«صقر»: خسائر الشركة من الحرائق 11 مليون جنيه.. وتعويضات التأمين لا تتجاوز 40%
«جاد»: وقف ضخ المياه بـ«حنفيات الإطفاء» بمجمع صناعات برج العرب لعدم سداد الفواتير
«محرم»: «مرغم الصناعية» تعانى ندرة خطوط إطفاء والطرق غير ممهدة
طالب عدد من المستثمرين بالمناطق الصناعية فى الإسكندرية بتطوير أنظمة الحماية المدنية بها، بسبب تكرار حوادث الحرائق.
قال هانى المنشاوى، نائب رئيس مجلس الأمناء، إن إدارة الدفاع المدنى والحريق تطبق الكود الأمريكى لاستخراج الرخص، الذى يعد الأكثر تشدداً وتطبيقه.
وطالب بتصميم كود مصرى لاشتراطات الدفاع المدنى والحريق، مشيراً إلى أن مصانع الكيماويات من أكثر المنشآت، التى تحتاج خطوط إطفاء كبيرة، ولا يجوز تطبيق تلك الاشتراطات المتشددة على مصانع الأغذية على سبيل المثال.
وأضاف أن مجلس أمناء مدينة برج العرب الصناعية تبرع بسيارة «تانكر» بسعة 50 ألف لتر بقيمة 5 ملايين جنيه لنقطة الحماية المدنية، وإمدادها بمعدات متطورة للتعامل بكفاءة مع الحرائق.
وأكد المنشاوى بصفته رئيس مجلس إدارة شركة سمرمون لفواتح الشهية وتصنيع المأكولات البحرية، أن الشركة كانت تجرى توسعات جديدة لإقامة خطى إنتاج، ونشبت يونيو الماضى حرائق داخل المبنى الجديد للمصنع، أدت إلى احداث تلفيات لأفران التجفيف «الفرنساوى» للأسماك والخضراوات، وتكبدت الشركة خسائر بنحو 650 ألف جنيه.
وأضاف أن التقرير النهائى للمعمل الجنائى المعتمد لدى شركة التأمين حصر الخسائر بقيمة 200 ألف جنيه، لم تحصل منها «سمرمون» على جنيه واحد حتى الآن، رغم أن التأمين يشتمل معدات بقيمة 13 مليون جنيه.
وأكد أن إدارة ملف الحماية المدنية تعانى كثيراً من المشكلات، مشيراً الى أن الكود الأمريكى المستخدم يحيل دون استخراج رخص النشاط، مشيرا إلى أن 30% فقط من مصانع برج العرب تمتلك رخص تشغيل.
وتقع «برج العرب» على مساحة 6175 فداناً، وتضم 7 مناطق صناعية، منها 5 قائمة بالفعل تحوى 1240 مصنعاً، ومنطقتان تحت الإنشاء، ويصل حجم استثمارات بالمدينة 4 مليارات جنيه.
وقال أحمد صقر، رئيس مجلس ادارة شركة روتانا للصناعات الغذائية وعضو جمعية مستثمرى برج العرب، إن الشركة تعرضت لحرائق منذ 3 سنوات، أسفرت عن خسائر بقيمة 11 مليون جنيه، ولم تتحصل على تعويضات من شركة التأمين سوى 40% من إجمالى الخسائر.
وأضاف أن مدينة برج العرب لا توجد بها سيارات إطفاء بشكل كافٍ يتناسب مع حجمها ومناطقها الصناعية، مشيراً إلى أن المدينة يتجاوز عدد مصانعها نحو 1200 ولا يوجد بها سوى سيارة واحدة، تبرع بها مجلس أمناء برج العرب لوحدة الأطفاء التابع لإدارة الدفاع المدنى والحريق بوزارة الداخلية.
وأوضح أن مدينة برج العرب التى تعد من أهم المدن الصناعية فى مصر، لا توجد بها مناطق لوجستية، وحال اندلاع حريق فى المخازن الملحقة بالمنشآت المنتجة سوف يكلف المصانع مبالغ طائلة.
وأشار إلى حريق اندلع منذ سنوات بشركة «ميدو للبويات» أسفرت عن خسائر ضخمة وفشلت كل جهود الحماية المدنيه للسيطرة عليه، بعد أن ارتفعت درجة حرارة الصهاريج وتعرضت المدينة بأكملها للخطر، الأمر الذى استدعى تدخل القوات البحرية للسيطرة عليه الحريق وإيقاف تمدده إلى المنشآت المجاورة.
وتابع: أن المدن الصناعية فى العالم تخصص 10% من أصول المصانع لتطوير وتجهييز أدوات الأطفاء والحماية.
وقال أمير واصف، رئيس مجلس إدارة شركة انتجرا وعضو جمعية مستثمرى برج العرب، إن المستثمرون ناشدوا اتحاد الصناعات إعادة تصنيف المخاطر فى موافقة الدفاع المدنى والحريق لاستخراج رخصة النشاط، مشيراً إلى ضرورة تصنيف الحرائق حسب نوع الصناعة وليست المخاطر، لتلافى اكبر قدر من التعقيدات التى تلحق باشتراطات الدفاع المدنى والحريق.
ولفت إلى أن مخاطر الحريق تختلف من صناعة الى أخرى، مؤكداً أن اشتراطات الدفاع المدنى تعجيزية وغير واضحة.
وأضاف أن ضغط المياه بمدينة برج العرب لا يتناسب مع عدد المصانع، مشيراً إلى أن الدفاع المدنى يطلب إنشاء خزانات كبيرة تستوعب كميات من المياه لمعالجة أثر ضعف المياه.
وقال مصطفى جاد، مستمثر بمجمع الصناعات الصغيرة والمتوسطة ببرج العرب، إن شركة مياه الإسكندرية أوقفت ضخ المياه لـ«حنفيات الإطفاء» بمجمع الصناعات، بسبب عدم سداد جهاز المشروعات الصغيرة الذى يتولى إدارة المجمع فواتير استهلاك المياه، ما يبرز الفصل التام وعدم التنسيق بين مؤسسات الدولة وعدم تناغم سياسياتها لتذليل العقبات أمام المناطق الصناعية.
وأرجع أسباب اندلاع الحرائق إلى وجود وحدات الصناعات الكيماوية التى تستخدم مادة «النتروسليلوز والأحماض»، مشيراً إلى سرعة اشتعال هذه المواد التى تتفاعل بسبب حرارة الجو فى فصل الصيف وانتشار أكوام القمامة والمخلفات فى كل أنحاء المجمع، ما يتسبب خسائر كبيرة تضر باقى المصانع المجاورة بسبب التخطيط العشوائى للصناعات وضعف الخدمات وتعطيل خطوط الإطفاء الخاصة بالمجمع من قبل شركة المياه.
وقال الدكتور محمد محرم، رئيس مجلس إدارة محرم للصناعات الكيماوية وعضو جمعية مستثمرى مرغم بالإسكندرية، إن المنطقة غير مجهزة لمواجهة الحرائق لعدة أسباب، أبرزها الطرق ضيق الطرق الترابية غير الممهدة لمرور سيارات الإطفاء خاصة فى الشتاء، مضيفا أن المنطقة تعانى من ندرة خطوط إطفاء، فضلاً عن التخطيط العشوائى وعدم الفواصل بين المصانع، مما يرفع درجة الخطر بالمنطقة عند اندلاع حريق، مشيراً إلى أن أقرب وحدة إطفاء تقع على بعد 10 كيلو مترات بحى العامرية.