
إذا أردت أن تبقى فى مركز النمو العالمى خلال العقود القليلة القادمة، هل تعتقد أن الانتقال إلى مدن مثل كيجالى الرواندية، أو فوشان الصينية، أو بيلو هوريزونتى البرازيلية سيكون مفيدًا لك؟
فى الواقع ستكون الكثير من المدن التى لا تزال متراجعة على المستوى العالمى أكبر المساهمين فى النمو الاقتصادى بفضل زيادة عدد سكانها، وفقًا لدراسة جديدة صادرة عن الاقتصادى فى بنك «إتش إس بى سى»، جيمس بوميروى.
وقالت الدراسة، حسبما ورد فى وكالة أنباء «بلومبرج»: رغم أن الدول الأغنى أكثر تحضرًا اليوم، فإن نسبة سكان الحضر إلى سكان الريف فى الأسواق الناشئة سوف ترتفع إلى 63% من 50% حاليًا، وهو ما يتفق مع أبحاث من شركة «ماكينزى»، والأمم المتحدة.
وبحلول 2050، سوف يعيش 50 مليار شخص – أى أكثر من نصف سكان العالم – فى مدن الأسواق الناشئة، وسوف يشكلون أكثر من نصف نمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى.
وقال بوميروى: «صعود المدن متوسطة الحجم سواء فى مساحتها أو ثروتها بالاقتصادات الناشئة، يعنى أن المستثمرين ينبغى أن يركزوا أكثر على الأسواق الناشئة والقرارات السياسية التى تصنع هناك».
أضاف أن هذه المدن سوف تلعب دورًا أكبر فى الاقتصاد العالمى، لذا يصبح فهم ما يجرى هناك أكثر أهمية.
وأشار إلى ضرورة أن يوازن صناع السياسة بين مميزات التحضر – اقتصاديات النطاق، وتحسن الإنتاجية والبنية التحتية، والأفكار الجديدة – وعيوبه التى تتمثل فى زيادة الجريمة والتلوث والحركة المرورية الأكثر كثافة، وإلا سوف تضعف الآثار السلبية الإمكانات الاقتصادية.
وبالفعل، تركز الصين آمالها على بناء منطقة شنجان الجديدة المصممة بحيث تكون نموذجا للتطور الحضارى على بعد ساعتين من العاصمة بكين، ويستهدف الرئيس الصينى، شى جين بينج، أن يحول هذه المدينة النائمة إلى مركز للشركات الابتكارية.
وعلاوة على ذلك، سوف تكون على الأرجح المناطق الحضرية صاحبة أكبر زيادة بعدد السكان فى أفريقيا، ومن المتوقع أن تشهد عاصمة رواندا، كيجالى، تضاعف عدد سكانها البالغ 1.3 مليون نسمة حاليا خلال الـ15 عامًا القادمة.
واستعدادًا لذلك، أعدت المدينة خطة رئيسية لتطوير وسائل النقل، والمنازل، بهدف أن تكون خالية تمامًا من العشوائيات.
ويكون النمو غير المخطط له عادة نتيجة للتحضر السريع، وتشهد على ذلك مدن مثل دكا، عاصمة بنجلاديش، وكراتشى، أكبر مدن باكستان، ولاغوس النيجيرية، وعلاوة على ذلك، سوف تكون تلك المدن الثلاث بين أكثر 10 مدن كثافة بالسكان، وفقًا للدراسة.
وبحلول عام 2030، سوف تكون 81 مدينة من أصل أكثر 100 مدينة كثافة بالسكان فى الأسواق الناشئة.
وعلى الجانب الآخر فى الأسواق المتقدمة حيث يشيخ السكان، يبدو أن حصة الأشخاص الذين يعيشون فى المدن قد وصلت إلى ذروتها.
وقال بوميروى إن المدن التى لم يسمع بها المستثمرون الغربيون مطلقًا قد تساهم فى نمو الناتج المحلى الإجمالى العالمى أكثر من جنيف أو برلين أو ميلان.