جذب المستثمرين للعاصمة البولندية يعوض ارتفاع التكلفة
يمتد شارع برونزا 160 مترا فى قلب العاصمة البولندية وارسو، والذى كانت مبانيه التاريخية مسرحا لقصف الطيران النازى إبان الحرب العالمية الثانية، حيث نجا عدد قليل من المبانى حينذاك، وترك مهجورا بعد أن وضعت الحرب أوزارها.
وبعد نجاح شركتى تطوير عقارى من مستثمرى القطاع الخاص، فى إعادة تشييد مبنيين على جانب واحد من الشارع، بدا اهتمام منافسين آخرين يذهب فى هذا الاتجاه لجذب المستثمرين الأثرياء داخليا وخارجيا رغم ارتفاع التكلفة.
وتعتبر نزاعات الملكية والتعقيدات القانونية الأخرى أحد أهم العقبات أمام إعادة بناء كثير من المبانى التاريخية فى بولندا.
لكن الفرص المتاحة محدودة، رغم الأرباح التجارية. فنحو 84% من المدينة يقع على الضفة الغربية لنهر فيستولا تم تدميره فى الحملة النازية لتسوية المدينة بالأرض، ولم يعد هناك إلا جزء يسير من المبنى التاريخى يمكن تجديده.
وانصب اهتمام شركات البناء والتشييد على العقارات الجديدة نظرا لوفرة المساحات الكبيرة الصالحة للبناء فى وارسو لسنوات عديدة مما جعل الاستثمار فى المبانى القديمة ضمن أولويات الشركات.
والسبب فى وفرة المبانى هو المنشآت الصناعية التى كانت على امتدادات كبيرة من الأراضى غير المبنية. كما كان من السهل إزالة كثير من مبانيها لتحل محلها عمائر حديثة، كما يقول ماتيوز بولكويسكى المدير المساعد فى شركة جيه إل للاستشارات العقارية.
ولكن بعد عدة مشاريع تجديد ناجحة للمبانى القديمة، مثل مراكز التسوق «ستارى بورار» فى بوزنان، أو «مانفاكتورا» فى لودز، سعى مطورون لاستثمار الأموال فى إيجاد استخدامات جديدة للعقارات القديمة.
وبحسب تقرير صحيفة «فاينانشال تايمز»، فإنه حتى لو كان التجديد أكثر تكلفة، ومعقد ويستغرق وقتا طويلا يفوق إنشاء مبنى جديد من نقطة الصفر، فإن الإيجارات للمبانى المجددة أيضا أعلى من غيرها. وتحقق هذه المشروعات توازنا جيدا بين عنصر جمال التصميم وتأدية المبنى لوظيفته الجديدة والموقع الحيوى، والعائد الاقتصادى أيضا.
وقد نجح مشروع إعادة تطوير مركز «كونسير روزين» إلى مجمع سكنى ومكاتب ومساحات لمحلات بيع التجزئة على انقاض مبنى مصنع الفودكا السابق، والذى تطلب 21 موافقة من سلطات المدينة التى تشرف على المواقع التاريخية.