«الترجمان»: خريطة التدفقات تغيرت.. بدء إدراج “العائلة المقدسة” إلى اليونسكو
برنامج تحفيز الطيران الجديد ينهى احتكار جهات محددة للسائحين
بدء المرحلة الثانية لتطوير الفندق.. نوفمبر المقبل واتفاق مع “سيس” لطلاء الواجهات بعد العيد
هيلتون تخطط لزيادة السيدات في فنادقها إلى 20 %
المجموعة تمتلك جامعة أون ﻻين لتدريب العاملين
قالت سها الترجمان، مديرة فندق رمسيس هيلتون، عضو مجلس إدارة هيئة تنشيط السياحة واﻷمانة الفنية للمجلس اﻷعلى للسياحة، إن القطاع السياحى يشهد تحسناً بشكل نسبى، وإن الدولة نجحت فى رفع حظر السفر الذى فرض عليها عدا الحظر البريطانى والروسى.
وفى حوار لصحيفة «ديلى نيوز إيجيبت»، تحدثت «الترجمان» عن الوضع السياحى المصرى، بروح التفاؤل، موضحة أن الوضع بدأ فى التعافى والدليل أن جميع الجنسيات تتوافد على المقاصد المصرية بعد عام ونصف العام من حادث الطائرة الروسية.
وإلى نص الحوار
ما تقييمكِ للوضع الراهن للقطاع السياحى فى الوقت الحالى؟
الوضع السياحى فى مصر اختلف تماماً عما قبل اﻷزمة الأخيرة التى مر بها القطاع منذ حادثة الطائرة الروسية.
فقد تحسن الوضع.. وجميع الجنسيات التى حظرت السفر إلى المقاصد المصرية بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، لم يتبق منها إﻻ السياحة الروسية لأسباب سياسية، والسياحة البريطانية إلى شرم الشيخ فقط.
هل ترين أن القطاع السياحى بدأ فى التعافى؟
نعم.. الوضع بدأ فى التعافى والدليل أن جميع الجنسيات تتوافد على المقاصد المصرية بعد عام ونصف العام من حادث سقوط الطائرة.
هل حدث تحول فى خريطة الجنسيات التى تتدفق على المقصد المحلى؟
الخريطة السياحية المصرية اختلفت تماما خلال الفترة الأخيرة عما كانت عليه خلال السنوات السابقة، إذ كان القطاع المصرى يعتمد على جنسيات بعينها وأسواق محددة، ما أدى إلى انهيار داخل القطاع حين يتعرض ﻷى هزة سواء عنيفة أو بسيطة. وأرى أن القطاع السياحى المصرى بدأ اﻻعتماد على أسواق جديدة، ويحاول زيادة معدﻻت تدفق السائحين منها، فضلاً عن أنواع سياحية جديدة وأنماط لم تكن فى اﻷساس هى المنوطة بالترويج أو التسويق السياحى.
ما أهم تلك اﻷسواق؟
الهند والصين وأوكرانيا، فضلاً عن سوق أمريكا اللاتينية الذى حدث به نمو يفوق 200% خلال الربع اﻷول من 2017، بالإضافة إلى السياحة الخليجية التى تشهد نمواً عالياً جداً.
وما اﻷنماط الجديدة التى بدأت فى التعافى أو العودة للمعدﻻت القديمة؟
نمط السياحة الكلاسيكية أو الثقافية كما هو متعارف عليها كانت قبل 2011 تعتمد على الفنادق العائمة فقط. لكن فى الوقت الراهن تشهد مدينتا اﻷقصر وأسوان انتعاشة كبيرة سواء فى الفنادق العائمة أو الثابتة التى عانت كثيراً.
هل ثمة جنسيات بدأت فى الظهور ولم تكن ضمن الاهتمامات؟
السياحة الخليجية بدأت فى الظهور بمناطق لم تكن تعتمد على العرب، ومنها أسوان واﻷقصر، بالإضافة إلى اهتمام هذه الجنسيات بشرم الشيخ، بعد أن كان التوجه إليها على استحياء من قبل. ومنطقة الساحل الشمالى بدأت فى جذب السياحة العربية بكثرة، وأتوقع أن تشهد أسعار إيجارات وتمليك الوحدات بتلك المنطقة زيادةً كبيرةً؛ نتيجة اهتمام العرب بها فى الفترة التى تلى شهر رمضان.
