«الداهش»: العروض لم تعبر بالشركات من الخسارة.. و%50 انخفاضاً فى مبيعات رمضان
«يونيفرسال» تستهدف طرح غسالة نصف أتوماتيك سبتمبر المقبل
تراجعت صادرات قطاع الأجهزة الكهربائية منذ نوفمبر الماضى، عقب قرار البنك المركزى تعويم الجنيه، بنسبة %20 حتى نهاية مايو الماضي؛ نظراً إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج ووجود مدخلات إنتاج مستوردة.
قال بهجت الداهش، نائب رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية، بغرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات، رئيس المجموعة الفنية بشركة «يونيفرسال» للأجهزة المنزلية، إن ارتفاع تكاليف الإنتاج أضعف تنافسية المنتج المصرى فى الأسواق الخارجية.
وأضاف فى حواره لـ«البورصة»، أن قطاع الأجهزة الكهربائية يعتمد على %60 من الخامات ومستلزمات الإنتاج المستوردة، والـ%40 الباقية من الخامات ومستلزمات الإنتاج المحلية، ومن بينها البلاستيك والصفائح.
وتراجعت صادرات القطاع، العام الماضى، لتسجل 146 مليون دولار، مقابل 200 مليون دولار فى 2015.
أوضح «الداهش»، أن الأجهزة الكهربائية، مثلها مثل السيارات، إذ تعتمد على الصناعات التجميعية التى يتم استيرادها من الخارج، ويتم تجميعها محلياً ويعاد تصديرها.
وأشار إلى أن المراكز الخاصة للبحوث والتطوير غير مفعلة فى مصر، إذ تسهم فى نقل الخبرات إلى المصانع لتصنيعها محلياً، موضحاً أن الدراسات التسويقية لها دور كبير فى تحديد احتياجات مصر من المواد الخام ومستلزمات الإنتاج للمصانع التى تستوردها شهرياً، لكن لا توجد هيئة لديها هذه البيانات.
ويتم استيراد مستلزمات الإنتاج للأجهزة الكهربائية من دول تركيا وشرق آسيا وأوروبا والصين.
وطالب «الداهش» بالتوسع فى إنشاء مجمعات للصناعات الصغيرة والمتوسطة للأجهزة الكهربائية والاستعانة بالخبرات فى تصنيع الصناعات المغذية لخفض التكاليف والتشجيع على الاستثمار، لافتاً
إلى أن جميع الأجهزة الكهربائية المصنعة محلياً مطلوبة للسوق الخارجى شرط الجودة والسعر المناسب، ويأتى على رأسها البوتاجازات والسخانات والغسالات، وبنسب قليلة الثلاجات.
وأشار إلى أن جميع الصناعات الصغيرة، ومنها المراوح، ﻻ تصنع محلياً ويتم استيرادها، رغم أن كفاءة الصناعة المحلية أعلى من نظيرتها اﻷجنبية؛ بسبب عدم استغلال الدولة للإمكانيات التى تمتلكها.
وكشف انخفاض الطلب على المنتجات بعد تعويم الجنيه لارتفاع الأسعار بنسبة تتجاوز %120 مقارنة بفترة ما قبل التعويم.
قال «الداهش»، إن المستهلك لم يعد قادراً على الاستمرار فى سياسة التغيير الدورى للأجهزة الكهربائية؛ لأنها أصبحت رفاهية، ويلجأ المستهلكون حالياً إلى إصلاح الأجهزة المعطوبة بدلاً من شراء الجديدة فى ظل ارتفاع الأسعار.
وأضاف: «تراجعت مبيعات شركات الأجهزة الكهربائية خلال شهر رمضان بنسبة %50 لانخفاض القوة الشرائية؛ بسبب عدم تقبل المستهلك الأسعار المرتفعة، رغم العروض التى قدمتها بعض الشركات والتى وصلت إلى تخفيضات تتراوح بين %3 و%5».
وتوقع «الداهش»، استمرار تراجع مبيعات شركات الأجهزة الكهربائية حتى نهاية العام الحالى، لانخفاض القوة الشرائية إثر التعويم.
