“هاليم”: دمج اللاجئين سيفيد ألمانيا خصوصاً في حالة عودتهم لبلادهم لأنهم سيعززون العلاقات
مشاكل عدة يواجهها اللاجئين الجدد في ألمانيا، بداية من تلاعب المترجمين في ترجمة حديثهم طبقا لميولهم السياسية او نفسيتهم، وحتى صعوبة تعلم اللغة الألمانية، ومتاجرة بعض السماسرة بحاجتهم لشقق اقتصادية، والتعامل السيء من قبل بعض الموظفين، إلا أن كل هذه المشاكل، لم تبدد تفاؤل «مارى لويزا فون هاليم»، نائبه حزب الخضر فى برلمان مقاطعة «براندنبرج»، والتي كانت قبل 4 سنوات إحدى أكثر المقاطعات من حيث تواجد النازيين.
وترى «هاليم»، والتي تنتمي لأكثر الأحزاب الألمانية دفاعا عن الأقليات، أن كل هذه السلبيات ناتجة عن الأعداد الكبيرة مما ادى الى استخدام اى شخص يستطيع الترجمه بدون النظر لمهنيته وعدم الاستعداد المسبق لسوق السكن او سوق العمل مثلا، لكنها تؤكد أنه يمكن لألمانيا أن تحول كل هذه السلبيات إلى إيجابيات، منتقدة استغلال اليمين للمخاوف من اللاجئين والاغراب وكل ما هو غير معروف لتحقيق مكاسب سياسية.
سياسة حزب «الخضر»، حسب «هاليم»، تقوم على الترحيب بأي فرد يدخل ألمانيا، وتقتضي بمعاملته كمواطن ألماني، تقول النائبة: «رغم استغلال الأمر سياسيا من قبل البعض، إلا أن مساعدة اللاجئين فور دخلوهم الحدود الألمانية ضرورة، والاندماج بالنسبة لحزبي قضيه أساسيه سندافع عنها ونطالب بها كحل وحيد للمجتمع والهجره كتحدى عالمى والذى بالتأكيد فى تزايد».
تعترف «هاليم» أن عدد اللاجئين كان مفاجئاً وأن ألمانيا لم تكن مستعدة له، خصوصا وأن مكاتب الدولة ليست هى المعروفه بالسرعة أو المرونة “وتضحك”، لكنها تستطرد قائلة: «مع الوقت، المكاتب أظهرت مرونة واهتماماً بوضع حلول للأشخاص في حدود القانون، وهناك أشخاص لم يكن لهم علاقة بالمجتمع المدني او التطوع قبل ذلك، ولكنهم اهتموا بمساعدة اللاجئين وبالمساعده فى تأسيس ملاجئ الإيواء، وهذا أمر إيجابي ومطلوب».
وتابعت نائبة الخضر: إنه لشىء يدعوا للفخر وانه شىء رائع وجميل جدا أن يهتم الناس بهذه القضية الإنسانية، والسبب متأصل فى جذورنا التاريخية ويرجع لتجربتنا انفسنا كلاجئين وقت الحرب العالمية الثانية، ولا يمكن أن ننسي أننا استقبلنا الأتراك نهاية الستينيات كعمال بعقود، ولكننا أخطانا وقتها عندما نسينا أنهم سيجلبون عائلاتهم وسيندمجون، لذا تعاملنا بشكل مختلف هذه المرة، وفكرنا مبكرا في دمج النازحين وأسرهم ليجدوا مكان فى المجتمع.
وقالت إنه بناء على حجم الموقف والضغط فإن الفوضى الموجودة متوقعة ومشروعه فى واقع الامر، ولكن السلبيات يمكن تقييمها وتحويلها لايجابيات، لذلك أنا متفائلة، أما الأزمات التي حدثت من بعض اللاجئين مثل التحرش فهي أخطاء فردية، ولابد من معالجتها بموضوعيه وهدوء و بدون تعصب. ولقد وجب علينا توضيح أخلاقيات واهتمامات المجتمع الألماني للنازحين حتى يستطيعوا ان يتعاملوا مع معطيات وتوقعات المجتمع المضيف بدون الاخلال بنظامه والوقوع تحت طائلة القانون، وتابعت: والجميع يرتكب أخطاء بما فيهم الألمان بالتأكيد.
