وقت الفراغ والبحث عن الرفاهية فرصة لتوسيع قاعدة الاستهلاك للاقتصاد
70% من الدخل المتاح تملكه فئة فوق سن الخمسين فى أمريكا
يميل كبار السن إلى السفر والمغامرة والحياة بأسلوب يجعلهم يشعرون أنهم أكثر شباباً، خصوصاً مع تمتعهم بصحة أفضل، مقارنة بأقرانهم قبل قرن من الزمان، وهو ما يدفعهم للإنفاق أكثر على الرفاهية.
وعلى غرار الشباب، بات كبار السن من الناس يستخدمون الهواتف الذكية فى حجز السفر على شبكة الإنترنت، بعد أن نجحت مراكز تدريب منتشرة فى الغرب فى إزالة الغموض عن التكنولوجيا، وهو ما ظهر فى تنامى أعدادهم على صفحات التواصل الاجتماعى مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«انستجرام».
يمكن للشركات أن تتعلم من هذا أن الحياة أطول والمزيد من وقت الفراغ والكثير من السيولة النقدية عند كبار السن تقدم بوضوح فرصة «الدولار الفضى» نسبة إلى لون المشيب. ففى أمريكا، فإن فئة السن فوق خمسين عاماً ستشكل قريباً 70% من الدخل المتاح، وفقاً لتوقعات منظمة نيلسن، وهى مؤسسة لأبحاث السوق.
وقد يصل الإنفاق العالمى للأسر التى يعولها شخص فوق سن 60 عاماً إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2020، أى ضعف ما كان عليه فى عام 2010، بحسب توقع مؤسسة يورومونيتور، وهى مجموعة أخرى من أبحاث السوق.
ومع ذلك، فشل السوق فى الاستجابة لهذه الفرصة، على الرغم من أنه كان من الواضح منذ فترة طويلة، أن مواليد منتصف القرن الماضى سيبدأون فى التقاعد بأعداد أكبر، وفى صحة أفضل، ويملكون أموالاً أكثر لإنفاقها أكثر من أى جيل سابق.
ويقول جو كوجلين، الذى يدير شركة أجيلاب فى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن التقاعد كان فترة قصيرة بين سفن الرحلات والكراسى المتحركة، لكن الآن أصبح مرحلة جديدة كاملة من الحياة.
وتعتبر رغبة السفر بعد التقاعد فرصة تجارية مزدهرة، ففى أمريكا أكثر من 40% من المسافرين فوق سن الخمسين، وفى بريطانيا يعد كبار السن المسافرون هم أكبر المنفقين فى هذه الصناعة، مع أسرع نمو فى الفئة العمرية التى تتراوح بين 65 و74 عاماً.
وعادت جين ديتلوف، البالغة من العمر 73 عاماً من ولاية مينيسوتا، لتوها من جولة تستغرق أسبوعين فى ركوب الدراجات فى تشيلى، حيث عاشت ثقافة مختلفة، وزارت الشواطئ وسط فوج تتراوح أعماره بين 61 و87 عاماً حيث ترغب فى الشعور وكأنها فتاة صغيرة مرة أخرى.