وقال إن قرار رفع الفائدة على الاقتراض والإيداع يدفع المستثمرين إلى تجميد خططهم التوسعية لحين وضوح الرؤية، وإيداع أموالهم فى البنوك للحصول على ربح بدلاً من ضخ استثمارات جديدة وتحقيق هامش ربح لا يتجاوز الـ%5.
وكان البنك المركزي، قد رفع أسعار الفائدة على الجنيه بنسبة %2 لتصل الفائدة على الإيداع والاقراض إلى %16.75 و%17.75 على التوالى.
واستجاب 12 بنكا، برفع أسعار الفائدة على الأوعية الادخارية، فى حين رفعت 6 بنوك أسعار الفائدة على القروض الشخصية والشركات.
وقال «الداهش»، أن شركة «يونيفرسال» تصدر منتجاتها إلى الجزائر وتونس والسعودية والعراق وشرق أوروبا، والبرتغال وأمريكا الجنوبية، مضيفاً أن السوق واسع ويزداد بشكل دائم.
وتستهدف الشركة زيادة صادراتها خلال الفترة المقبلة، إلى دول شرق آسيا وأمريكا اللاتينية.
وتمثل الصادرات %43 من إجمالى مبيعات الشركة بشكل عام، وهو ما يساعدها على توفير الدوﻻر فى استيراد احتياجاتها من المواد الخام.
وكشف أن الحصة السوقية للشركة محلياً تبلغ %47 فى مجال البوتاجازات، و%42 للسخانات والغسالات، لافتاً إلى أن «يونيفرسال» بدأت الدخول فى قطاع الغسالات منذ عامين فقط، وتسعى للدخول فى مجالات جديدة.
وتستهدف الشركة، تصنيع مطابخ لتجهيز العرائس، فضلاً عن طرح غسالة نصف أتوماتيك خلال سبتمبر المقبل بسعر منخفض لتعويض تراجع مبيعات الشركة من الغسال «الفول أتوماتيك» والأجهزة الأخرى لانخفاض القوة الشرائية.
وأوضح أن الشركة تسير وفقاً لاتجاهات السوق. فبعد التعويم انقسم المجتمع إلى شريحتين، هما شريحة عالية الدخل وأخرى منخفضة. وتستهدف «يونيفرسال» خلال الفترة المقبلة الشريحة الأخيرة، لتحقيق هامش ربح.
قال «الداهش»، إن حجم إنتاج الشركة تراجع بنسبة %20 بحد أدنى، وهو تراجع بجميع الشركات العاملة بالقطاع، لافتاً إلى أن اﻷزمة بعد التعويم أيضاً تتمثل فى تراجع اﻷصول الثابتة لكل شركة، ما يجعل البنوك تتعامل مع الشركات وفقاً للقيمة السوقية حالياً، ويقلل من استثمارات الشركات.
وأضاف أن الحل البديل للشركات، أن تلجأ إلى تعميق التصنيع بجانب زيادة حصتها فى التصدير حتى تتمكن من مواجهة اﻷزمة الحالية فى الصناعة.
وحول المدينة الصناعية للأجهزة الكهربائية، قال «الداهش»، إن وزارة التجارة والصناعة رحبت بإنشاء المدينة، ووعدت بتخصيص قطعة أرض بمدينة السادات ﻹنشاء المدينة.
وكانت شعبة الأجهزة الكهربائية، قد خاطبت وزارة التجارة والصناعة، وهيئة التنمية الصناعية، قبل ثلاثة أعوام للحصول على 1.1 مليون متر مربع بمدينة بدر الصناعية لإقامة مدينة متكاملة للصناعات المغذية للأجهزة الكهربائية للحد من الاستيراد، وأوضح الداهش أنهم بصدد تعيين مكتب استشارى لإعداد دراسة جدوى للمدينة بالتعاون مع شعبة الصناعات الكهربائية خلال الأشهر المقبلة.
وتساهم المدينة الجديدة، فى دعم الصناعات الإلكترونية بشكل كبير، وجذب مستثمرين من الصين واليابان وأوروبا ممن لهم باع فى هذا المجال.
أضاف أن المستثمرين الصينيين يسعون لاستغلال الاتفاقيات التجارية والإعفاءات الجمركية بين مصر والدول العربية والأفريقية، لتصدير منتجات من خلالها، وستسهم المدينة فى جذبهم للاستثمار بمصر.