هل حدث اختلاف كبير فى التسويق للمقاصد المصرية السياحية؟
للمرة الأولى، يعتمد القطاع السياحى المصرى على التسويق «أون ﻻين» عن طريق المدونين ومواقع الحجز العالمية، بعد أن أصبحت الطريقة اﻷولى فى التسويق عالمياً. ونعتمد عليها دون الحاجة إلى المطبوعات والمنشورات الورقية. كذلك المدونون أصبح لهم تأثير كبير على التسويق السياحى العالمى، بالإضافة إلى انخفاض تكاليفها.
هل ساهم استخدام القطاع للتوسيق الإلكترونى فى زيادة الحركة والتدفق على المقاصد المصرية واقتحام أسواق جديدة؟
التسويق الإلكترونى ساعد على تحجيم سيطرة الوكلاء السياحيين ومنظمى الرحلات الكبار على احتكار السوق المصرى، والبدء فى الوصول إلى السائحين دون اللجوء إلى المحتكرين.
ما الأنماط السياحية اﻷخرى الجديدة التى بدأت مصر فى استهدافها؟
مسار العائلة المقدسة أصبح من أهم اﻷنماط السياحية خلال الفترة اﻷخيرة، وستصبح فى مقدمة اﻷنماط السياحية خلال عامين، إذ سيجذب عدداً كبيراً من اﻷقباط حول العالم لزيارة مصر.
كيف بدأت مصر فى الترويج والتسويق لمسار العائلة المقدسة؟
منذ سنة بدأت الوزارة اﻻهتمام بمسار العائلة المقدسة. وكانت زيارة وزير السياحة إلى إيطاليا، حيث طلب منه التحضير لزيارة شيخ اﻷزهر والبابا تواضروس إلى الفاتيكان، بالإضافة إلى أن مسار العائلة المقدسة ستتم إضافته إلى مواقع التراث العالمية بمنظمة اليونسكو.
وما أوجه اﻻستفادة من إضافة المسار؟
عند إضافة مواقع مسار العائلة المقدسة إلى «اليونسكو»، ستعمل الأخيرة على توفير التمويل اللازم لتطوير تلك المواقع، بإﻻضافة إلى مساعدة الوزارة على الترويج لها.
وكم عدد المواقع داخل مسار العائلة المقدسة؟
نحو 37 موقعاً تتضمنه مسار العائلة المقدسة، وهى مواقع تنفرد بها مصر فقط عن باقى الدول فى العالم، وتعمل الدولة بجميع أجهزتها لتأمين تلك المواقع، وسنبدأ بنحو 8 مواقع ضمن رحلة العائلة المقدسة، وبدأنا فى طرحها على الشركات السياحية.
ما تقييمك لمشاركة القطاع السياحى فى المعارض الدولية؟
تعمل هيئة تنشيط السياحة فى الوقت الراهن على اﻻستعانة بشركة متخصصة فى التجهيز لمشاركة القطاع والتحضير للجناح المصرى فى المعارض الدولية، بالإضافة إلى سعى الهيئة لتصبح مصر علامة تجارية كمقصد سياحى عالمى.
وهل سيتم وضع مصر كعلامة تجارية ككل أو عن طريق وضع علامات مختلفة للمقاصد السياحية للدولة؟
نسعى أولاً لتصبح مصر علامة تجارية سياحية عالمية ككل، وعند رفع روسيا وبريطانيا حظر السفر إلى مصر سنبدأ فى تقسيم مصر إلى علامات تجارية مختلفة، ونعمل على جعل مسار العائلة المقدسة علامة تجارية، إذ إنها تجمع بين نوعين من السياحية وهما الكلاسيكية والدينية، بالإضافة إلى الترويج لمناطق أخرى سياحية وأثرية بالتوازى مع مسار العائلة المقدسة.
