8 آلاف فلبينى خسروا وظائفهم فى السعودية خلال العام الجارى
كانت المملكة العربية السعودية أرض الفرص الذهبية للعمالة الأجنبية بسبب الدعم المقدّم من عائدات البترول ومشاريع البناء الضخمة.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن السخاء السعودى برز فى وقت ازدهار الاقتصاد العالمى وارتفاع سعر البترول فوق 140 دولارًا للبرميل.
ولكن انتهت هذه الحفلة حينما انهارت أسعار الخام الأسود إلى أقل من 30 دولارًا للبرميل وهو ما دفع الحكومة إلى الشروع فى تخفيضات حادة بالإنفاق.
وأوضحت الوكالة، أن رد الفعل فى المملكة العربية السعودية تجاه تشديدات العمل يعكس التحول ضد العمالة الوافدة الذى امتد فى جميع أنحاء العالم بدءاً من أنصار فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى المناهضين للهجرة فى المملكة المتحدة إلى اقتراح المرشح الرئاسى الأمريكى دونالد ترامب، بناء جدار حدودى مع المكسيك لمنع تدفق المهاجرين إضافة إلى الحملة على العمالة المهاجرة فى بلدان مثل سنغافورة وتايلاند وكوريا الجنوبية.
وأشارت «بلومبرج» إلى أن الفلبين واحدة من الأماكن الأكثر تضررًا من هذه الدعوات وتضيف مشكلة أخرى للرئيس الجديد رودريغو دوتيرتى، حيث كانت المملكة العربية السعودية الوجهة الأولى للعمال الفلبينيين فى الخارج ويتجه مئات الآلاف منهم لدول أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر وغيرها من الاقتصادات المعتمدة على البترول فى المنطقة.
جاء ذلك فى الوقت الذى يمّثل فيه المال الذى يرسله أكثر من 10 ملايين عامل فلبينى يعملون فى أنحاء العالم 10% من الاقتصاد الفلبينى.
وقال اميليو نيرى، الخبير الاقتصادى فى الفلبين، إن الدولة أصبحت تعتمد بصورة أقل على الوظائف فى الشرق الأوسط.
أضاف أنه فى ظل معاناة المنطقة فى الوقت الراهن فإنها لن تكون قادرة على استيعاب الكثير من العمالة كما كان معتاداً فى الماضى ولذلك يوجد توقعات بتدهور التحويلات المالية.
وكشفت بيانات وزارة الشئون الخارجية، أن أكثر من 8 آلاف فلبينى خسروا وظائفهم فى المملكة العربية السعودية العام الجارى وهو ما يهدد تدفق الأموال التى تعد ركيزة أساسية للإنفاق الاستهلاكى لأسر العمال المغتربين ومصدراً مستقراً للعملات الأجنبية.
وقال البنك المركزى الفلبينى، إن الطلب على البحارة الفلبينيين تراجع بنسبة 44% فى الفترة من يناير إلى يوليو 2016 مقارنة بالعام السابق، ويسجل فيه البحارة الفلبينيين ربع إجمالى البحارة بحوالى 1.5 مليون فى جميع أنحاء العالم.
وأوضح البنك الدولى، فى تقرير صدر فى وقت سابق الشهر الحالى، أن التحويلات إلى الفلبين سوف تزيد بنسبة 2.2% إلى 29 مليار دولار العام الجارى فى أبطأ وتيرة منذ عشر سنوات.
وقال فريدريك نيومان، الرئيس المشارك للبحوث الاقتصادية الآسيوية فى «إتش إس بى سى» فى هونج كونج إن التحويلات أصبحت أكثر تقلبًا.
أضاف أن أسعار البترول المنخفضة تضع ضغوطًا على التحويلات المالية من منطقة الشرق الأوسط التى هى أكبر مصدر للتحويلات فى البلاد.