التغيير المستمر فى أنماط الاستثمار البديلة يحتاج موظفين بمواصفات خاصة
تحتاج الأوقات الخطرة فى دورة السوق العالمى لتعامل خاص وفهماً أعمق لاستراتيجية صناديق إدارة الأصول وهذا يعنى أن مؤسسات الاستثمار الناجحة يجب أن تعتمد على موظفين من نوعية معينة يتمتعون بمهارات خاصة لمواكبة المنافسة.
ولكن مثل أى قطاع ناضج شهد قطاع إدارة الاستثمارات البديلة العديد من التغيرات الزلزالية على مر السنين يمكن الإشارة إلى بعضها فيما يلى:
*زبائن جدد: كانت صفقات الاستثمارات البديلة قاصرة فى الماضى على أغنى المستثمرين، ولكن حيث إن هذا القطاع حقق نموًا هائلًا فقد استقطب اهتمام مجموعة واسعة من المستثمرين بداية من أكبر المؤسسات الاستثمارية لأصغر المستثمرين الأفراد.
وقد أدى ذلك إلى وقوع ما يمكن تسميته بالانفجار من الابتكارات فى أنواع المنتجات المعروضة للمستثمرين وظهرت صناديق استثمار للأصول السائلة البديلة تحصل على رسوم منخفضة الرسوم وبدون حد أدنى للاستثمارات.
*المنافسة: كانت صناديق التحوط وبدائل أخرى، معروفة بإنتاج عوائد عالية جدًا وبشكل منتظم ولكن مع ازدحام مسارات هذا القطاع أكثر من أى وقت مضى أصبحت الرسالة الأساسية لا تتعلق بتراجع الأداء أو تطوره بل بشدة التقلبات وإدارة المخاطر.
*التنويع: نظرًا إلى أن الأسواق العالمية أصبحت أكثر ترابطا، ينجذب المستثمرون بشكل متزايد إلى بدائل تدعم قدرتهم على تنويع محافظ الأصول وبسبب ذلك فإن الكثير من النمو فى القطاع يأتى من فئات الأصول الأقل ارتباطاً بأسواق الأسهم أو السندات، مثل العقارات والبنية التحتية وأصول حقيقية أخرى.
والجمع بين هذه الاتجاهات يقود التغيرات فى جميع أنحاء قطاع الاستثمارات البديلة ولم يعد كافيًا للعاملين فى القطاع المالى أن يكونوا قادرين على قراءة الميزانية العمومية أو فهم كيفية بناء نموذج «بلاك سكولز» لأنهم بحاجة إلى مجموعة مهارات جديدة تمامًا للتعامل مع المستقبل.
وتتطلب البيئة الاقتصادية الحالية من الموظفين والمديرين، تحليل الأسواق من منظور أوسع من ذلك بكثير حيث نرى على نحو متزايد نشاط السوق مدفوعًا بالقرارات السياسية – السياسة النقدية بشكل خاص، وسياسة البنك المركزى – بدلًا من القواعد الأساسية للسوق.
وهذا يعنى أن خبراء الاستثمار يحتاجون إلى أن يكونوا على دراية بالتخصصات مثل علم النفس والفيزياء، بالإضافة إلى الاقتصاد التقليدى لمتابعة تحركات السوق والتنبؤ بدقة.
وعلى طاولة التداول يمكن لخوارزميات الحاسوب إجراء عمليات حسابية معقدة فى جزء صغير من الوقت الذى كان سيستغرقه المتعامل البشرى وهذا يكشف أهمية زيادة الاعتماد على التكنولوجيا خاصة تكنولوجيا المعلومات.
وبعض الخوارزميات يستخدمها خبراء السوق بصورة متزايدة وبكفاءة خصوصًا فى صناديق الاستثمار مما يجعلها تتخذ أفضل القرارات الاستثمارية.
وفى العالم الجديد، يحتاج خبراء الاستثمار لتوفير قيمة مضافة تتجاوز ما تقدمه الروبوتات وأجهزة الكمبيوتر.
وعلى سبيل المثال، أدى صعود البيانات الكبيرة فى جميع أنحاء عملية الاستثمار إلى نقص فى أعداد الأفراد المؤهلين لمعرفة كيفية تحليل البيانات بشكل صحيح ورغم أن البحث يتطور بسرعة على صعيد آلة نظم التعلم والذكاء الصناعى التى ستستخدم لتحليل هذه البيانات إلا أنه لم يعثر بعد على بديل للإنسان الذى يمكن أن يُكون معنى مفهوما من كل شىء.
وأخيرًا، فإن الموظفين المسئولين عن التعاملات العامة يحتاجون إلى القدرة على التواصل مع المستثمرين والمنظمين ووسائل الإعلام بدرجة عالية من الكفاءة، وهذا يتطلب مهارات شخصية وبناء علاقات قوية خاصة فى أوقات الأزمات.
كيف يمكنك تطوير هذه المهارات؟
*يمكن للعمال الأصغر الانضمام لفعاليات مشتركة للتواصل مع خبرات مختلفة، وتكليفهم بمهام خارجية بصحبة مرشدين للمساعدة فى توجيههم طوال حياتهم الوظيفية.
*يمكن الاعتماد على المزيد من كبار الموظفين فى المهام الاستشارية والتدريب لتقديم المشورة كطرف ثالث حول كيفية تحسين العمليات.
*يجب أيضًا اتباع أسلوب تناوب العمل بحيث يتم إعطاء الموظفين فرصة للتعرف على جوانب مختلفة من الأعمال التجارية ويعد ذلك أداة مهمة لبناء مهارات ذات قيمة أخرى.
*عند التعامل مع الطلاب والخريجين الجدد يجب تدريبهم مجانًا مع اختيارهم من قطاعات لها خلفية من علم النفس لتحسين القدرة على التنبؤ بسلوك السوق وخلال ذلك يمكن اختيار العناصر المميزة التى تملك مهارات أعلى.
*يعد قطاع الاستثمارات البديلة نقطة جذب للمواهب من جميع أنحاء العالم وعبر جميع التخصصات، ومع استمرار القطاع فى النمو يجب على العاملين بالقطاع المالى اكتساب المهارات التى يحتاجونها لتحقيق النجاح خلال 2017 وما بعده.