لماذا اﻻهتمام بمسار العائلة المقدسة؟
كانت مصر بحاجة إلى منتج سياحى جديد تطرحه على العالم فى ظل اﻷزمات اﻷخيرة التى واجهتها الدولة أخيراً، بالإضافة إلى عودة الروح لمنطقتى اﻷقصر وأسوان.
وما أهم اﻷدوات التى استعانت بها الوزارة والقطاع لزيادة التدفق السياحى فى الفترة اﻷخيرة؟
تغيير نظم تحفيز الطيران العارض من طرق الدعم للطيران «الشارتر»، بجانب توجيه جزء منه إلى الطيران المنتظم، خطوة مهمة؛ لأن أعداد السائحين عالمياً المتدفقين من خلال الطيران المنتظم أصبحت كبيرة.
وكيف استفاد منظمو الرحلات العالمية والشركات الكبرى من ذلك النظام؟
كانت هناك شكوى كبيرة من رسوم المطارات المصرية، فأصبحت الوزارة تسدد تلك المصروفات نيابةً عن الشركات ومنظمى الرحلات، وبذلك تم تخفيض مصروفات تلك الجهات، بالإضافة إلى الحفاظ على النقد الأجنبى داخل الدولة المصرية.
بصفتك سيدة تتولين إدارة فندق هيلتون رمسيس.. إلى أى مدى تنجح السيدات المصريات فى إدارة الفنادق؟
أنا أول سيدة مصرية تتولى إدارة فندق داخل مصر، بالإضافة إلى أننى أول سيدة عربية مسلمة تتولى إدارة فندق تابع لمجموعة هيلتون العالمية. وأسعى لتدريب كوادر من السيدات فى الوقت الراهن لجعلهن فى صدارة اﻻختيارات لتولى مهام إدارة الفنادق التابعة لمجموعة «هيلتون».
ويمكن أن تصبح السيدات المصريات من أنجح مديرى الفنادق داخل مصر لوجود مميزات لديهن، أهمها الجَلَد وقوة اﻻستحمال، هى صفات جينية وضعها الله بجميع النساء.
وما دور مجموعة هيلتون العالمية فى تولى السيدات قيادة الفنادق التابعة لها؟
هيلتون لديها أولويات فى تولى السيدات مناصب قيادية فى الفنادق التابعة لها. وكذلك توجد خطط فى زيادة أعداد السيدات العاملات داخل الفنادق التابعة لها، إذ تم تكليفى بالوصول بنسبة السيدات العاملات داخل الفندق إلى 20% من إجمالى العمالة الموجودة، مقابل 10% فى السنوات السابقة. وتسعى «هيلتون» لزيادة تلك النسبة سنوياً.
كم عدد المصريات اللاتى يدرن فنادق داخل مصر؟
توجد سيدتان فقط، أنا واحدة منهما.. وأقول إن السيدات ستزداد أعدادهن خلال الفترة المقبلة فى مواقع إدارة الفنادق بمصر.
ما أهم الإجراءات التى اتخذتِها عند توليك إدارة «هيلتون رمسيس»؟
بدأت عند تولى إدارة فندق هيلتون رمسيس، حضور جميع اﻻجتماعات لجميع اﻷقسام داخل الفندق لمدة تزيد على 3 أشهر، وكانت أهم الخطوات، إذ ساعدتنى على التعرف على جميع العاملين وتعريفهم بى، وطريقة التشغيل وتوضيح جميع اقتراحاتى ووجهات نظرى لهم.
وما التطوير الذى طرأ على الفندق؟
اهتممت كثيراً بطريقة الترحيب بالنزﻻء وطريقة الخدمة داخل الفندق.
وللعلم.. المصريون ليست لديهم جينات خدمة الآخرين، ولكن لديهم صفات متميزة فى الضيافة.
