أصحاب المحال التجارية يلجأون إلى وزن الأوراق النقدية بدلاً من عدّها
تعانى فنزويلا تدنى الأوضاع الاقتصادية؛ بسبب ضربة ثلاثية مكونة من نقص الغذاء، وتسارع التضخم، وتراجع قيمة العملة.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن أصحاب المحال التجارية فى فنزويلا لجأوا إلى وزن الأوراق النقدية بدلاً من عدّها بعد تراجع قيمة العملة بنسبة بلغت 62% منذ نوفمبر الماضى.
وفى الوقت الحالى لا تزيد قيمة أكبر ورقة نقدية من عملة فنزويلا على 2 سنت أمريكى فى السوق السوداء، ما يزيد صعوبة وتعقيد المعاملات النقدية.
وأوضحت الصحيفة، أن ماكينات الصرف الآلى لم تعد تستوعب عمليات السحب الكبيرة من قبل المواطنين الذين يصطفون عليها بطوابير طويلة وأصبح يعاد ملؤها كل ثلاث ساعات.
وأعرب خيسوس فاريا، وزير التجارة عن أمله فى أن اتفاق خفض إنتاج البترول الذى توصلت إليه منظمة «أوبك»، مؤخراً، سيعزز الاقتصاد من جديد.
أضاف أنه وسط هذه الاضطرابات سوف تكشف الحكومة عن إجراءات لتحقيق استقرار فى سعر العملة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يحاول فيه اتحاد دول أمريكا اللاتينية إجراء حوار بين الحكومة والمعارضة يهدف إلى تهدئة التوترات السياسية.
وفى الوقت الذى اقترب فيه معدل التضخم من تسجيل 475%، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولى، أعلن البنك المركزى فى فنزويلا عزمه طرح فئات نقدية كبيرة تشمل 500 و1000 و5 آلاف و10 آلاف و20 ألف بوليفار الأسبوع المقبل.
وقال كارلوس ميجيل ألفاريز، أحد كبار الخبراء الاقتصاديين فى شركة «إيكوناليتكا» فى «كاراكاس»، إن تشريع قوانين جديدة من قبل الحكومة قد يصحح التشوهات التضخمية والاقتصادية.
وأشار الاقتصاديون إلى أن التشوهات الاقتصادية تتمثل فى تراجع قيمة العملة إلى جانب انخفاض أسعار البترول وسوء الإدارة.
وأوضح بعض الاقتصاديين، أن فرض الزعيم الاشتراكى الراحل هوجو تشافيز، قيوداً صارمة على العملة المحلية فى عام 2003 لوقف هروب رأس المال بناءً على طلب من حليفه الكوبى فيدل كاسترو، المتوفى مؤخراً أدى إلى الوقوع فى المشكلة الراهنة.
وقال أورلاندو أوتشوا، اقتصادى مستقل، إن تراجع قيمة العملة المحلية يضعف الثقة فى النظام الفنزويلى.
أضاف أن سعر الصرف الموازى وتراجع الاحتياطيات النقدية يعكسان فقداناً تاماً للثقة فى الحكومة الحالية.
وتوقع بعض المراقبين إصدار فنزويلا أوراقاً نقدية جديدة مماثلة للدولار الأمريكى مثلما فعلت زيمبابوى، حينما طبعت عملة جديدة لمعالجة انهيار الثقة فى النظام المالى.
وأشار المستهلكون إلى أنه أصبح من شبه المستحيل أن تجد ما يكفى من النقود، فالطوابير تمتد أمام أجهزة الصراف الآلى فى العاصمة «كراكاس»، حيث ينتقل الناس من آلة إلى آلة لسحب كل ما هو متاح من النقود للحصول على السلع.