ارتفاع نسبة تعليم الفتيات يؤدى لتراجع معدل الإنجاب
600 مليون نسمة حجم تراجع النمو السكانى المتوقع 2050
واحد من أول التحديات التى يجب النظر فيها مع توسع الطبقة الوسطى العالمية هو التغيرات المناخية، فعلى الرغم من أن الدخل والأرقام الاقتصادية لنمو الطبقة الوسطى قد يكون حلماً، فإنه يجب، أيضاً، الاعتراف بأن أسر الطبقة المتوسطة تستهلك المزيد من البروتين والسلع المصنعة، ولها أنماط حياة تتطلب المزيد من الطاقة، واستهلاك أكبر للموارد من أولئك الذين يعيشون فى الفقر.
لكن هل الطبقة الوسطى العالمية المتنامية يمكن أن تقدم حلولاً بدلاً من أن تكون فقط جزءاً من المشكلة؟
فى الواقع، ينبغى النظر إلى الطبقة المتوسطة الناشئة كقوة إيجابية لخفض انبعاثات الكربون، وليس بوصفها إسهاماً فى تغير المناخ بشكل أسرع، فبناءً على نماذج واسعة من سكان العالم حللها المعهد الدولى لتحليل النظم التطبيقية، ظهر أن ارتفاع دخل الأسرة يعنى ارتفاع معدلات التعليم الثانوى للإناث.
وتعد الفتيات هنَّ الفئة المنوط بها إحداث التأثير الأكبر فى تباطؤ تعداد السكان العالمي، وبما أن أسر الطبقة المتوسطة تميل إلى أن تكون أكثر تحضراً وأفضل تعليماً، فإن معدلات التعليم الأكبر للفتيات تعنى ارتفاع نسبة خروجهن للعمل خارج المنزل، وبمرور الوقت يكون لديهن عدد أقل من الأطفال. ووفقاً لهذه الديناميكية سيحدث تباطؤ للنمو السكانى فتنخفض الانبعاثات الكربونية التى تغير المناخ، ويتراجع استهلاك الموارد الطبيعية.
ويمكن إسقاط هذا النموج على الدول التى ستكون مصدر معظم النمو فى عدد سكان العالم خلال العقود القليلة القادمة مثل الهند، وباكستان، ونيجيريا، وإندونيسيا. فإذا كانت الطبقة الوسطى فى هذه البلدان، وغيرها من الدول النامية الكبيرة، تنمو وفقاً لسيناريو متفائل؛ حيث يرتفع مستوى التحضر، ونسبة المتعلمين وخلق الوظائف لهم فستكون الأسر أصغر حجماً، والنتيجة أن نمو السكان العالمى سيكون أقل بحوالى 600 مليون نسمة فى عام 2050، وبحوالى مليارى نسمة فى عام 2100.
لكن لا يمكن توقع حدوث هذه التغيرات من دون دعم صانعى السياسات فيجب توفير التعليم، ولا سيما التعليم الثانوى للفتيات، فعلى سبيل المثال يصل معدل النمو السكانى فى البرازيل لأقل من 1%، وتمثل الطبقة الوسطى حوالى 60% من السكان، بينما فى عام 1980، عندما كانت الطبقة الوسطى أصغر بكثير، بنحو 35% كان نمو السكان أقل قليلاً من 3%.
وتعد البرازيل مثالاً لكيفية الجمع بين تحقيق أعلى دخل للأسرة وزيادة فرص التعليم، فالمزيد من التحضر يضمن أن يستمر تباطؤ النمو السكانى.