الانتخابات الفرنسية صراع بين الانعزالية والاقتصاد المفتوح


توقعات فوز «ماكرون» تفتح شهية المستثمرين للأسواق الأوروبية
كشف أحدث استطلاعات الرأى، أن المرشح المستقل إيمانويل ماكرون، هو الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الفرنسية على حساب مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف، زعيمة حزب «الجبهة الوطنية».
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن الاحتمالات القوية بفوز المرشح ماكرون، فى الجولة الثانية من الانتخابات، أدت إلى تبديد مخاوف المستثمرين وتحفيزهم نحو تحريك مزيد من الأموال إلى أوروبا، الأمر الذى ساعد على تسجيل بورصات المنطقة مستويات قياسية جديدة، وتخفيف حدة التوترات فى أسواق الديون السيادية فى منطقة اليورو.
وكشفت بيانات الصحيفة، أن إجمالى الأموال التى تم استثمارها فى الأسهم الأوروبية بلغ 280 مليون دولار الأسبوع الماضى، بعد تدفقات هائلة للأسبوع السادس على التوالى من المكاسب.
وذكرت الصحيفة، أن هذه التدفقات تعد أطول سلسلة من المكاسب الإيجابية فى منطقة اليورو منذ أواخر عام 2015.
جاء ذلك فى الوقت الذى حققت فيه صناديق السندات الأوروبية نجاحاً كبيراً بلغ 1.4 مليار دولار وهو الأعلى منذ أوائل يناير الماضى.
وانتعشت شهية المستثمرين نحو الأسواق الأوروبية، بعد أن برز ماكرون، المرشح المفضل للفرنسيين وتراجع فرص فوز مارين لوبان، صاحبة المواقف العدائية للمسلمين والمهاجرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن تدفقات المستثمرين، أدت إلى تعزيز أسواق الأسهم المحلية، إذ ارتفع مؤشر «كاك 40» أحد أهم مؤشرات بورصة باريس لأكبر 40 شركة فرنسية الأسبوع الماضى، إلى أعلى مستوى له منذ الأزمة المالية العالمية.
جاء ذلك فى الوقت الذى وسع فيه مؤشر «يورو ستوكس 50» الذى يضم أكبر 50 شركة بحسب القيمة السوقية فى 12 دولة بمنطقة اليورو، مكاسبه العام الحالى ليرتفع بنسبة 10.3% منذ يناير.
وفى المقابل، واصلت صناديق الأسهم الأمريكية النضال مع سحب 9 مليارات دولار، وسط خيبة أمل المستثمرين جرّاء خطة ضرائب ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد صدمة التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والانتخابات الأمريكية، يتم الآن اختبار القارة الأوروبية من جديد.
وعلى المدى الأطول قد يكون من الصعب قياس الآثار على أسواق منطقة اليورو.

قال بيتر ترينت، الرئيس التنفيذى لشركة «واى ماكوارى» فى سيدنى، إن مقترح لو بان، الخاص بالخروج من اليورو، قد ينهى الأمر بشلل اقتصادى لفترة طويلة من الزمن.
وقال توماس نيلسون، الاستراتيجى فى مؤسسة «سيب»، إن تحقيق ماكرون، الفوز بالانتخابات الفرنسية لا يعنى انتهاء المخاطر. فالانتخابات البرلمانية التى ستجرى فى يونيو المقبل، ستضيف مزيداً من التوترات، لأن قوة الرئيس الفرنسى تعتمد فقط على دعم الأغلبية فى البرلمان.
وأكدّ فنسنت جوفينز، الاستراتيجى العالمى فى «جى بى مورجان» فى لوكسمبورج، أن فوز ماكرون، يعتبر أكثر النتائج ملاءمة للسوق وقد أصبح الأكثر احتمالاً.
وكانت مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان، قد أسست حملتها الانتخابية على ضرورة الخروج من الاتحاد الأوروبى كما فعلت بريطانيا.
وترى «لوبان»، أن فرصة ازدهار فرنسا مرة أخرى ستكون من خلال الانعزال وغلق الحدود أمام المهاجرين، والعودة إلى العملة القومية، والحد من التكاليف العالية الموجهة إلى الاتحاد الأوروبى، فى حين يدعو إيمانويل ماكرون، إلى الاستمرار فى الاتحاد الأوروبى ودعم وجوده وتفعيل سياسة الانفتاح على العالم.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية



نرشح لك


https://alborsanews.com/2017/05/07/1018769