«تركى»: السوق تمر بمرحلة كبيرة من العشوائية
الشركات خسرت 50% من رأس المال بعد التعويم
تكلفة إنتاج 5 آلاف طائر ارتفعت لـ150 ألف جنيه
تستهدف شركة المرعى للأعلاف والدواجن، زيادة إنتاجها العام الحالى بنسبة 20%، ليصل إلى 120 ألف طن من الأعلاف مقابل 100 ألف طن أنتجتها العام الماضى، فضلًا عن زيادة إنتاجيتها من قطعان الدواجن.
قال عبدالله تركى، مدير عام الشركة، إن إنتاج «المرعى»من الأعلاف وصل إلى 10 آلاف طن شهريًا، تستهدف «المرعى» زيادتها الأعوام المقبلة بحسب احتياجات السوق وتعاقدات العملاء.
أضاف أن حجم إنتاج الثروة الداجنة بالشركة، العام الحالى، سيصل إلى 200 ألف طائر تسمين مقابل 140 ألف طائر العام الماضى بزيادة 30%.
كما سيصل إنتاج الأمهات إلى 100 ألف «أم» مقابل 50 ألف «أم» العام الماضى، بزيادة نسبتها 100%، فى حين أن إنتاج البياض سيستقر عند 90 ألف طائر.
وعلى صعيد صناعة الدواجن، قال تركى، إن السوق يمر بمرحلة كبيرة من العشوائية حاليا، لعدة أسباب منها عدم الاستقرار على وضع معين بشأن استيراد الدواجن المجمدة من عدمه، وعدم وجود بورصة لتسعير الكتاكيت يوميًا.
وأوضح أن السوق مقبل على انفتاح تام الفترة المقبلة، فى استيراد الدواجن المجمدة من أمريكا اللاتينية، بعد موافقة البرلمان الأرجنتينى على الانضمام لاتفاقية «الميركسيور» بالمشاركة مع مصر والبرازيل وأورجواى.
وانضمت مصر للاتفاقية فى 2011، لكنها لم تُفعل طوال السنوات الماضية لعدم تقديم الأرجنتين موافقة البرلمان الخاص بها، إلى أن تقدمت بها قبل شهرين، ومن المنتظر تفعيلها رسميًا بين حين وآخر.
أضاف تركى، أن الاستيراد سيكون بمثابة الضربة القاصمة للصناعة، خصوصاً أن تكاليف الإنتاج المرتفعة محليًا لن تسمح للإنتاج المحلى بالمنافسة، سواء على مستوى المزارع الصغيرة أو الشركات.
ولفت إلى أن الاتفاقات التجارية مع الأسواق الخارجية مهمة لنفاذ المنتجات المحلية إليها دون جمارك، لتكون لها ميزة تنافسية أمام منتجات الدول الأخرى، لكن على مستوى صناعة الدواجن يجب على الحكومة وضع إجراءات خاصة لحماية السوق من التدهور.
قال مدير عام شركة المرعى للأعلاف والدواجن، إن تعويم الجنيه، سبب عبئًا على الصناعة خلال الفترة الماضية نتيجة ارتفاع أسعار الخامات المستوردة اللازمة لإنتاج الأعلاف، والتى تمثل 90% من حجم الاحتياجات السنوية.
كما تسبب التعويم، فى تضاعف أسعار المدخلات الأخرى، والتى يتم استيرادها بالكامل، من أدوات ومعدات لازمة للإنتاج، وهو ما رفع العبء على مزارع التربية خصوصاً الصغيرة.
وأشار إلى أنه بعد التعويم، خسرت الشركات تلقائيًا 50% من رأسمالها بسبب انخفاض قيمة الجنيه، وأصبحت مُطالبة بمضاعفة السيولة المالية لشراء الخامات، وهو ما جعل البعض يلجأ للبنوك بفائدة متزايدة، وبالتالى زيادة التكاليف.
وأوضح أن عشوائية السوق وتضاعف تكاليف التربية، جعلا العديد من المزارع تتكبد خسائر، وهذه النتيجة أثرت على الشركة.
واعتبر تركى، أن نتائج الدورة لدى المربين والعملاء بالمكسب أو الخسارة تعود إلى الشركة، وتتضح من خلال ضعف حجم المبيعات أو زيادتها، مشيراً إلى أن الأسباب التى تقود العميل للخسارة، تتضمن انتشار الأمراض وتوطنها، وتحور البعض منها، لعدم وجود لقاحات مناسبة لمقاومتها.
وأوضح، أن اللقاحات المستوردة لا تتناسب مع عترات الأمراض المحلية، ونسبة نجاحها لا تتعدى 20%، ومعالجة الوضع تستوجب على وزارة الزراعة تخصيص جزء من أعمال معامل اللقاحات المحلية لإنتاج لقاحات مناسبة.
وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت انتشار معامل أدوية «بير سلم» لتحضر اللقاحات. لكنها لا تتوافق مع المواصفات والجودة، مما يتسبب فى زيادة نسبة النافق السنوية، والتى وصلت فى بعض المزارع إلى 70%.
أضاف تركى، أن تكلفة إنتاج 5 آلاف طائر فى الدورة الواحدة ارتفعت إلى 150 ألف جنيه، وهذا المبلغ كان كافيا لإنتاج 70 ألف طائر فى السابق، وفى ظل تضاعف حجم التكلفة، تكون الخسائر أكبر.
أوضح مدير عام شركة المرعى للأعلاف والدواجن، أن انعدام الدور الرقابى للحكومة تسبب فى الوضع الحالى، ويجب الاهتمام بالصناعة أكثر من ذلك، نظرًا لحيويتها بالنسبة للاقتصاد، من خلال سلسلة العمل الكبيرة التى تتبعها من الأعلاف والبلاستيك والتعبئة والتغليف، فضلًا عن وجود أكثر من 2.5 مليون عامل فيها.
ولفت إلى أن المزارع الصغيرة وما يشوب بناؤها من عشوائية تخالف معاملات الأمان الحيوى، وهى أحد اسباب الضرر بالسوق.. لكن لا يمكن تجاهلها لأنها تنتج أكثر من 65% من احتياجات السوق.
وطالب تركى بإنشاء بورصة رسمية تحكم السوق، إذ إن الأسعار تختلف بين الزيادة والنقصان بدرجات كبيرة، بسبب تعدد البورصات غير الشرعية.
وفى بعض الأحيان تبيع مزرعة الكيلو بسعر 24 جنيهاً، وأخرى بسعر 21 جنيهاً فى أقل من 24 ساعة، فتكسب الأولى وتخسر الثانية رغم تساوى التكلفة.