فازت إيران فى سباق الحصول على حصة أكبر فى توريد البترول للهند، السوق الأسرع استهلاكاً للنفط فى العالم، ما يضعف قبضة منافستها السعودية وسط كفاح المنظمة لخفض الإنتاج.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن إيران عززت بشكل كبير مبيعات البترول الخام فى 2016، بعد أن تم كبحها لسنوات بسبب عقوبات برنامجها النووى والذى جاء بمثابة تحدٍ لنفوذ المملكة والعراق، حيث إنها توفر الامتيازات لشركات التكرير للمساعدة على إعادة بناء مكانتها فى ثالث أكبر اقتصاد فى آسيا.
وكشفت بيانات «بلومبرج»، أن احتياطيات البترول الاستراتيجية فى إيران ساعدتها على الظهور كأكبر مورد للهند لأول مرة فى عام 2016 الشهر الماضي.
وأحرزت إيران تقدماً فى حصتها السوقية وسط التخمة العالمية التى أدت إلى تراجع الأسعار بحوالى النصف منذ عام 2014.
ويجتمع الآن فى فيينا الأعضاء فى منظمة الدول المصدرة للبترول فى محاولة لوضع اللمسات الأخيرة على شروط خفض الإنتاج مع بعض الدول بما فيها إيران.
وتستورد الهند أكثر من 80% من احتياجاتها من البترول الخام وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن تكون المستهلك الأسرع نمواً خلال عام 2040.
وقال آر راماشاندران، مدير المصافى فى شركة «بهارات بتروليوم» المحدودة، إن الجميع يبحث عن بديل للبترول السعودى بسبب الاعتماد الكبير عليه.
وأضاف أن الخام الإيرانى يمكن أن يوفر نمط عائد أفضل فى بعض الحالات كما يمكن جلبه فى غضون أسبوع.
وأشار إلى أن إيران والعراق سوف يتنافسان تدريجياً مع الخام السعودى للحصول على حصة أكبر فى الهند.
وارتفعت الإمدادات الإيرانية فى أكتوبر الماضى 56% إلى 759.700 ألف برميل يومياً، مقارنة بالشهر السابق، بينما بلغت الشحنات من المملكة العربية السعودية 717 ألف برميل يومياً، مقارنة بـ488 ألف برميل يومياً من العراق وفقاً لبيانات الشحن التى جمعتها «بلومبرج».
وتفوقت إيران على فنزويلا فى الفترة من يوليو إلى سبتمبر لتصبح ثالث أكبر مورد للخام فى الهند مع نمو الشحنات بنسبة 51% مقارنة بالربع السابق.
وقال إيه كيه شارما، المدير المالى لشركة البترول الهندية، إن إيران عرضت شروطاً جذابة مثل خصومات على الشحن تصل إلى 80%.
وقال إحسان الحق، مستشار رئيسى فى «كيه بس سي» للتكنولوجيات المتقدمة، إن الواردات من إيران قد ترتفع أكثر بمجرد أن يبدأ تصدير الخام الثقيل الجديد الذى يحظى بتفضيل واسع من قبل شركات مثل «ريلاينس» للصناعات المحدودة صاحبة أكبر مجمع تكرير فى العالم.
وأشار توشار تارون بانسال، مدير فى شركة «لوفي» العالمية للطاقة إلى أن شركة «روسنفت» الروسية قد تزيد مصفاة على الساحل الغربى للهند مع ببترول فنزويلا الخام، وهو ما يقلل فرص إيران.
ورغم ذلك لا يزال البترول الخام الإيرانى الأفضل جاذبية لشركات التكرير الهندية.