يسعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لتعزيز صناعة السيارات الأمريكية من جديد، ولكن بالنسبة للمستثمرين العالميين قد يكون أفضل تحرك هو معالجة التراجع المؤقت فى السوق.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن سوق السيارات الذى انتعش فى الماضى يتعرض لموجة من التباطؤ بعد تسجيله سبع سنوات متتالية من المكاسب الضخمة فى الولايات المتحدة.
وأضافت الوكالة أن هذا التراجع الذى يحدث الآن سينتهى بمجرد معالجة سياسات تمويل السيارات التى أدت إلى تراجع ثقة المستهلكين وسيتم ترجمتها إلى دفع وتعزيز الإنفاق.
وكان المصنعون الأمريكيون قد حذروا من حدوث المزيد من الضعف فى سوق السيارات مع توقعات شركة «فورد» الرائدة فى عالم السيارات الأسبوع الماضى بتراجع الأرباح قبل خصم الضرائب.
ويبدو أن المستثمرين فى شركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية واليابانية لم يأخذوا بعين الاعتبار نهائياً تأثير التباطؤ فى أكبر سوق للسيارات بعد الصين.
وأوضحت الوكالة، أن صانعى السيارات فى آسيا ينبغى عليهم الانتباه لهذا التراجع فى السوق الأمريكى حيث أن 10 من أكبر شركات صناعة السيارات الكورية واليابانية تأخذ فى المتوسط 33% من عائداتهم من أمريكا الشمالية بينما تولد «سوبارو» شركة السيارات اليابانية والمملوكة من قبل شركة «فوجى» للصناعات الثقيلة ما يقرب من 70% من المبيعات السنوية من المنطقة.
وذكرت «بلومبرج» أن شركة «سوزوكى موتور» هى الوحيدة التى يمكن أن تتغاضى عن ضعف السوق فى الولايات المتحدة حيث تجنى الشركة اليابانية ثلاثة أرباع عائداتها وحوالى 94% من إيرادات التشغيل من الهند وأندونيسيا وباكستان واليابان.
وأشارت الوكالة إلى أن بعض من أفضل شركات صناعة السيارات بدأوا يشعرون بالألم حيث وانخفضت الأرباح التشغيلية للربع الأول لشركة «نيسان» بنسبة 13% لتصل إلى 153.3 مليار ين وهو ما يعادل 1.39 مليار دولار بعد أن أعلنت الشركة الأسبوع الماضى إنها اضطرت إلى تعزيز حوافز الوكلاء حتى تتمكن من طلب المزيد من السيارات فى الوقت الذى تكافح فيه من أجل إقناع السائقين بشراء سياراتها.
وبدأ المستثمرون فى الوقت الراهن تسجيل انخفاض طفيف وتدريجى فى المبيعات الأمريكية حيث انخفضت تقديرات الأرباح للعام الجارى لكثير من شركات صناعة السيارات الكورية واليابانية التى تعمل فى الولايات المتحدة فى الأسابيع الأربعة الماضية.
وقال كوتا يوزاوا، المحلل فى «جولدمان ساكس» إن تراجع مبيعات السيارات الأمريكية بشكل أكثر حدة ليصل إلى حوالى 15 مليون وحدة سنوياً يمكن أن يخفض الأرباح فى شركات صناعة السيارات بنسبة تصل إلى 20%.
وتوقع بنك «جولدمان ساكس» فى تحليل أسوأ السيناريوهات أن تشهد عمليات تقييم هذه الصناعة فى السوق الأمريكى أيضاً بعض التراجع حيث انخفضت نسب أسعار الأرباح الآجلة من 29% فى شركة «هيونداى» إلى 11% فى شركة «كيا موتورز».
وبطبيعة الحال هناك قصص فردية قد يكون لها أهمية أكثر من سوق السيارات الأمريكى الضعيف فعلى سبيل المثال، ارتفعت حصص شركة “ميتسوبيشى” بنسبة 20% حتى الوقت الراهن منذ بداية هذا العام حيث أظهرت الشركة النجاح المبكر للتحول الذى ساعدها فى توحيد قواها مع شركة “نيسان”.
وعلى الجانب الآخر تواصل شركتا «كيا» و«هيونداى» مواجهة انخفاض المبيعات فى الصين بسبب سيسات العملة التى تدعمها بكين.
وأكدت الوكالة أن الانكماش الأمريكى لن يعنى نهاية الطريق لمصنعى السيارات العالميين، ولكن من المؤكد أن هناك شيئاً يجب أن نأخذه فى الاعتبار، حيث أن شركات صناعة السيارات اليابانية والكورية سوف تكشف عن الأرباح فى الأسابيع المقبلة.
ويمكن أن يكون للتأثيرات المبكرة جرّاء انخفاض السوق تأثير أكبر من المستثمرين فى المساومة، خاصة إذا كان الضعف يكتشف بسرعة أكبر، مما كان متوقعاً.