
تنفس العالم الصعداء بعد هزيمة مارين لوبان، مرشحة الرئاسة الفرنسية اليمينية المتطرفة التى تعهدت ببرامج إصلاح تقوم على مناهضة العولمة، وتبنى سياسات حمائية، وسعى للخروج من الاتحاد الأوروبى، على غرار بريطانيا.
فلم تكن الاحتفالات التى أعقبت إعلان نتائج التصويت تعبيراً عن السعادة بفوز مرشح الوسط إيمانويل ماكرون، بل كانت معنية أكثر بهزيمة مشاريع سياسية تقوم على العنصرية ومفاهيم النزعات القومية البالية.
ولم يكن الاقتصاد الدولى الذى يعانى الركود وبطء النمو يحتمل دونالد ترامب آخر، رئيس الولايات المتحدة الذى يسعى إلى إلغاء اتفاقات تحرير التجارة التى تكبل قدم النمو الأمريكى على حد زعمه أو نسخة فرنسية من تريزا ماى، رئيسة ورزاء بريطانيا وريثة مشروع الانفصال عن الاتحاد الأوروبى.
وبفوز الشاب الفرنسى ماكرون (39 عاماً)، انقشعت السيناريوهات السوداء لخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبى والعودة إلى عملة الفرنك والسياسات العنصرية ضد المهاجرين الأجانب، خصوصاً من خارج أوروبا؛ حيث رأى محللون، أن تكرار تجربة استفتاء بريطانيا سيكون المسمار الأخير فى نعش السوق الأوروبية المشتركة التى تخطت سن الـ60.
وماذا بعد؟ السؤال الأهم، حالياً، يتركز حول قدرة أصغر رئيس فى تاريخ فرنسا منذ عصر نابليون بونابرت على مواجهة التحديات الداخلية، وكذلك الخارجية خصوصاً علاقته بالاتحاد الأوروبى وأزمة الركود، وفى قلبها معدلات البطالة المرتفعة.
الملف التالى يبحث الإجابة عن هذا السؤال..