رئيس المجموعة فى حوار لـ«البورصة»:
«عنان»: تعرضنا لضغوط سياسية خلال فترة حكم مبارك
مصر سوق واعد وتتمتع بمناخ جاذب للاستثمار
متوسط الإشغال الفندقى بالمجموعة يتراوح بين 50 و80%
دعم «هلنان دريم» بـ120 غرفة جديدة
القطاع يتبع سياسات خاطئة فى الترويج ويعتمد على مخاطبة الحكومات بدلاً من الشعوب
تعتزم مجموعة هلنان العالمية لإدارة الفنادق «Aarhus-Denmark Helnan Hotels»، زيادة حجم استثماراتها الفندقية فى السوق المصرى خلال العام المقبل.
قال عنان الجلالى، رئيس المجموعة، فى حوار مع «البورصة»، إن مصر تضم موارد سياحية كبيرة، تجعل «هلنان» راغبة فى زيادة عدد الفنادق التابعة لها.
وأضاف أن الأزمة السياحية فى مصر تتخطى قضية الأمن بشكل عام، وتأمين المطارات، إذ تمتد لأبعاد سياسية، فضلاً عن أن صورة مصر بالخارج لا تتمتع بإيجابية فى الوقت الراهن.
وإلى نص الحوار..
ما خطة المجموعة الاستثمارية فى السوق المحلى خلال الفترة المقبلة؟
تتفاوض مجموعة «هلنان»، لاقتناص عدة مشروعات جديدة فى مصر خلال الفترة الحالية، سعياً لزيادة حجم استثماراتها الفندقية هنا فى مصر.
وتعتزم المجموعة ضخ استثمارات جديدة فى قطاع الفنادق خلال الفترة القليلة المقبلة، بالتعاون مع عدة شركات، لحين إتمام جميع المفاوضات.
كما تستهدف المجموعة ضم فندق جديد يقع فى إحدى المدن قبل نهاية العام الحالى.
وتعرضت المجموعة لضغوط سياسية خلال فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ما دفعها للانسحاب من السوق المصرى عام 2005، ومعظم دول الشرق الأوسط.
لكننا عدنا مرة أخرى وبقوة قبل اندلاع ثورة 25 يناير 2011 بقليل. فمناخ الاستثمار حالياً بمصر مشجع.
نود أن نعرف عدد الفنادق التى تنتوى «هلنان» ضمها للعمل تحت إدارتها.. وإلى أين وصلت هذه المفاوضات؟
لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال الآن، وسأكتفى بقول إننا سنضم فندقاً قبل نهاية العام الحالى، ليصبح عدد الفنادق التى تعمل تحت إدارة «هلنان» فى مصر 8 فنادق.
أما بالنسبة للمفاوضات فلا أستطيع أن أفصح أسماء الشركات التى نتفاوض معها.. ولكن يمكننى قول إننا فى منتصف الطريق.
فالمجموعة عازمة على زيادة عدد فنادقها فى مصر خلال الفترة المقبلة.. ومصر سوق واعد، وتتمتع بمناخ جاذب للاستثمار.
وخلال العام الماضي، تم ضم فندقين جديدين، أى فى زخم الأزمة السياحية التى تعانى منها مصر، وهما فندقا «هلنان دريم» بمدينة 6 أكتوبر أو شيراتون سابقاً، و«لاند مارك» بالقاهرة الجديدة. وبذلك تتمدد فنادق المجموعة بين شرم الشيخ، ونويبع، والإسكندرية، والفيوم، وأسوان، والقاهرة الجديدة، وأكتوبر.
هل ستطورون الفندقين اللذين تم ضمهما خلال العام الماضى أم أن العقد يقتصر على الإدارة فقط؟
المجموعة ستطور فندق «هلنان دريم» عبر زيادة الطاقة الإيوائية للفندق ودعمه بـ120 غرفة جديدة، تضاف إلى 166 غرفة توجد به حالياً، ليصبح إجمالى طاقة الفندق 286 غرفة.
كما يجرى، حالياً، بناء قاعة مناسبات تسع 1500 فرد، إلى جانب عدة قاعات أخرى بـ«هلنان دريم» بهدف تحويل الفندق إلى مركز للمؤتمرات الدولية والمحلية، فضلاً عن إنشاء مهبط خاص للطائرات الهليكوبتر.
القطاع السياحى المصرى يعانى انخفاض الإشغالات خلال الفترة الأخيرة.. كم يبلغ إجمالى الإشغالات فى فنادق الشركة؟
متوسط حجم الإشغال الفندقى بمجموعة الفنادق التى تديرها «هلنان» فى مصر، يتراوح بين 50 و80%، بحسب المدينة الواقع بها الفندق، فى حين لا تتجاوز نسبة الإشغال في «هلنان نويبع» 25%؛ نظراً إلى طبيعة المدينة.
– هل تسعى الشركة لزيادة استثماراتها خارج مصر؟
نفاوض عدة شركات فى بعض الدول الأخرى لزيادة عدد الفنادق التى تعمل تحت العلامة التجارية لـ«هلنان» بالتزامن مع مفاوضات تجريها الشركة فى السوق المصرى، لزيادة عدد الفنادق التى تديرها المجموعة حول العالم.
