«عيسى»: السوق يعانى وتوقف نسبى عن الشراء لعدم استقرار سعر الدولار
«عارف»: الارتباك بعد تعويم الجنيه دفع العملاء للعزوف عن المشاركة بالمزادات مؤقتاً
«ناجى»: انخفاض أعداد المتزايدين أكثر من 90% بالأراضى والعقارات بمحافظات الصعيد
شهدت المزادات العقارية تراجعاً فى الإقبال على عمليات الشراء بنحو 40%، بعد قرار البنك المركزى الأخير بتعويم الجنيه وانخفاضه مقابل الدولار، بجانب زيادة المعروض وتراجع الطلب باستثناء الفرص الاستثمارية.
قال الخبراء المثمنون: إن حركة البيع والشراء والإقبال على المزادات العقارية شهدت ركودا بمعدلات متباينة خلال العام الجارى، وتفاقم الوضع عقب قرار البنك المركزى بتحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه، مشيرا إلى أن حالة الارتباك تسود السوق العقارى.
وأوضح الخبراء أن السوق يعانى ترقب العملاء وتوقف نسبى عن الشراء لعدم استقرار سعر الدولار، وفى المقابل ارتفاع أسعار العقارات رغم حالة الركود خاصة مزادات الأراضى ذات المساحات الكبيرة والصناعية والسياحية فى ظل ارتباك السوق الفترة الحالية.
قال الخبير المثمن عبدالفتاح ناجى: إن الإقبال على المزادات العقارية تراجع بواقع 40% بعد قرار تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه، ويعانى القطاع من ركود نسبى فى ظل المخاوف من وضع السوق وتقلباته.
وأوضح أن القوة الشرائية للمواطنين انخفضت، وفى المقابل يواصل سعر العقار فى الارتفاع، رغم الركود وتواجه المزادات صعوبة فى البيع لانخفاض المتزايدين.
كشف ناجى، عن تراجع مبيعات العقارات بمحافظات الصعيد، فى ظل ندرة المعروض والركود وانخفاض القوة الشرائية للمواطنين والتضخم وارتفاع الأسعار، موضحاً أن أعداد المتزايدين تراجعت إلى أكثر من 90% بالأراضى والعقارات المعروضة بمحافظات الوجه القبلى.
قال: إن طروحات البنوك بالمزادات كانت تواجه منافسة بين العملاء الفترة الماضية، خاصة فى وجود فرص إستثمارية، إلا أنها تواجه حالياً ركود لضعف الإقبال وتصريف محتويات المزاد خلال أكثر من جلسة متتالية.
وأشار إلى أن معدل الإقبال على مزادات الأراض الصناعية لا يتجاوز 10%، خاصة فى المدن الجديدة التى تواجه أزمة غلق المصانع، فى ظل صعوبة توفير الأيدى العاملة المتدربة بجانب ارتفاع التكاليف والمصروفات واعتماد معظم المصانع على استيراد مستلزماتها بالعملة الصعبة، موضحاً أن هناك وفرة فى المعروض وانخفاض فى الطلب.
تابع: أن قطع الأراضى ذات المساحات الصغيرة لاقت رواجاً مؤخراً مقابل الكبيرة التى تعانى من ركود، نظراً لانخفاض الطلب عليها.
توقع ناجى، تصدر مدينتى القاهرة الجديدة والعبور لجذب المستثمرين الفترة المقبلة.
قال الخبير المثمن إبراهيم عارف، رئيس مجلس إدارة شركة «عارف» للخبرة والتثمين العقارى، إن معدلات الإقبال على المزادات العقارية تراجعت بين 30 و40% خلال الفترة الماضية، مؤكدا تأثر حركة البيع خلال الـ3 شهور الماضية وارتفاعها بعد تعويم الجنيه لانخفاض قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، رغم أن عمليات البيع والشراء بالجنيه، إلا أن هناك مخاوف وحالة ترقب من الاضطرابات الحالية فى السوق العقارى.
