
الرياض تشهد 3 قمم وملف مكافحة اﻹرهاب والتطرف حاضر بقوة
تنظم المملكة العربية السعودية، اليوم وغداً، 3 قمم كبرى، بحضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ونحو 55 قائداً أو ممثلاً عن دول العالم الإسلامى.
وتعقد المملكة، اليوم السبت، القمة الأولى، تحت مسمى القمة السعودية الأمريكية، ومن المقرر أن تشهد القمة لقاءات ثنائية بين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، والرئيس دونالد ترامب، لتعزيز الصداقة العريقة والروابط السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والأمنية الوثيقة بين البلدين، حسبما أعلنت المملكة على البوابة الإلكترونية التى دشنتها للقمة.
ويشهد غداً الأحد عقد قمتين (قمة مجلس التعاون الخليجى والولايات المتحدة الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية)؛ لمناقشة بعد القضايا المتعلقة بالتعاون المشترك والأمن ومكافحة الإرهاب.
وقالت المملكة على بوابة إلكترونية – أطلقتها خصيصاً لتكل القمة – إنها تعمل مع الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم الإسلامى لمكافحة الإرهاب، وإنها أخذت على عاتقها كسب الحرب الفكرية وهزيمة الإرهاب من خلال التسامح والاعتدال والانفتاح.
وتسعى المملكة لعقد شراكات تجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الإسلامية خلال فعاليات القمم الثلاث، ومن المنتظر أن تشهد إعلان شركتى جنرال الكتريك وأيلى ليلى للأدوية عن استثمارات جديدة.
وقالت السعودية فى بيان، إن زيارة ترامب ستشمل عقد اتفاقات سياسية وتجارية تساعد على تعزيز الجهود المشتركة ومكافحة المتشددين الإسلاميين.
وتعد زيارة ترامب هى الأولى له خارجياً، وتستغرق 9 أيام يتنقل خلالها بين دول الشرق اﻷوسط وأوروبا، ومن المقرر أن يعقبها زيارات لإسرائيل وبلجيكا وإيطاليا.
وتصف المملكة زيارة ترامب بالصفحة الجديدة لمستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى.
ونقلت وسائل إعلام عن وزير الخارجية عادل الجبير، أن زيارة الرئيس الأمريكى ومشاركته فى أعمال القمة الأولى العربية الإسلامية الأمريكية، تعطى مؤشراً إيجابياً ودلالة عميقة للعمل معاً فى الحدّ من التوتر فى المنطقة، وتشجيع الحوار بين أتباع الأديان السماوية، وإيضاح القيم الإنسانية التى تتفق فيها من عدل ومساواة ورحمة وسلام بين الشعوب.
وقال الجبير: إن التاريخ سيذكر لهذه القمة، أنها نقطة تحول، من علاقة توتر إلى علاقة شراكة استراتيجية بين العالم الإسلامى والولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي، والعمل معاً فى إرساء السلام وبناء المجتمعات ومحاربة الإرهاب والتطرف.
وأشار إلى أن القمة الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، ستسهم فى تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين، فيما ستسهم القمة العربية الإسلامية الأمريكية فى فتح صفحة جديدة من الشراكة والتعاون فى مواجهة التطرف ومحاربة الإرهاب، إضافةً إلى بناء شراكة تخدم الطرفين فى مجالات عدة.
وذكر أن القمة الإسلامية الأمريكية ستشهد كلمة للرئيس ترامب، فيما سيكون التركيز خلال اجتماعات القمة على مواجهة التطرف والإرهاب، وبحث السبل الكفيلة بنشر فكر التسامح والتعاون والتعايش، من خلال شراكة بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية فى عدة مجالات.
ووفقاً للجبير يشارك بالقمة 37 قائداً (ملوك ورؤساء دول) اضافة الى عدد من الممثلين عن دول أخرى، وهو الأمر الذى يضفى على القمة مزيداً من التميز والاستثنائية.
وستتطرق القمم الثلاث إلى قضايا أخرى غير الإرهاب، تتعلق بالشباب والتعليم والتقنية والتجارة والاتصالات، وتتطلع المملكة لأن تكون القمة بداية لفتح صفحة جديدة لعلاقات مثالية ونموذجية بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة والغرب بشكل عام.
وشهدت الفترة الماضية زيارة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى ولى العهد، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتقى خلالها الرئيس ترامب، وعدداً من المسئولين فى الإدارة الأمريكية.
وقال الجبير، إن زيارة محمد بن سلمان حققت نجاحاً كبيراً أدى إلى الرفع من مستوى العلاقات بين البلدين، ومهدت الطريق لزيارة الرئيس ترامب للمملكة العربية السعودية.
أشار إلى أن العلاقات السعودية الأمريكية امتدت لسبعة أو ثمانية عقود ماضية، تمتعت فيها بالنمو والتطور والقوة مع مرور الزمن.
وقلل الجبير من تباين الآراء بين الرياض وواشنطن، وقال “هذا التباين لا يعدو اختلافاً فى الرؤى حول الآليات المتبعة للوصول للأهداف المتفق عليها، بوصفها من الثوابت التى طالما اتفق عليها الطرفان”.
وذكر وزير الخارجية، أن القمة السعودية الأمريكية حملت عنوان “العزم يجمعنا” للعمل على إيجاد شراكة حقيقية لمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله.
ومن المقرر أن تشهد القمة افتتاح المركز العالمى لمكافحة الفكر المتطرف ومقره الرياض، ويتولى المركز جمع المعلومات اللازمة للحرب على الإرهاب وتقديم المبادرات والأفكار والدعم فى هذا المجال.
وأكد الجبير، أن الولايات المتحدة الأمريكية لها دور كبير فى مواجهة التطرف، حيث تتمتع بتقنية عالية ولها خبرات عسكرية كبيرة وتستطيع أن تقدم الدعم اللازم فيما يتعلق بالتحالف العسكرى الإسلامى، مشيراً إلى أن القمة ستعمل على زيادة التعاون بين التحالف العسكرى الإسلامي، الذى يتكون من 41 دولة والتحالف الدولى لمحاربة داعش بسوريا والعراق، الذى يضم 60 دولة من مختلف دول العالم.
وقال البيت الأبيض فى بيان، إن جولة ترامب الخارجية للمملكة وايطاليا واسرائيل، فرصة لزيارة أماكن مقدسة لثلاث من أكبر الديانات فى العالم وتمنح فى الوقت ذاته ترامب فرصة للقاء زعماء عرب وإسرائيليين وأوروبيين.