بدأت وزارة الصناعة والتجارة، أمس الأحد، أولى الخطوات التنفيذية لنقل مدابغ مجرى العيون بمصر القديمة، الى منطقة الروبيكى القريبة من مدينة بدر الصناعية، بهدم نحو 20 مدبغة، لتنفيذ النقل.
وشهد عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، عمليات هدم الدفعة الأولى من المدابغ، فيما غاب المهندس طارق قابيل وزير الصناعة والتجارة، ما أثار غضب العاملين بالمنطقة.
وقال المهندس طارق قابيل، وزير الصناعة والتجارة، فى بيان، إن الوزارة ستقوم بعمليات نقل المدابغ بشكل آمن خلال عام كامل، لضمان استمرار العملية الإنتاجية للمصانع.
وبدأت أمس لجنة من المختصين الإيطاليين، بدراسة مشاكل العاملين بالمدابغ فيما يخص النقل على الطبيعة، لتحديد الحلول العلمية لتنظيم وضع الميكنات والمعدات المنقولة، ووضع خطة شاملة لتطوير الصناعة بهدف الاستغلال الأمثل لمصانع الروبيكى، ومن المقرر أن يستمر عمل اللجنة 10 أيام.
وانتهت وزارة الصناعة من إنجاز المرحلة الأولى من مدينة الجلود الجديدة بالروبيكى، وأعلنت عن الإجراءات الخاصة بالنقل، وكذا التعويضات الخاصة بأصحاب المدابغ التى لم تنقل إلى المنطقة الجديدة، والتى سيتم صرفها لأصحابها خلال عمليات الإزالة.
وأشار بيان الوزارة الى موافقة مجلس الوزراء على تخصيص 1008 شقة (للعاملين بالروبيكى) بمساحة 95 مترا مربعا، تبعد 800 متر فقط من موقع العمل بالروبيكى لإعطاء مزيد من الاستقرار والتوطين لهذه المنطقة.
وقال عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة: إن المدابغ والمصانع التى تم هدمها تقع على مساحة 6 آلاف متر مربع، وأن قيمة تعويضات المرحلة الأولى بلغت نحو 34 مليون جنيه.
وأضاف عبد الحميد فى تصريحات صحفية على هامش هدم المدابغ، إن 660 مدبغة طلبت النقل لمنطقة الروبيكى، فيما رفضت 300 مدبغة وطلبت التعويض.
وأشار الى صرف الحكومة 18.89 مليون جنيه لشركة باكين للبويات، كتعويض مقابل هدم المصنع الكائن بعين الصيرة.
وذكر أن منطقة مجرى العيون تضم نحو 1066 ورشة ومدبغة، و205 محل، ونحو 1450 غرفة سكنية للعمال.
وحدد المحافظ تعويضات الحكومة مقابل هدم الغرفة الواحدة بنحو 25 ألف جنيه، وقدر قيمة التعويضات للمتر المربع فى المحلات والورش والمدابغ بنحو 2310 جنيهات.
وقال: إن منطقة الروبيكى يتم إنشاؤها على 3 مراحل، تقع الأولى على مساحة 160 فدانا، والثانية 116 فدانا، فيما تبلغ الثالثة 235 فدانا، كما تضم المدينة محطة معالجة عملاقة على مساحة 282 فدانا ومنطقة غابات شجرية.
وأشار إلى أن الشركة التى أسستها وزارة الصناعة والتجارة لادارة منطقة الروبيكى، ستعقد اجتماعات خلال الاسبوع المقبل، لبحث المشروعات المقرر إقامتها بمنطقة عين الصيرة بمصر القدبمة عقب الانتهاء من عملية نقل المدابغ.
كانت وزارة الصناعة والتجارة أسست شركة لإدارة منطقة الروبيكى برأسمال مبدئى 200 مليون جنيه، وبمساهمات من محافظة القاهرة بنسبة 40%، وبنك الاستثمار القومى بنسبة 20%، وجهاز المشروعات الصناعية والتعدينية التابع لوزارة الصناعة والتجارة بنسبة 40%، وتسعى الوزارة إلى زيادة رأسمال الشركة الى 4 مليارات جنيه خلال الفترة المقبلة.
ورصدت «البورصة» خلال جولة لها بمنطقة مجرى العيون، حالة غضب واسعة من عد كبير من العمال والمستأجرين للمدابغ، اعتراضاً على عدم وجود مساكن «مؤهلة»، وخطوط للنقل والمواصلات متوافرة من القاهرة لمدينة الروبيكى.
وقال محمود مصطفى، مستأجر لإحدى مدابغ مجرى العيون، إن المستأجرين أكبر المتضررين من عملية النقل، خاصة أن صاحب المدبغة يحصل على التعويض، فيما يضيع حق المستأجر.
وتابع: «المستأجرون والعمال أكبرالخاسرين من عملية نقل المدابغ من مصر القديمة للروبيكى، والمسئولون لم يتواصلوا مع العمال لإيجاد حلول لمشكلاتهم».
وقال أحد العاملين بالمنطقة ـ رفض ذكر اسمه ـ إنه فوجئ بقيام صاحب المدبغة بتسريح «المدابغية» وإنهاء تعاقداتهم بحجة أنه من أصحاب المدابغ غير الراغبة فى النقل.
وأضاف أن العمال فى المدابغ غير مؤمن عليهم، وبالتالى لن يحصل العامل على أى مبالغ مالية عقب تسريحه من عمله، وقال: إن عملية النقل ترفع نسب البطالة التى تقول الحكومة إنها تسعى لتوفير فرص عمل.
وقال محمد حربى، رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن العمال هم أساس نجاح صناعة دباغة الجلود فى مصر، وإن المدابغ لن تستغنى عنهم، وأن الغرفة ستعقد اجتماعات مع المستأجرين لتحديد مصيرهم.
وتوقع حربى الانتهاء من نقل المدابغ من منطقة مجرى العيون الى الروبيكى خلال عام، وقال: إن عملية النقل أمر حتمى لا غنى عنه لصالح الصناعة المصرية.