الحكومات تعتبر انتشارها تهديداً للثقافات المحلية وتمييزاً بين السكان
80% من عملاء الصرافة الإسلامية فى ماليزيا غير مسلمين
يواجه السوق الحلال عدداً من المصاعب فى طريق نموه، لكن الخطر الداهم هو تسييس تجارة السلع الموافقة للشريعة الإسلامية باعتبارها متعارضة مع القيم الغربية، وتهدد هويته العلمانية، كما تروج فرنسا حالياً فى اعقاب أزمة البوركينى (زى يستر جميع البدن يستخدم على الشواطئ).
وحتى خارج فرنسا تلقى مثل هذه الدعايات رواجاً أيضاً، ففى استراليا يشتكى الجزارون فى كوفس هاربور من أنهم يفقدون العملاء ويتعرضون لمعاملة سيئة لفظياً لانهم يبيعون اللحم الحلال.
وقال بعض الجزارين، إنهم يفضلون حالياً عدم تعليق لافتات دعاية تشير إلى أنهم مختصون فى اللحوم المذبوحة بطريقة حلال والتى تعنى أن الحيوانات المذبوحة وفقاً للشعائر الإسلامية وبأدوات نظيفة خالية من لحم أو دهن الخنزير وخالية من الكحول أيضاً وبيد مسلم.
وقال محام مختص فى قضايا اللاجئين يدعى بول هيمفيل، إن مدينة كوفس هاربور موطن لعدد قليل من المسلمين، حيث يعيش فيه عدد كبير من المهاجرين الذى استوطنوا استراليا خصوصاً من أفغانستان.
وقد اختارات الحكومة مدينة كوفس هاربور كمنطقة لتكون مقر معيشة اللاجئين المعاد توطينهم فى بلد ثالث وفق برنامج للأمم المتحدة.
ويتدفق على المدينة سودانيون ومن بعض الدول الأفريقية الأخرى كما تتزايد اعداد سكان بورما الفارين من الاضطهاد البوذي.
وفى خطوة مثيرة للدهشة طالب المسئولون الحكوميون فى باريس متاجر الحلال المملوكة للمسلمين ببيع لحم الخنزير والكحول أو يتعرضون للغلق.
وذهب رئيس بلدية كولومب نيكول جيويتى إلى مالك أحد المحلات، وطالبه بتنويع نطاق المنتجات عن طريق إضافة الكحول واللحوم غير الحلال بحجة أنه يريد الحفاظ على ميزة التنوع لأن المنطقة التى بها المتجر يقطنها المسلمون وغير المسلمين.
وقبل سنوات لم يكن هناك شعور شعبي سلبي ضد هذا النوع من المتاجر لكن المشكلة كما يقول تقرير صحيفة ديلى ميل البريطانية، أن هناك تحولاً رسمياً تقوده الحكومة الفرنسية ولو ببطء، ضد المسلمين معتبرة أنها بذلك تقود الشعب فى محاربة الإسلام.
ويخشى المسلمون أن باريس سوف تذهب أبعد من ذلك، وقد تجبر المسلمون على انتهاك دينهم أو يعانون قمعاً قانونياً.
ويعد توسع الاقتصاد الحلال نموذجاً للتعايش بين مختلف الثقافات، خصوصاً أن أعداداً لا بأس بها من غير المسلمين يقبلون على الخدمات المالية والسلع والخدمات المتفقة مع مبادئ الإسلام دون الشعور بغضاضة فى ذلك طالما أنها تحقق مصالحهم.
وأشارت محطة إن بى سى نيوز الأمريكية فى تقرير لها إلى مراسم الذبح الإسلامية فى عيد الأضحى فى الولايات المتحدة الذى توافق مع أحداث 11 سبتمبر هذا العام حيث ظن بعض الأمريكيين أن الذبح احتفال بالهجمات.
وركز التقرير على التعايش بين الثقافات المختلفة، وسوء الفهم لبعض الطقوس لدى الآخر إلا أنه لفت إلى أن الجيل الجديد من المسلمين نجح فى قيادة أعمال اقتصادية ناجحة بشكل مؤثر كانت جزءاً من إعادة رسم العلاقة بين الغرب والإسلام.
وأكد أن هذا الجيل من المسلمين فى العالم يتمتع بالاحتفاظ بإيمانه بعقيدته فى نفس الوقت الذى يعيش فيه الحياة بحداثتها جنباً إلى جنب بما يعود بالنفع حتى لغير المسلمين.
فعلى سبيل المثال 80% من عملاء الخدمات المصرفية الإسلامية فى ماليزيا هم غير المسلمين لأنهم وجدوا ميزات جذابة فى الصرافة الإسلامية.
ولفت التقرير إلى أن تصدى الحكومات الغربية إلى نمو سوق الحلال ساعد على نمو الوعى تجاهه كرد فعل لا مفر منه، فالضجة التى أثيرت حول البوركينى فى فرنسا وأنه يمنع التعايش بين الثقافات وضعت النقاش فى مستوى جاد جداً، والأرقام تحكى قصتها عندما تزداد مبيعات البوركينى بنسبة 200% قام بشرائها ايضاً العديد من غير المسلمين.