لماذا دائماً يكون مدير اﻷطعمة والمشروبات فى الفنادق غير مصرى؟
عدم اﻻهتمام بالدراسة الخاصة والتعليم الفنى الذى يعتبر قطاع الخدمة والضيافة أحد أضلاعه، هو السبب، بجانب ضعف التدريب للعاملين فى هذا القسم خلال الفترة الماضية.
وهل يقوم فندق هيلتون رمسيس بتدريب العاملين؟
من أهم اﻷنشطة التى تقوم بها إدارة الفندق والمجموعة العالمية هى التدريب، إذ توفر المجموعة جامعة أون ﻻين لتنمية مهارات العاملين فى قطاع الفندقة. ويوجد مدير خاص للتدريب فى الفندق.
وحال وجود نية للفندق أو أى إدارة لتوفير المصروفات، فإنها تقوم بتخفيض تكلفة التدريب. لكننا لم نقم أبداً بتقليص تكلفة التدريب.
هل توجد أى تكليفات من المجلس اﻷعلى للسياحة بتدريب العاملين فى قطاع السياحة؟
بصفتى أحد أعضاء اﻷمانة الفنية للمجلس اﻷعلى للسياحة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، تم تكليفنا بتدريب جميع العاملين فى كل الوزارات الذين يتعاملون مباشرة مع السائح. وشرع اتحاد الغرف السياحية فى التدريب.
ما التطورات التى تحدث فى الفندق؟
أنهينا المرحلة اﻷولى من التطوير التى تتضمن 68 غرفة مقسمة على 63 غرفة و5 أجنحة، وسيتم افتتاحها فى عيد الفطر المقبل، وبها جناح كبير يسمى «الديوان» يطل على النيل، ويتخلل طابقين ومنطقة خاصة باﻷطفال.
كما يوجد تطوير لدورين آخرين، وافتتاح استراحة على اسم الفندق «رمسيس» وستكون أعلى الاستراحات فى الفندق، بجانب مناطق لمختلف اﻷذواق.
أما المرحلة الثانية فتتضمن تطوير 3 أدوار وحمام السباحة، ومنطقة اﻻستقبال والمطاعم وستبدأ فى نوفمبر المقبل.
وستقوم إدارة الفندق عقب عيد الفطر المقبل بطلاء فندق هيلتون رمسيس عقب التعاقد مع شركة «سيبس» بعد طرح مناقصة على 3 شركات مختصة بالطلاء.
هل التطوير له أى علاقة بالمنافسة مع الفنادق اﻷخرى المطلة على النيل؟
نعم.. نقوم بتطوير الفندق للمنافسة، بالإضافة إلى أننا نقوم باستهداف جميع أنماط النزﻻء من ذوى الإنفاق العالى جداً، وطالبى الرفاهية الكبيرة.
والتجديدات التى تتم فى الفندق ستغير شخصيته. ونراعى احتياجات النزﻻء وعدم إعاقة التشغيل.
ما الجنسيات التى تقيم فى «هيلتون رمسيس»؟
السعوديون فى المقدمة، يليهم أبناء باقى الدول الخليجية، بالإضافة إلى الإسبان والأمريكيين والصينيين، والماليزيين والإندونيسيين.
هل قمتم بتطبيق ضريبة «القيمة المضافة» داخل الفندق؟
مجموعة هيلتون ملتزمة جداً بتطبيق جميع القوانين الجديدة، ومنها قرار تطبيق القيمة المضافة.
وأود أن أقول إن قرار تعويم الجنيه، رفع الإيرادات بصورة أكبر من الزيادة فى المصروفات. وهو قرار جيد لقطاع السياحة المصرى خصوصاً للسياحة الوافدة من الخارج.
ما أكثر الجوائز التى تعتزين بها؟
تكريمى من خلال جائزة الريادة لمديرى عموم الفنادق General Manager Leadership Award لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. ويتم تقييم الفائز بهذه الجائزة وفقاً لاستطلاع رأى عالمى تجريه «هيلتون»، ويتضمن العديد من المعايير منها التفاعل مع فريق العمل، ورصيد نقاط الثقة والمهارات القيادية.
