تراجع دخل الفرد فى أفقر منطقة فى العالم وسط تفاقم الركود
تراجعت توقعات النمو الاقتصادى فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى العام الجارى إلى 1.5%، بعد تخفيضات حادة فى نمو نيجيريا وساحل العاج وأنجولا الأسابيع القليلة الماضية.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن توقعات النمو فى أفريقيا منذ بداية العام الجاري، تمثل أضعف معدلاتها لعموم القارة منذ عام 1994، وهو ما يعنى تراجع دخل الفرد فى أفقر مناطق العالم.
وفى البداية، توقع معظم الاقتصاديين، انتعاش النمو فى 2017، لكنهم تراجعوا، مؤخراً، بشكل حاد فى الأشهر الأخيرة عن هذه التوقعات.
وكشفت بيانات شركة مؤسسة «فوكس إيكونوميكس»، المتخصصة فى الأبحاث الاقتصادية، عن تراجع توقعات نمو القارة العام المقبل من 4.2% فى يونيو إلى 3.2%.
وتوقع صندوق النقد الدولي، أن تتخلف دول جنوب الصحراء الكبرى عن النمو العالمى فى2017 للعام الثانى على التوالي، والعودة إلى نمط التسعينيات عندما كانت أفريقيا دون مستوى المعايير العالمية قبل حدوث الانتعاش.
وقال جون أشبورني، الاقتصادى فى «كابيتال إيكونوميكس»، إن الانكماش الاقتصادى فى المنطقة ما زال عند أعلى مستوياته، ونمو الاقتصادات الكبرى فى جميع أنحاء أفريقيا يعانى الضعف أو التدهور الأشهر القليلة الماضية.
وتوقع تراجع نصيب الفرد من إجمالى الناتج المحلي، فى كثير من بلدان القارة العام المقبل.
وأوضح ديرينا مانسيلاري، كبير الاقتصاديين فى «فوكس إيكونوميكس»، انخفاض معدلات نمو الاقتصاد بالقارة فى النصف الأول من العام الجاري.
وكشفت بيانات «فوكس إيكونوميكس»، عن انخفاض نمو الناتج المحلى للشهر الماضى من 1.8% إلى 1.5%.
وعزز الانكماش فى نيجيريا، أكبر اقتصاد فى المنطقة البيانات، حيث تراجع النمو 1.1% فى الوقت الراهن، وهو الأسوأ منذ 1991.
جاء ذلك فى الوقت الذى شهدت بعض الدول الأخرى فى القارة بعض التراجع مثل أنجولا، ثالث أكبر اقتصاد فى القارة.
وفى الشهر الماضى، عدلت توقعات النمو فى نيجيريا لعام 2017 بتراجع يتراوح بين 1.9 و 2.5%، مع نبوءات أكثر قتامة لغانا وأنجولا وكينيا.
وخفضت «فوكس إيكونوميكس» توقعات النمو لتسعة بلدان فى أفريقيا جنوب الصحراء.
وبرزت كينيا كنقطة مضيئة فى القارة، منذ أن هوت أسعار السلع عام 2014.
وأشارت أحدث الأرقام إلى تباطؤ نمو الإقراض فى كينيا إلى 4.6% فى العام على أساس سنوى فى أكتوبر، مقارنة بمعدل 19.7% فى نفس الشهر من العام الماضى.
وأوضح «أشبورني»، أن المخاوف من الفجوة بين البيانات الاقتصادية القوية فى كينيا، والموجة الأخيرة من توقعات النمو، ولكن هناك أيضاً ما يدعو للقلق، حيث تراجع إنتاج السيارات 35% على أساس سنوى أغسطس الماضي، وانخفضت الواردات والصادرات خلال الفترة نفسها، وأدى ركود إنتاج الأسمنت إلى فقدان الوظائف فى شركة «بورتلاند» شرق أفريقيا، وكان «ستاندرد تشارترد»، أيضاً، ضمن عدد من البنوك التى سرحت عدداً كبيراً من الموظفين فى الأشهر الأخيرة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لا تزال الأزمة الاقتصادية فى نيجيريا خطيرة للغاية، وفقاً لتصريحات أشبورني، حيث تراجع الاقتصاد 2.2% على أساس سنوى فى الربع الثالث من العام الحالى.
وأضاف أن إنتاج البترول الذى انخفض إلى أدنى مستوى فى 33 عاماً وسط حالة التمرد فى دلتا النيجر، يرسم صورة قاتمة للغاية فى الربع الأخير.
وأكد «مانسيلاري»، أن المخاوف تكمن من تقليص الولايات المتحدة مساعداتها الخارجية للمنطقة، وعدم تمديد اتفاقات التجارة الثنائية الحالية تحت ولاية الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب.
جاء ذلك فى الوقت الذى من المقرر، أن تكون فيه مصر المتلقى الرئيسى لهذه المساعدات العام المقبل بقيمة 1.46 مليار دولار، تليها كينيا بحوالى 626 مليون دولار.