
قرارات واشنطن فرصة لزيادة المبيعات السنوية من السيارات النظيفة
تزامن انسحاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، من اتفاق باريس للمناخ مع توجه جيرى براون، حاكم ولاية كاليفورنيا التى تطبق أقصى قواعد السيارات النظيفة إلى بكين فى مهمته الكبيرة المتمثلة فى وقف التلوث بالسيارات.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن براون، سيحث الصين أكبر دولة من حيث الكثافة السكانية وأكبر سوق سيارات فى العالم على اتخاذ تدابير بيئية أكثر صرامة.
وأضافت الوكالة أن تحركات براون، فى الصين يمكن أن تخلق إرثاً بيئياً يتجاوز ما يمكن أن يأمل فى تحقيقه بكاليفورنيا نفسها.
وصرح براون، فى مقابلة الاسبوع الماضى أن هناك الكثير من الدعاية والانكار التام لسياسات المناخ فى واشنطن والزيارة إلى الصين وسيلة ﻹقامة اتفاقيات من شأنها مواجهة الجهود الجماهيرية المضللة فى واشنطن.
وأكدّ براون، على أن قرار ترامب بالانسحاب من اتفاق باريس الذى أعلن عنه فى البيت الأبيض يعد خطوة مجنونة.
وأثناء زيارته للصين سيسعى براون، لنشر سياسات السيارات فى كاليفورنيا بما فى ذلك القاعدة التى تتطلب زيادة المبيعات السنوية من المركبات صفرية الانبعاثات التى تعمل بالبطاريات أو الهيدروجين.
وتتخذ الحكومة الصينية شروطاً مماثلة لشركات صناعة السيارات التى تتنافس فى أكبر سوق للسيارات فى العالم.
وأوضحت الوكالة أن القصة مختلفة فى واشنطن، حيث تقوم إدارة ترامب بإعادة النظر فى المعايير الصارمة لمركبات الوقود خلال الفترة من 2022 وحتى 2025 بعد مناشدات واسعة من قبل صناعة السيارات.
ولم يكن انسحاب ترامب، من اتفاق باريس بمثابة إعادة توزيع ضخمة لثروة الولايات المتحدة بحسب زعمه ولم يكن له تأثير مباشر على إعادة النظر فى معايير السيارات.
وقال يونشى وانغ، مدير المركز الصينى للطاقة والنقل إن الصين تبذل قصارى جهدها لمحاولة أخذ دور الولايات المتحدة كزعيم عالمى فى عدد من المجالات وتابع «انسحاب ترامب من اتفاق باريس فرصة كبيرة لبكين».
وأوضح وانغ، أنه فى إطار القواعد التى يمكن تنفيذها فى العام المقبل فإن الشركة المصنعة التى تبيع 100 ألف سيارة وشاحنة فى الصين ستحتاج إلى بيع حوالى 2500 سيارة تعمل بالبطارية.
وتشمل خيارات الامتثال الأخرى شراء اعتمادات من المنافسين كما هو الحال مع قواعد كاليفورنيا التى تستخدمها الصين كنموذج أو تخفيض مبيعات السيارات التى تعمل بالبنزين.
كما اتساعد كاليفورنيا الصين على تطوير نظام الحد من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون من الصناعات الثقيلة وغيرها من قطاعات الاقتصاد.
وأكدّ وانغ، على أن المركبات صفرية الانبعاثات يمكن أن تساعد الصين فى مصالحها الأمنية الوطنية فى خفض واردات البترول بالإضافة إلى أن شركات صناعة السيارات الصينية سترى الآن فرصة لتصدير أعداد كبيرة من السيارات والشاحنات.
وقال بيل روسو، العضو المنتدب لشركة «غاو فنغ» الاستشارية والرئيس السابق لشركة السيارات «كرايسلر» فى الصين إن تحركات الولايات المتحدة سيجعل الصين فى وضع يمكنها من قيادة تسويق تكنولوجيات السيارات الجديدة للطاقة.
وأشار وانغ، إلى أن بعض شركات صناعة السيارات تضغط على الحكومة لتحقيق هذه الأهداف ولكنهم يقدرون أيضاً مشاركة كاليفورنيا حيث أنها توفر نموذجاً قانونياً للمساعدة على دفع عملية التطوير.
وتهدف شركة «فولكس فاجن» إلى بيع 1.5 مليون وحدة من السيارات ذات الانبعاثات الصفرية فة الصين بحلول عام 2025 ومعظمها منتج محلياً بينما تستهدف شركة «جنرال موتورز» بيع 150 ألف وحدة فى نفس الإطار الزمنى تحت علامات «بويك» و«شفرولية» و«كاديلاك».
وتوقع وانغ، أنه بحلول عام 2025 فإن 10% إلى 20% من مبيعات السيارات الصينية قد تأتى من السيارات التى تعمل بالبطارية أو المكونات الهجينة.
وفى العام الماضى، قام المستهلكون الصينيون بشراء 507 آﻻف سيارة من هذا النوع.
وقال رولاند هوانج، مدير برنامج النقل بمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، إن الصين أكبر سوق فى العالم للسيارات الكهربائية خلال الوقت الراهن
وتعهد براون، بمحاربة محاولات ادارة ترامب، لتقويض قواعد انبعاثات السيارات الصارمة مطالباً بسن قواعد الهواء النظيف الأكثر صرامة من المعايير الأمريكية.
واتهم براون حاكم ولاية كاليفورنيا، صناعة السيارات الأمريكية بدعم ترامب، قائلاً إنها لم تتغير كثيرًا منذ ادعت شركة «جنرال موتورز» فى عام 1973 أنها سوف تتعرض للإفلاس إذا أجبرتها كاليفورنيا على تركيب المحولات الحفازة فى سياراتها.
وفى بيانين منفصلين أشارت شركة «جنرال موتورز» وشركة «فورد موتور» إلى أن انسحاب باريس قد لا يفعل شيئاً يذكر للتأثير على خططها الخاصة بالسيارات الكهربائية الحالية والمستقبلية مؤكدين التزامهما بخلق بيئة أفضل.