يهرب المستثمرون على المدى القصير من الأسواق الناشئة قبل رفع أسعار الفائدة الأمريكية التى من المرجح أن تكون فى الاجتماع المقبل للسياسة النقدية وسط القلق من قوة الدولار التى قد تضعف جودة الائتمان فى الدول النامية.
وفى الوقت نفسه، زاد المستثمرون على المدى الطويل من تعرضهم لهذه الأسواق مؤكدين أن تقييم الأسهم والعملات لهذه الأسواق مازال أدنى متوسط منذ 5 سنوات إلى جانب أن الدول المتقدمة من الولايات المتحدة إلى فرنسا تحمل فى طياتها مخاطر سياسية أكبر.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن الاختلاف بين المعسكرين لم يكن بهذا الوضوح منذ أكتوبر 2015.
وأضافت أنه على مدى الأسابيع الأربعة الماضية، سجلت صناديق التحوط وغيرها أكبر تدفقات نقدية خارجة فى الأسواق الناشئة منذ أوائل ديسمبر الماضى.
جاء ذلك فى الوقت الذى زاد فيه مديرو أموال المؤسسات مثل صناديق التقاعد تدفقاتهم الداخلة إلى قرب أعلى مستوى فى 16 شهراً.
وقال ستيف هوكر، مدير وحدة الأسواق الناشئة فى «نيو فليت» لإدارة الأصول التى تشرف على 12 مليار دولار أصول صناديق الاستثمار، إن هذا الإجراء يبرز مخاوف المستثمرين، ولكن ربما هناك احتمالات أكبر تدفعنا للتحلى بالصبر.
وظهر الانقسام الأكبر فى العملة المحلية لبولندا (الزلوتى)، حيث ارتفع تدفق المال الحقيقى لتلك العملة بالقرب من أعلى مستوياتها فى 18 شهراً، بينما انخفضت تدفقات صناديق التحوط لها إلى أدنى مستوياتها العام الجارى.
وكشفت بيانات «سيتى جروب»، أن صناديق التحوط سجلت تدفقات قياسية خارجة من البيزو المكسيكى، مقابل زيادة طفيفة فى الليرة التركية.
وانتشر التقلب فى سوق الأسهم والسندات بأدنى المستويات منذ عدة سنوات، والذى أصبح علامة تحذير لبعض المستثمرين فى الأسواق الناشئة.
وسجلت عملات الأسواق النامية انخفاضاً بنسبة 2.6% منذ انتخاب دونالد ترامب، والسنة الصينية الجديدة.
وسجلت أسواق الأسهم أكبر تعافٍ من تراجع شهر نوفمبر، وارتفعت السندات 2.8% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وأشارت «بلومبرج» إلى أن الصفقات الكبيرة فى الأصول ذات العوائد الأعلى مثل سندات فنزويلا وموزمبيق يمكن أن تقلق بعض المستثمرين.
وقال المستثمرون، إن الأسواق المفضلة فى الماضى مثل الأرجنتين وأوكرانيا لم تعد توفر عوائد من رقمين، والتى يسعى إليها العديد من المستثمرين.
وبدلاً من ذلك تحولت صناديق التحوط لشراء أصول الولايات المتحدة منذ انتخابات ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
ويرى ستيفن دوفر، كبير مسئولى الاستثمار فى مجموعة «تمبلتون» تحسنات كبيرة فى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية وإمكانات كبيرة للنمو فى بلدان جنوب شرق آسيا.
وسافر دوفر، إلى تايلاند ولاوس وفيتنام وماليزيا وسنغافورة وهونج كونج لمدة خمسة أسابيع فى وقت سابق من هذا العام لبحث الفرص الاستثمارية.