استنفاد ثروات الأرض والمحيطات والغابات بمعدلات غير مسبوقة
قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن إعلان المجاعة فى أجزاء من جنوب السودان، جاء فى الوقت الذى حظى فيه نقص الخضار خصوصا «الخس» و«الكوسا» فى أوروبا باهتمام وسائل الإعلام، مشيرة إلى أهمية وضع الأمور فى نصابها.
أضافت الصحيفة، أن باقى دول العالم مستمرة فى محاربة الاختلالات الغذائية الدائمة والناجمة عن التغيرات المناخية وسوء الأحوال الجوية والحروب وتغيير الأنظمة، والصدمات الجيوسياسية الأخرى.
ففى القرن العشرين مات نحو 70 إلى 80 مليون شخص نتيجة المجاعات الكبرى.
وقبل عام 1965 توفى 66 مليون شخص بسبب 9 مجاعات فى الاتحاد السوفييتى السابق والهند والصين.
ولكن فى الجزء الأخير من القرن العشرين أصبحت الأزمات الغذائية أكثر تمركزا فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وكان 34 من أصل 65 مجاعة فى هذه المنطقة.
ومع ذلك، تضاءل حجم المجاعات الفردية بشكل كبير بفضل تحسين البنية التحتية وزيادة التدخل الدولى واستخدام المحاصيل المعدلة وراثيا.
وكشفت «فاينانشيال تايمز» عن أن التعرض لخطر المجاعة تم القضاء عليه تقريبا فى باقى دول العالم باستثناء كوريا الشمالية.
ويستمر الجوع أيضا فى جلب خسائره فى بعض المناطق منها جنوب آسيا، فى الوقت الذى ضربت فيه أمريكا اللاتينية الرقم القياسى الأكثر نجاحا بالعالم النامى فى زيادة الأمن الغذائي.
لكن يبدو أن المشاكل لا تزال مستمرة.
فحوالى 795 مليون شخص يعانون سوء التغذية المزمن، بما فى ذلك 780 مليونا فى البلدان النامية.
ورغم وجود تحسن ولو بأدنى قدر من التقدم فى البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى إلا أنه لا يزال أكثر من واحد من كل أربعة يعانى سوء التغذية.
وأوضحت الصحيفة أن فنزويلا، لا تزال فى قبضة أزمة تفاقم نقص الغذاء والقمع السياسى وارتفاع الأسعار فى وقت تترنح فيه على حافة التضخم.
وتظهر استطلاعات الرأى أن معظم الفنزويليين يعتقدون أن سوء إدارة البلاد هى التى جعلتهم يواجهون نقصا يوميا من الغذاء والدواء وارتفاع معدلات الجريمة والتضخم.
وأضافت أن فنزويلا، تستورد كل شيء تقريبا، فى الوقت الذى تقلصت فيه عائدات البترول منذ انهيار اسعاره.
وأعلنت مناطق فى جنوب السودان، حدوث مجاعة للمرة الأولى فى 6 سنوات.
وكشفت التقارير الحكومية وبيانات الأمم المتحدة، أن حوالى 100 ألف شخص يواجهون المجاعة مع أكثر من مليون آخرين على حافة المجاعة الناجمة عن الحرب الأهلية والانهيار الاقتصادي.
وأعلنت وكالات الإغاثة بما فى ذلك برنامج الأغذية العالمى للأمم المتحدة، وصندوق رعاية الطفولة «يونيسيف»، أن 4.9 مليون شخص يمثلون أكثر من 40% من سكان جنوب السودان بحاجة ماسة إلى الغذاء.
ومن أجل مواجهة الاختلالات العالمية على المدى الطويل، أعلن البنك الدولي، أن العالم يحتاج إلى إنتاج ما يزيد على 50% من معدلات الغذاء الحالية لإطعام 9 ملايين نسمة بحلول 2050.
ولكن تتمثل العقبة فى تغير المناخ الذى يمكن أن يخفض جملة المحاصيل بنسبة تزيد على 25%.
وأضاف أن الأرض والتنوع البيولوجى والمحيطات والغابات وغيرها من أشكال رأس المال الطبيعي، تم استنفادها بمعدلات غير مسبوقة.