العبار: لا يمكن التنبؤ بالمستقبل بعد الآن وينبغى العمل بحذر تام لأن البيئة تتغير سريعًا
«بلومبرج»: من المتوقع تسجيل الإمارات أبطء معدل نمو اقتصادى منذ عام 2010
داونز: أسعار المنازل قد تنخفض بنسبة 10% خلال 2017 بعد هبوطها 7% العام الجارى
قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن ضجيج الرافعات ومعدات تحريك التربة لإنشاء المشروعات فى دبى، يخفى شعور متزايد من ضبط النفس بين المطورين فى المدينة مع استمرار انخفاض أسعار البترول الذى قلّص القدرة الشرائية فى جميع أنحاء المنطقة.
وقال محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار» العقارية والتى قامت ببناء أطول برج فى العالم بإمارة فى دبى: «لا يمكن التنبؤ بالمستقبل بعد الآن وينبغى عليك القيام بالأعمال التجارية بحذر تام لأن البيئة أصبحت تتغير سريعًا».
وكشفت بيانات «بلومبرج» أنه من المتوقع أن تسجل الإمارات أبطء معدلات نمو اقتصادى منذ عام 2010 بعد أن هبطت أسعار البترول الخام بأكثر من النصف منذ 2014.
وأوضحت جيسى داونز، مديرة إدارة فى شركة «فيدار» للاستشارات العقارية، أن أسعار المنازل قد تنخفض بنسبة 10% خلال عام 2017 بعد انخفاضها بنسبة بلغت حوالى 7% العام الجارى.
وتم خفض الخطة الأصلية لمشروع «مول العالم» أكبر مركز تسوق من نوعه فى العالم ليشمل 100 فندق وأكبر مركز للتسوق وتم نقل موقعه للمرة الثالثة فى أغسطس الماضى ولم تكشف «دبى القابضة»، الشركة المطورة للمشروع، عن موعد محدد للبداية المتوقعة للعمل.
وقالت داونز، «مازالت هناك مشاريع يجرى بناؤها لتلبية الطلب المتخصص مثل بناء الأبراج فائقة الفخامة لكن مع استمرار بطء نمو الوظائف فإنه ليس من المحتمل تعافى الطلب بشكل ملحوظ لمعظم العقارات التى يجرى بناؤها لتلبية احتياجات المشترين».
وكشفت شركة «نخيل» العقارية الرائدة عن إطلاق برج «بالم 360» وهو مشروع فندقى وسكنى على جزيرة نخلة جميرا، يحتوى على منازل سطحية فاخرة التى تستهدف المشترين «فاحشى الثراء» دون الكشف عن الأسعار.
وحتى شركة «نخيل» التى قامت ببناء جزيرة «نخلة جميرا» باتت تتوخى الحذر حتى عودة الانتعاش إلى السوق.
وقال على راشد لوتاه، رئيس مجلس إدارة شركة «نخيل» فى مقابلة وكالة «بلومبرج» يوم 6 سبتمبر الماضى إن أولويات الشركة تتمثل فى تعزيز الدخل.
أضاف «معظم منتجات الشركة فى متناول أصحاب الدخول المرتفعة والمتوسطة ونرى أن الأسعار لا تزال مستقرة وأتوقع عودة المشترى العادى مع مرور الوقت».
وكشفت بيانات «فيدار» استمرار تراجع الأسعار بمتوسط 7.5% للشقق و6.7% لمساكن الأسرة الواحدة إضافة إلى تراجع الإيجارات بنسبة 7.6% للشقق وبما يقرب من 9% للمنازل العام الجارى.
وليست هذه هى المرة الأولى التى تقلّص فيها دبى مشاريعها الطموحة حيث عانت المدينة واحدة من أسوأ أزمات العقارات فى العالم عام 2008، وقامت أيضًا بتأجيل مشاريع بمليارات الدولارات بما فى ذلك جزيرة النخلة الصناعية فى جبل على.
ومنذ الأزمة التى تعرضت لها، شدد البنك المركزى فى البلاد قواعد الإقراض، وضاعفت الإمارة ضرائب مبيعات العقارات لإبعاد المضاربين، وتعزيز الطلب من قبل السكان.
واستخدم العبار، لهجة ضبط النفس حتى أعلن عن خطط لبناء 3 آلاف منزل خلال السنوات الأربع المقبلة فى منطقة حول المطار الجديد وبعدها ارتفع سهم الشركة بنسبة نحو 25% العام الجارى.
وأوضح كريج بلامب، رئيس أبحاث الشرق الأوسط فى شركة «جونز لانغ لاسال» للوساطة، أن معظم المشاريع السكنية لن تكتمل قبل عام 2020 لأن إمدادات السوق كافية للسنوات القليلة المقبلة والمطورين يدركون أنه لا يمكن امتصاص أى صدمات فى القريب العاجل.
أضاف بلامب «أعتقد أننا قد وصلنا إلى القاع ولكن لا أتوقع زيادة سريعة فى غضون الأشهر الستة المقبلة».
ويفكر مطورو العقارات أيضًا فى طرق مبتكرة لتحفيز الطلب حيث تقوم شركة «داماك» العقارية فى دبى، التى تبنى نادى للجولف مع مرشح الرئاسة الأمريكى دونالد ترامب، بالضغط على دائرة الأراضى والأملاك لبناء مول عقارى من شأنه أن يعرض نماذج مصغرة لجميع التطويرات التى جرى بناؤها فى المدينة وفقًا لزياد الشعار، العضو المنتدب فى الشركة.
ويأتى مشترى المنازل فى دبى فى الأساس من دول الخليج الغنية مثل المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان وجميعها الآن يشعرون بوطأة انخفاض أسعار البترول الذى كان له دور كبير فى التأثير على قطاع العقارات.