وخلال الفترة الماضية تراجع عدد الفنادق التى تديرها «هلنان» عالمياً من 40 فندقاً إلى 10 فنادق، منها 7 فنادق فى مصر، والباقى فى أوروبا وشمال أفريقيا.
فالأزمة الإقتصادية العالمية، مطلع القرن الحالى دفعت المجموعة لتقليص عدد الفنادق التى تديرها حول العالم. وتمكنت «هلنان» من إدارة العديد من الفنادق فى الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وحالياً تقتصر إدارتها على بعض الفنادق فى الدنمارك، والنمسا، ومصر، والمغرب.
بعد تراجع عدد الفنادق التى تديرونها خلال الفترة الماضية.. هل يدفع ذلك الشركة لتغيير سياستها التسويقية؟
بالفعل ستسعى الشركة لتغيير سياستها التسويقية بشكل دورى، وإعادة تطوير إداراتها مرة أخرى على أسس علمية واقتصادية جديدة لتواكب الوقت الحالى بما فيه من أحداث اقتصادية تؤثر فى حكومات الدول جميعها.
ولا يقتصر الأمر على الخطط التسويقية فقط، وإنما يمتد إلى عمليات تدريب العنصر البشرى بالمجموعة فى كل الفنادق التى تديرها. وإرسال متدربين لتلقى دورات فى المعاهد الفندقية بالخارج فى إطار تنمية الثروة البشرية العاملة بالمجموعة.
ويوجد، حالياً، 1500 موظف فى مصر، بعد أن كان العدد يتخطى 5 آلاف موظف فى الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية.
مر القطاع السياحى المحلى بأزمات على مدار فترة تقترب من ست سنوات.. كيف ترى فرص التعافي؟
مصر رغم امتلاكها موارد سياحية عملاقة، وتنوع منتجها ما بين الثقافى وسياحة الاستجمام، فإن القطاع يعانى الفهم الخاطئ فى إدارة ملف السياحة.
فمصر تتبع سياسات خاطئة فى الترويج للمقصد السياحى، إذ تعتمد على مخاطبة حكومات الدول لجذب السياح، بدلاً من مخاطبة الشعوب باعتبار أن السائح هو من يقرر الوجهة وتوقيت السفر وليس حكومته.
وعودة الرحلات السياحية الوافدة من الأسواق التى كانت متوقفة، تعتبر اختباراً فى الوقت الحالى لقياس مدى إمكانية تهيئة المناخ العام فى مصر لاستقبال أفواج سياحية مرة أخرى.
هل توجد حلول واقعية يمكن أن تسهم فى تعديل المنظومة السياحية؟
علينا أن ندرس تجارب الدول فى التسويق والدعاية والترويج حتى يصل المنتج السياحى المصرى إلى عدد أكبر من الشرائح المستهلكة فى جميع الأسواق سواء التقليدية فى أوروبا التى تمثل 72% من إجمالى التدفقات الوافدة لمصر سنوياً، أو الأسواق الجديدة فى شرق وجنوب آسيا.
وعلى العاملين فى القطاع السياحى سواء كانوا جهات رسمية بالدولة أو مستثمرين واتحاد سياحة، أن يخاطبوا الشركات المنظمة للسياحة وليس فقط صناع القرار. وتوجد حلقة مفقودة تتمثل فى ضرورة العمل على جذب المستهلك؛ لأنه فى النهاية هو من يقرر المجيء لمصر وليست حكومته.
أما المقومات الأخرى التى تتمتع بها مصر، ومنها المقومات الفنية والموسيقية، فعلينا إبرازها، وإقامة حفلات تخاطب الجمهور العالمى بشكل أفضل من مخاطبة الحكومات.
وينبغى ألا يقتصر الترويج للسياحة على المادة الدعائية والإعلانية فقط. وتنقصنا التوعية المجتمعية بأساليب وفن التعامل مع السائح الوافد والاهتمام بالنظافة ونوعية المأكولات والمشروبات التى تُقدم للسائح.
فهذه الأمور الأخيرة ينظر إليها السائح على أنها قضايا جوهرية فى تحديد وجهته لقضاء العطلة، فضلاً عن أن الاهتمام بها يرفع من جودة المنتج السياحى، ويزيد الدخل السياحى.
وأشير إلى أننى أتلقى شكاوى عديدة من السياح فى الخارج، من سوء معاملة المصريين غير اللائقة، والمضايقات التى يتعرضون لها أثناء السير بالشوارع من قبل الباعة سواء التحرش أو الغش وبيع منتجات بأزيد من سعرها الحقيقي.
تعريف بشركة هلنان لإدارة الفنادق
تأسست مجموعة فنادق هلنان أرهوس العالمية Aarhus-Denmark Helnan Hotels، على يد رجل الأعمال المصرى عنان الجلالى عام 1982.
ويعتمد نشاط الشركة على امتلاك وإدارة وتطوير الفنادق ذات الأربع والخمس نجوم فى أنحاء مختلفة من العالم تحت شعار «رمز الضيافة الإسكندنافية».
تدير وتمتلك الشركة، حالياً، عدة فنادق فى كل من الدنمارك، والسويد، والنمسا، وألمانيا، والمغرب، ومصر.
واستوحى اسم الشركة (هل) من (هليوبوليس) مكان مولد مؤسس الشركة بمصر لاعتزازه بها و(نان) من اسمه (عنان).