وعن المسئولية الدولية تجاه اللاجئين، والذين يقدر عددهم بنحو 60 مليون شخص فى شتات عالمى، تقول: علينا أن نفكر ماذا فعلنا ليكون لدينا كل هذا العدد من اللاجئين الهاربين من حروب السلطات الديكتاتورية والسلطوية أو الاضطهاد بكل الوانه، وأضافت: لابد أن نضع فى الاعتبار بأن إمكانيات أوروبا تمكنها من استيعاب أكثر من مليون فقط.
ورداً على شكاوى اللاجئين من سوء المعاملة وتلاعب المترجمين من بعض العاملين مع اللاجئين، ومتاجرة منظمات تدعي مساعدتهم بأوضاعهم، واستغلال السماسرة حاجتهم للشقق وفرضهم خلو رجل بأرقام كبيرة، قالت: لابد ألا نبادر بالتعامل بتشكك مع الموظفين والأفراد، ويجب أن نسبق بالنية الحسنة إلي أن يثبت عكس ذلك.
وعن «تلاعب المترجمين»، قالت: يجب ان نقتنع أن الأخطاء الشخصية علينا وقفها ومعالجتها ولكنها ستكون دائما موجوده. وبالفعل نلاحظ انه من الممكن ان نجد ان الألمان أنفسهم أقل اضطهاداً للنازحين الجدد من المهاجرين القدامى الذين قدموا من مجتمعات ضعيفة. فالحل الوحيد هنا اننا ولابد من مناقشة هذا الموضوع وايجاد حلول بما يطابق القوانين ومنع المشاكل الفردية من التدخل بالسب على القادمين وعلى عمليه ادماجهم، فعلينا نحن على تدريب كل من يتعامل مع النازحين على طريقه التعامل المهنيه السليمه.
أما بخصوص دمج اللاجئين في سوق العمل، قالت: نحن نتحدث عن لاجئون قادمون ليستقرون، وهذا تحدى مهم جدا، لكن لكى يتمكنوا من دخول سوق العمل فلابد من فتح أبواب تعليمهم وتأهيلهم الذى يمكنهم من القدرة على المنافسه فى سوق العمل وحتى يستطيعوا اثبات الكفاءة المطلوبة للحفاظ على مكان العمل، وهذا يحتاج وقت بالطبع وايضا اراده من اللاجئ ومن اماكن التاهيل ومن مكان العمل ، والسوريون بأعدادهم الكبيرة يعدون فرصة عظيمة فى الحقيقه لزيادة فرص التعاون مع سوريا في المستقبل وانا ارى انه إذا تم ادماجهم بالصوره الصحيحه في المجتمع الألماني، فتخيلوا معى بعد انتهاء الحرب عند عودتهم الى ديارهم، كم سيكون للعائدين دورا فعالا في مساعده إعادة بناء وطنهم عندما يرجعون بال know how”” الالمانى المتقدم.
وعن الخوف من تكوين “مجتمع الموازى” للنازحين فى المانيا واستحضار النازحين لمشاكل التطرف العرقي والديني معهم للمجتمع الالمانى، قالت: مما لاشك فيه ان هناك اخطاء يمكننا تجنبها اثناء العمل فى دمج النازحين وسنستطيع عمل ذلك بفاعليه اكثر اذا وضعنا جميع مخاوف المواطنين فى الاعتبار ومحاوله تلافيها. ونحن كحزب نعتقد ان الجذور القوية وعدم الخوف على الهوية ستساعد في تسهيل الاندماج و ونؤمن ان اى مجتمع قادر دائما على خلق هويه مثاليه جديده مبنيه على التعدديه يصبح بهذا اقوى, ونؤمن ان الهويه المبنيه على التعدديه وقبول الآخر تفرز مواطن اسعد من مواطن الهويه المبنيه على الاحاديه وتهميش او اقصاء اى مجموعات فى المجتمع, فالجميع يجب ان يشارك فى الهويه والقوانين الخ».
وعن استغلال بعض الأحزاب لموضوع اللاجئين ككارت سياسي، قالت: «لا يمكن تصور ان يكون هناك من يتلاعب باللاجئين ككارت سياسي وسنعمل جاديين لكى لايصلوا لمآربهم ان ارادوا، وعلينا للاسف بالاعتراف أن اليمين يستمد من مخاوف الألمان المعلقه قوه سياسية».