
توصل تقرير بحثي لبنك الاستثمار “أرقام كابيتال”، إلى أن فرص النمو في قطاع الاتصالات باتت نادرة و صعبة التقييم بسبب التداخل بين دورات نمو الخدمات الصوتية والبيانات بحيث يحد نمو هذه الأخيرة الايرادات الحالية للأولى.
كما أن التحديات الاقتصادية والمخاطر السياسية في أفريقيا والشرق الأوسط ألقت بظلالها السلبية على الفرص المحدودة في القطاع.
و أظهرت نتيجة تحليل مقومات قطاع الاتصالات باستخدام “مؤشر فرص السوق” و “مؤشر وضع مشغلي الاتصالات”، و هما مؤشران طورهما فريق محللي أرقام كابيتال، أن شركات الاتصالات في الخليج سوف تستطيع الاستفادة من دورة نمو البيانات بشكل أفضل مقارنة بنظرائها في أفريقيا وجنوب آسيا، وذلك بسبب مستوي الدخل الأعلي في دول منطقة الخليج. كما أن الصعوبات الاقتصادية ساعدت في تهدئة التنافس علي الأسعار ودفعت مشغلي الاتصالات إلى تنفيذ برامج لترشيد النفقات و إدارة الإنفاق الرأسمالي على نحو أفضل.
وقالت ساره شبايك، رئيسة أبحاث قطاع الاتصالات والتكنولوجيا والإعلام في “أرقام كابيتال”: إن نتائج تحليل مقومات قطاع الاتصالات باستخدام “مؤشر فرص السوق” و “مؤشر وضع مشغلي الاتصالات” أظهرت أن شركات الخليج العاملة في سوق واحدة كان أداؤها أفضل بما فيها أوريدو عمان، وشركة الاتصالات السعودية، والعمانية للاتصالات، وفودافون قطر. فيما تتأثر الشركات العاملة في أكثر من بلد بفروعها في الأسواق عالية المخاطر.
وفي إفريقيا تتربع “سفاريكوم” قائمة الشركات العشر الأوائل على كلي المؤشرين نظرا لريادتها في السوق و آفاق النمو في كينيا. و شملت لائحة الخاسرين الشركات التي تواجه صعوبات في التمركز في السوق مثل موبايلي و المصرية للاتصالات و جلوبال تليكوم و زين السعودية.
“يؤثر التدهور في الوضع الاقتصادي الكلي على شركات الاتصالات بشكل سلبي من خلال طريقتين.
فمن جهة يتم النظر إلى شركات الاتصالات على أنها هدف سهل لاستخلاص المداخيل الضريبية سواء على شكل رسوم الامتياز أو ضرائب الدخل أو ضرائب خاصة بقطاع الاتصالات كالضريبة على الشرائح و معدلات الاستخدام.
و من جهة أخرى، تتأثر ايرادات شركات الاتصالات بالتغيرات الطارئة على مستوي دخل المستهلكين.
و بهذا الصدد نرى أن دول الخليج قد تجاوزت هذه العقبة، إذ تم تخفيض الإنفاق الاستهلاكي في 2016 وتم إدخال التغييرات الضريبية في معظم الأسواق. كما أن الضغوطات الاقتصادية دفعت مشغلي الاتصالات إلى ترشيد النفقات من خلال التقليص من الموظفين أو البحث عن سبل التقليل من الإنفاق الرأسمالي.”
و ترى أرقام كابيتال أن مجموعة أوريدو هي الأفضل في السوق حاليا، إذ تجمع المجموعة بين التعرض للسوق القطرية المستقرة و الأقل منافسة من جهة، وهي سوق احتلت المرتبة الأولى على مؤشر فرص السوق، والاستفادة من فرص النمو في أسواق واعدة و ناشئة أخرى من جهة أخرى.
و تتخلف المجموعة على مستوى التقييم عن باقي شركات الاتصالات الكبرى في القطاع. كما أن العائد على التدفق النقدي الحر الذي سيتراوح بين 15و17% خلال الفترة 2017-2019 متوقع أن يؤدي إلى تقليص المديونية و الرفع من توزيعات الأرباح.
و يتوقع التقرير نمواً شاملا لشرائح الاتصالات لاسيما من خلال الشرائح المتعددة، مما سيؤدي إلى نمو فوق المتوسط للمشتركين خاصة في أفريقيا و جنوب آسيا. وسوف يعتمد نمو البيانات المتنقلة على مدى انتشار الهواتف الذكية في البلدان ذات الدخل المنخفض وعلى مدى نجاح استراتيجيات التسعير في دول مجلس التعاون الخليجي.
و من المحتمل ان تقدم شركات الاتصالات على تنويع استثماراتها بعيدا عن أعمالها الرئيسية في شكل استثمارات في قطاع تكنولوجيا المعلومات في دول الخليج والخدمات المصرفية في أفريقيا وجنوب آسيا.
وقالت ساره شبايك: ” نتوقع أن يقوم مشغلو الاتصالات في الخليج بتنويع استثماراتهم خارج أعمالهم الرئيسية نتيجة النمو المنخفض مقارنة بالمستويات التاريخية. ونعتقد أن دولاً مثل الإمارات و قطر والسعودية مؤهلة للاستفادة من الاقتصاد الرقمي.
ومع أن هذا التنويع يمكن أن يتيح إمكانيات مهمة، إلا أن العائد على الاستثمار يظل هاجسا رئيسيا خاصة أن شركات الاتصالات سوف تكون في منافسة شديدة مع كبري شركات تقنية المعلومات و سوف يكون هامش الربح أقل بحوالي النصف مقارنة بأعمالها الرئيسية في قطاع الاتصالات.”