محمد أبوالفتوح يكتب: متى يخرج “فنكوش” السيارات للنور؟


أصبح الكلام عن استراتيجية السيارات أشبه بالحديث عن إعلان «الفنكوش»، فعلى مدى ما يقرب من 3 سنوات، ونحن نتحدث عن قيام الحكومة بإعداد استراتيجية لصناعة السيارات، وعقدت اجتماعات وندوات لمناقشة المطلوب فى هذه الاستراتيجية وتمت مناقشة ملامحها.
وتغير الكلام بعد ذلك بأنها ليست استراتيجية، بل قانونا للسيارات ورغم أنه لا يوجد فى أى دولة قانون لصناعة السيارات، قلنا مش مشكلة استراتيجية قانون، المهم أن يخرج «الفنكوش» للنور.. وفجأة أحالته الحكومة «الفنكوش» – أقصد الاستراتيجية – لمجلس النواب، وبدأت لجنة الصناعة فى المناقشة وعقدت جلسات استماع مع عدد من ممثلى الصناعة للتعرف على وجهة نظرهم بشأن الاستراتيجية، وهو أمر مقبول ولا غبار عليه.. ولكن عندما يكتشف كثير من العاملين بالقطاع أن كثيرًا من بنود الاستراتيجية تم تفصيلها وإعدادها وفقًا لرؤية واحد من أكبر المنتجين بقطاع السيارات، وأن الغموض الذى أحاط بهذه الاستراتيجية، وكيف أنها كانت ولازالت «فنكوش» حتى لا يعرقل أحد مسيرتها وتخرج فجأة للنور دون أن يتم تعديلها بما يتعارض مع الرجل الكبير فى الصناعة.. فهل يعقل أن دولة تريد إقامة صناعة قوية وتصديرية تتعامل بهذا السلوك فى إعداد استراتيجية أو قواعد للتصنيع وتخفيه عمن سيقومون بالتصنيع وتتخذ وجهة نظر أحادية.
إننا نفهم أن استراتيجية لصناعة السيارات تتضمن حوافز وتيسيرات للاستثمار فى هذه الصناعة وتحديد أماكن صناعاتها ومواصفاتها ونسب المكون المحلى المستهدفة والصناعات المغذية لها وحوافز وأسواق تصديرها المستهدفة.
انظروا إلى الدول التى بدأت معنا فى صناعة السيارات الهند وكوريا الجنوبية ثم بعد ذلك بعشرات السنين جنوب أفريقيا وإيران والمغرب، ونحن مازلنا نصرف فنكوش اسمه الاستراتيجية، ويبدو أنها ستموت مثل حلم السيارة المصرية الذى مات، لأننا تأخرنا كثيراً فى تحقيقه فانتحر الحلم بسيارة مصرية.
أيها السادة لم يعد هناك وقت لهذا الهزل والتسويف هل نحن نريد إقامة صناعة سيارات أم لا؟ القواعد المعروفة والحوافز مطبقة فى دول شبيهة لنا.. إذن نحن لن نخترع العجلة، ولن نخرج بشىء خارق أو غير متعارف عليه فقول علينا أن نخلص النية ونقول الحقيقة للناس لا أن نجعل الأمر مثاراً للشائعات وفرصة للانقسامات وصراع الجبهات داخل قطاع السيارات.
ونحن من جانبنا ناقشنا مشروع الاستراتيجية منذ بداية الحديث عنها فى المؤتمر الأول لإيجيبت أوتوموتيف وحتى الدورة الثالثة للمؤتمر ديسمبر الماضى ونحن نناقش هذه الاستراتيجية سواء فى حضور وزير الصناعة وممثلى القطاع ومع أعضاء مجلس النواب بجانب الندوات التى عقدناها قبل انعقاد قمة إيجيبت أوتوموتيف، فهل هذه الاستراتيجية تستحق كل هذه السنوات وكل هذه المناقشات والندوات والمؤتمرات حتى نعد استراتيجية لصناعة واحدة متوطنة فى البلاد منذ عشرات السنين، فيما قامت صناعة السيارات فى دول أخرى دون أى استراتيجيات أو قوانين فقط بالإرادة والعزيمة فى الرغبة بالنهوض بالصناعة.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية



نرشح لك

vgylscyR 1486285621 342 18664
العقد الصناعى لأفريقيا

https://alborsanews.com/2017/02/02/970483