى الخالية من الفطر محدودة.
وتعرضت حكومة شريف إسماعيل لضغوط دولية شديدة منذ صدور قرار «زيرو إرجوت» بدأتها أمريكا بالتشكيك فى الفراولة المجمدة وتبعتها روسيا بالتهديد بمنع دخول الحاصلات الزراعية المصرية أراضيها.