وأشار إلى أن انخفاض قيمة العملة المحلية، أدى إلى زيادة تكلفة الخامات الأساسية لصناعة العقارات، متوقعاً زيادة أسعار المشروعات الجديدة بنسبة تتراوح بين 15 و20%، رغم انخفاض الطلب.
ولفت إلى أن بيع الوحدات الجديدة متوقف تقريبًا بسبب الارتباك من قبل الجهات المالكة فى تسعير الوحدات، انتظارًا لتقييم دقيق لحجم الارتفاع الضرورى فى الأسعار النهائية، بعد تقييم السعر الذى سيستقر عليه الدولار.
وأضاف أن الإقبال على شراء الوحدات المتوسطة سوف ينخفض الشهر الجارى، وذلك لتحميل الوحدة تكاليف الزيادات فى أسعار مواد البناء مقارنة بالوحدات الفاخرة، التى ستشهد ارتفاعًا فى الإقبال لحفظ أموال المستثمرين بالعقارات.
وأوضح أن تراجع نسبة العملاء المقبلين على الشراء النقدى بنسبة 50% مقارنة بزيادة الإقبال على وحدات التقسيط كنوع من الاستثمار، خاصة بعد انخفاض قيمة العملة المصرية أمام الأمريكية بشكل غير مسبوق.
وأوضح أن استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار، أدى إلى زيادة إقبال العملاء على شراء الوحدات الجاهزة لتفادى أى زيادات فى أسعار مواد البناء، والتى تؤدى إلى تأخر المطور فى تسليم المشروع.
قال: إن عمليات الشراء والبيع بالمزادات انعكاس لحالة السوق، الذى يشهد ارتباكا فى الفترة الحالية، موضحاً أن الشركات العقارية استغلت الموقف ورفعت أسعار وحداتها بمعدلات لا تتناسب مع طبيعة السوق، فى ظل تراجع القوة الشرائية وإقترب سعر المتر فى مدينة القاهرة الجديدة 10 آلاف جنيه.
قال الخبير المثمن، هشام عيسى، إن معدلات الإقبال على المزادات العقارية فى تراجع على مدار العام، وزادت بعد تحرير سعر الصرف باستثناء فى الفرص الاستثمارية، موضحاً أن الأسعار فى ارتفاع رغم إنخفاض الطلب.
وأرجع ضعف الإقبال على المشاركة فى المزادات العقارية «أراضٍ ـ وحدات»، إلى عدة عوامل، منها انشغال البعض بالمضاربة فى الدولار لتحقيق أرباح فى وقت وجيزوأخرى تراقب السوق، بجانب التخوف من الاضطرابات التى شهدها السوق وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه خلال الفترة الأخيرة بعد قرار المركزى.
ولفت إلى أن معدلات تصريف المعروض بالمزادات العقارية لم تتجاوز 20% مقارنة بالعام الماضى، موضحاً أن ترلجع الإقبال على المزادات تجاوز 40%، بالإضافة إلى ضعف القوة الشرائية للمتزايدين.
قال: إن المزادات العقارية التى عقدتها شركات قطاع الأعمال شهدت إقبالا ضعيفا، رغم وجود فرص استثمارية من أراضٍ وعقارات، إلا أن ارتباك السوق أثر على معدلات الإقبال المنتظر أن يرتفع خلال الفترة المقبل مع إستقرار السوق وثبات الأسعار.
وأشار إلى مزادات الأراض المخصصة للأنشطة السياحية تعانى من ركود تام، خاصة فى محافظات البحر الأحمر وجنوب سيناء والأقصر وأسوان بإستثناء منطقة الساحل الشمالى فى «مطروح» ذات الطبيعة الخاصة، التى تسعى الشركات والمستثمرين لشراء أراضٍ بها لإقامة منتجعات سياحية وفنادق، بجانب ندرة المعروض بها وزيادة الطلب.
توقع عيسى ارتفاع أسعار العقارات خلال الـ5 شهور المقبلة بين 25 و30%، بعد زيادة الخامات المستخدمة فى أعمال التشييد، بالإضافة إلى ارتفاع فى سعر الأراضى المخصصة للأنشطة السكنية بالمدن الجديدة والمحافظات.