
فروع الشركات الخليجية فى العاصمة البريطانية تلاحق الزبائن العرب
%30 سعر اقل لصالح لندن بفضل خصومات الضرائب وسعر الصرف
ازدحمت ممرات شوارع لندن حيث محلات بيع السلع الفاخرة الرئيسية فى بريطانيا فى الأسابيع التى سبقت شهر رمضان المبارك حيث يؤدى ما يعرف بـ«الاندفاع الرمضاني»، الى تدفق الزوار الأثرياء من الشرق الأوسط إلى لندن للتسوق.
وقال بيان صدر مؤخراً عن «بلو جلوبال بلو»، «إن الفترة المرتبطة بشهر رمضان هى واحدة من أهم التوقيتات لتقويم السوق الدولى فى المملكة المتحدة، حيث تنشط حجوزات الفنادق الفاخرة وتجار التجزئة بفضل زبائن من قطر والإمارات والسعودية والكويت.
وشهد العام الماضى ارتفاع الإنفاق من قبل المتسوقين العرب بنسبة 43% لهذه الفترة، وسعى بائعو التجزئة والفنادق لتحسين خدماتهم لاستقبالهم ولا ينافس المستوى العربى فى التسوق أحد إلا الصين.
كما ان لندن عصية على المنافسة حتى فى ظل جذب باريس المزيد من السياح من منافسيها، لكن فى مناطق مايفير، ونايتسبريدج، وسلون سكوير فى لندن، ينفق القادمون من الشرق الأوسط كمية كبيرة من الثروات.
ويتمثل أحد العوامل الرئيسية فى الحضور القوى لزبائن الشرق الأوسط ما تتميز به لندن من تسامح ثقافى، وسوق عقارات فى وسط لندن يعتبر مخزن للقيمة حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 41% منذ ذروتها قبل الأزمة المالية العالمية.
ويشير تقرير لمجلة “بيزنس اوف فاشون” إلى أن العديد من العرب الأثرياء لديهم عقارات فى لندن حيث يستخدمونها كوجهة للتسوق ومكان لقضاء الصيف بعيداً عن الحرارة الحارقة فى الخليج.
وقال ماريو أورتيلى، المحلل البارز فى بيرنشتاين، إن هناك مجموعة كبيرة من الناس قادمين من الشرق الأوسط فى لندن يحضرون كأسر وأقارب ومجموعات من الأصدقاء باعتبارها مدينة ناطقة باللغة الإنجليزية ومن الناحية القانونية هو مكان جيد للاستثمار حيث تعد بيئة آمنة لأموالهم.
ووفقاً لدراسة أجرتها شركة جلوبال بلو، كان متوسط الإنفاق لكل معاملة فى المتاجر التى رصدتها فى يونيو 2014، من بين الأمريكان الزائرين 512 جنيهاً استرلينياً. وعلى النقيض من ذلك، أنفق الزوار من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر 732 و1120 و1432 جنيهاً استرلينياً على الترتيب، وعلاوة على ذلك فان الأزياء هى الفئة الأكثر شعبية لهؤلاء المتسوقين، الذين ينفقون 931 جنيهاً لكل معاملة فى هذه الفئة.
وأشارت المجلة إلى أن العرب يفضلون متاجر لندن لأن درجة الحرارة المرتفعة فى بلادهم عودتهم على التسوق داخل مكان واحد لتجنب التنقل وبالتالى يجدون العلامات التجارية الكبرى فى متجر واحد.
ويعد الإنفاق العربى فى الفترة التى سبقت شهر رمضان هذا العام له أهمية خاصة بالنسبة لمتاجر التجزئة فى لندن، وذلك بسبب الانخفاض الحاد فى الإنفاق الروسى.
ومن أجل هذه الزيادة فى المبيعات سافرت شركة بوتيك1 إلى لندن بعد العام الماضى لأول مرة بعد تأسسها فى 2003 فى دبى لبيع العلامات التجارية الفاخرة.
ويمتلك نفس المؤسس للشركة زيا ماتا فروعاً تحت مسميات مختلفة منها متجر ميسونى وباول آند جو حيث من المتوقع ان تصل مبيعاته فى 2017 الى 100 مليون دولار.
وقال ماتا، إن هناك قاعدة كبيرة من العملاء العرب الذين يعيشون فى لندن بالإضافة الى مواطنى دول مجلس التعاون الخليجى الذين يسافرون خلال العيد أو الصيف، مشيراً إلى أن دول الإمارات والسعودية وقطر والكويت دائماً فى البلدان العشرة الأوائل التى تحرص على التسوق من متاجر لندن.
واشار إلى انهم يركزون على قاعدة عملاء محليين فمن غير المعقول افتتاح فرع فى لندن لتلبية نفس طلبات عميل دبي.
ويتميز الصيف الحالى بان لندن وجهة جذابة لزوار الخليج بفضل أسعار صرف العملات المواتية التى، جنباً إلى جنب مع الخصم على ضريبة القيمة المضافة للزوار غير الأوروبيين، يمكن أن تؤدى إلى جعل أسعار السلع الفاخرة أقل ما بين 20 و 30% مما كانت عليه فى الخليج نفسه.
ويأمل تجار لندن فى ان عطلة عيد الفطر التى تأتى فى نهاية يونيو من هذا العام، سيتكون بداية قدوم زوار دول مجلس التعاون الخليجى المتجهين إلى أوروبا للهروب من الحرارة الشديدة لصيف الخليج.
لكن تجار التجزئة فى الخليج يركزون جهودهم على الحصول على مبيعات كاملة الثمن قبل مغادرة العملاء الى أوروبا حيث يشهد رمضان وعيد الفطر أفضل موسم المبيعات فى السعودية.