قال معهد التمويل الدولي، أن هناك تغيرًا في توظيف الأموال والمحافظ الاستثمارية، وأن انتخاب ترامب أدى إلى تحولٍ كبير في عمليات توظيف الأصول.
وفي تقرير للمعهد تحت عنوان “التخارج من السندات والدخول في الأسهم” كشف خلاله : “مما لا يثير الدهشة أن نتائج الانتخابات الأمريكية أدت إلى تذبذب كبير في تدفقات صناديق الاستثمار، كما شهدت التدفقات النقدية زيادة كبيرة، لتشير بوضوح إلى تخارج الأموال من السندات إلى الأسهم وخاصة الأمريكية، بالإضافة إلى تخارج الأموال من الأسواق الناشئة بشكلٍ عام، في الوقت الذي استطاعت فيه صناديق الاسهم جذب 34 مليار دولار من 9 نوفمبر الماضي” .
وقال أن ذلك جاء مقابل استردادات في صناديق السندات تزيد عن 30 مليار دولار خلال الأسابيع الأخيرة، وارتفعت التدفقات الوافدة إلى أسواق الأسهم الأمريكية بعد انتخاب ترامب، ما قاد الأسهم إلى ارتفاعات تاريخية، حيث ارتفع الطلب على الأسهم بأكثر من 40 مليار دولار تمثل صافي تدفقات وافدة لأسواق الأسهم العالمية بعد انتخابات ترامب، وهى تدفقات أعلى مما كانت عليه خلال الأسابيع الثلاثة السابقة للإنتخابات عند نحو 3.6 مليار دولار، وكان معظم تلك الزيادة بدعم من زيادة استثمارات الأفراد في صناديق المؤشرات والتي كانت تمثل قيمتها 48 مليار دولار، مقابل استردادات لصناديق الاسهم بنحو 8 مليارات دولار.
وأشار التقرير إلى أن معظم التدفقات كانت موجهة للسوق الأمريكية لتسجل 41 مليار دولار، والذي نتج عن اجماع الخبراء بأن انتخاب ترامب سوف يعزز مسار النمو الاقتصادي والحوافز المالية للشركات.
ويذكر أن الرئيس الأمريكي ترامب كان قد وعد بخفض الضرائب على الشركات وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية.
وتتضررت الأسواق الناشئة بشدة تحسبًا لوجود مواقف سياسيات مالية أكثر عدوانيًا من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، من خلال رفع أسعار الفائدة الأمريكية، بما يضغط على الأسواق الناشئة، فضلًا عن شكوك حول مصائر الاتفاقيات التجارية حول العالم، ما أدى إلى تقليص التدفقات الداخلة إلى الأسواق الناشئة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال معهد التمويل الدولي، إن الأسبوع الماضي قد شهد صافي تخارجات من الأسواق الناشئة بلغ 15.5 مليار دولار، والتي كانت شبيهة بنوبات التوتر التي حدثت في عام 2013، بسبب الديون الأمريكية التي كانت تشير إلى توقعات بزيادة أسعار الفائدة آنذاك، وبنفس التوترات التي حدث في اغسطس 2015 مع التخفيض الجزئي للعملة الصينية.
وفي ظل مثل تلك الظروف يقول المعهد أنه دائمًا ما يخفض المستثمرين الأفراد والمؤسسات من تقيماتهم لأصول الأسواق الناشئة، حيث سجلت التخارجات من السندات نحو 9.4 مليار دولار، مقابل 6.2 مليار دولار لتخارجات الأسهم من الأسواق الناشئة خلال الأسبوع الماضي، وانخفض حجم أصول الأسواق الناشئة في المحافظ العالمية إلى 11.4% من مكون المحافظ العالمية وهى الأدنى في 4 أشهر.
أما بالنسبة للأسواق الأوروبية فكشف التقرير أن الانتخابات الأمريكية قد اتت برياح عكسية حيث سجلت تخارجات الأموال من دول غرب أوروبا نحو 70 مليار دولار منذ بداية العام، وكانت غالبية التخارجات بعد تخارج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع وجود حالة عدم يقين سياسي حول نمو الأسواق الأوروبية، كما أن شهية المستثمرين لصناديق الأسهم الفرنسية والإيطالية تراجعت خلال الأسابيع الأخيرة.
وكانت معهد التمويل في تقرير سابق، كشف فيه عن تخارجات بلغت 90 مليار دولار من السوق الصيني خلال نوفمبر، مقابل متوسط تخارجات شهرية من السوق الصنينية منذ بداية العام بنحو 57 مليار دولار.