اقتصادنا يا تعبنا.. الحلقة 47..
تحدثنا كثيرا وفى مقالات عديدة عن مزايا وعيوب القرارات الاقتصادية المتخذة.. عن أهم ما يميز البيئة الاستثمارية الجاذبة للاستثمار وكيفية عرض الفرص الاستثمارية.. وأهمية الفريق الذى يعمل على رفعة الاقتصاد وتحسين مناخ الاستثمار والترويج للفرص الاستثمارية وللبلد عموما.. عن دول وتجارب دولية فى مختلف المجالات من شرق القارة الى غربها مرورا بدول عديدة فى المنتصف؛ عربية كانت او اوروبية او اسيوية.
ولكن..؟؟ كل هذا الحديث ان لم يغلفه رؤية اقتصادية وتنموية تجيب عن تساؤلات مثل إلى اين نحن ذاهبون؟؟ ومتى سيتحسن حال المواطن وخدماته (الصحة والتعليم والمرافق)؟؟ ومن ثم يزداد ولاؤه للحفاظ عليها؟؟ ومتى سيشعر بتحسن جميع الأوضاع وصولا الى الدول التى نزورها او نتحدث عنها؟؟ دولة حديثة مميكنة..دولة تصل ثمار النمو فيها الى جميع اطياف الشعب؟؟؟ متى يصبح المواطن هو محور الإصلاح ومقياس التقدم والازدهار والسعادة؟؟.. فى دولة مؤسسات لا أشخاص.. فى دولة انتاج وخدمات لا دولة استهلاك فقط.. فى دولة يعمل شعبها ويكد ويطور من نفسه لمواكبة سوق العمل؟؟ فى دولة يعلم الجميع فيها انه دون عمل ودون بذل جهد ودون انتاجية مرتفعة لن تجد المال لتكسبه ولتنفقه ولتدخر منه.. دولة بها حكومة ومؤسسات حكومية وقطاع عام وقطاع خاص هدفه تحقيق تنمية حقيقية مستدامة متواكبة مع تطورات العصر الحديث.. متواكبة مع التطور التنكولوجى المتسارع.. دولة لا تحتاج هذا الكم الهائل من البيروقراطية والجهاز الإدارى المتضخم الذى يصل تعداده الى 7 ملايين موظف… دولة بها القطاع الخاص والقطاع المدنى شريك رئيسى فى التنمية..
دولة تستهدف معدلات نمو مستدام بنسب 8% و9%.. دولة تعمل وتنتج وتصدر.. وليس شغلها الشاغل معالجة عجز الموازنة العامة وجلب القروض واثقال عبء الأجيال القادمة.. دولة توجه الأموال لمشروعات منتجة ومدرة للدخل محليا وخارجيا.. دول تتواجد فى اسواق عديدة سواء بمنتجات من السلع والخدمات او بالادوات المالية.. دول تنوع مصادر دخلها بين مصادر حقيقة من ناتج الاقتصاد الحقيقى الى جانب الموارد الريعية.. دولة التروس كلها معشقه فى بعضها..
دول يشار اليها بالبنان لتكون عنصر جذب للمستثمر او السائح المتكرر او سياحة المعارض او السياحة العلاجية.. دولة مقرات ومراكز اقليمية ومركز للتوطن التكنولوجى الإقليمى، دولة مركزية للخدمات اللوجيستية والتجارة الدولية، دولة جامعات علمية (محلية او اجنبية) ذات سمعة عالمية..
دولة حلم وعلم.. دولة ريادة اقتصادية وثقافية وسياحية وتكنولوجية.. دولة تبادل وتفاعل حضارات.. دولة للاسلام الوسطى والسلام العالمى.. دور محورية على جميع النطاقات.. دولة تخريج كوادر وجاذبة للكوادر… دولة جميع الأجيال شيوخا وشبابا واطفالا.. دولة التنوع والتشارك فى التنمية من مختلف الجنسين الرجل والمرأة.. دولة يحلم فيها المواطن ويحقق حلمه.. دولة الاستخدام الأمثل للموارد… دولة الترشيد الأفضل للإنفاق.. دولة نموذج وتجربة يحتذى بها لدى الدول الطامحة فى التقدم والازدهار.. دولة تتهافت عليها الشركات العربية والأجنبية لتكون مركزا لفروعها وفى مجال البحث والتطوير لتجتذب ويمتزج بكوادرها ابناء البلد وبناء كوارد مخلّقة synergized ممتزجة بأفضل الإمكانيات والعقول..
دولة سهلة غير معقدة.. دولة بها قدر عالٍ من الأمن والأمان.. دولة تقدس العلم العمل والأخلاق.. دولة تعبر عن مصريتى العظيمة ذات التاريخ العظيم.. دولة تواكبت عليها حضارات مازالت موضع استشكافات ورحلات علمية لمعرفة اسرار التجارب التنموية العظيمة التى مرت بها.. دولة اهرامات وموموايات وفلك ورياضة وعلم ابهرت العالم.. دولة تعلمت منها امم كثيرة وسبقتها.. وهذا ليس عيبا لأن التسابق والتنافس الدولى فى التطوير والنمو هى سنة الحياة.. لأن الله خلق العنصر البشرى للإعمار بجميع صوره.. فلا عجب ان يبدأ الإنسان نطفة فى بطن والدته ليخرج الى العالم وليكبر وينتقل عبر مراحل النمو من طفل الى مراهق الى شاب الى رجل الى كهل.. وتتسلم اجيال من اجيال لتكمل مسيرة النمو والتطور.. اجيال تبنى على ما سبق لا تهدم المعبد على اصحابه لتدشن مسيرتها هى لا مسيرة وطن.. اجيال تبنى ولا تهدم.. اجيال تحلم وتحقق الحلم..
دولة مازلت احلم بها…دولة متعلمة يقودها الشباب بخبرة الكهول.. وبأدوات التكنولوجيا الحديثة..دولة ارى فيها مستقبلا لجميع الأجيال المتلاحقة.. مصرى التى فى خاطرى..
وما نبغى الا إصلاحا