بوليفيا.. قصة نجاح لاتينية على الطريقة السويسرية


الشركات تجنى أرباح بيع المعادن والدوائر الإلكترونية من الأجهزة القديمة
20 طن نفايات إلكترونية يعاد تدويرها شهرياً
وصف تقرير لموقع شركة سويس كونتاكت، بوليفيا، بأنها بطل العالم فى إعادة تدوير النفايات الكهربائية، فرويداً رويداً تعمل البلدان النامية فى تطوير أنظمة إعادة التدوير، متبعةً نموذج سويسرا بعد تعديله، وفقاً للظروف المحلية لخلق نظم إعادة تدوير مستدامة فى أمريكا اللاتينية.
وتفيض مقالب النفايات فى بوليفيا، ففى المناطق الحضرية وحدها تتم إضافة 4300 طن من النفايات المنزلية كل يوم. وكل شىء ينتهى فى مقالب القمامة، من نفايات المطبخ إلى الأدوات المنزلية على طول السلسلة، وصولاً للنفايات الإلكترونية. وتعتبر المواد السامة الموجودة فى القمامة خطراً على البيئة وصحة الإنسان.
وفى بوليفيا، لم تكن فكرة فصل القمامة المنزلية كشرط مسبق لإعادة تدوير المواد الخام، ما يساعد على الحد من النفايات، غير منتشرة.
وفى عام 2011، كان المدقق البيئى جوناثان بترون كلور جزءاً من لجنة الخبراء الحكومية المعنية بإعادة التدوير. وقررت هذه اللجنة أنه ينبغى أن تكون هناك شركات متخصصة فى إدارة النفايات الإلكترونية، ولكن لا توجد شركات من هذا القبيل فى البلد، فكان من الواضح أن جوناثان يريد ملء هذه الفجوة فى السوق، لذلك أسس فى عام 2012 شركة ريسيكلا.
يأخذ موظفو جوناثان الأجهزة الإلكترونية القديمة مقابل رسوم تخلص صغيرة، ويعتمد مبلغ الرسوم على كمية المواد القابلة لإعادة التدوير الواردة فى الجهاز القديم. وهكذا، فإن المعالج المصنوع من 98% المواد القابلة لإعادة التدوير يكلف فقط حوالى دولار واحد، فى حين أن رصد أنبوب أشعة الكاثود القديمة مليئة بالمواد السامة يصل إلى حوالى 4 دولارات.
وبعد ذلك يتم تفكيك الأجهزة لجعل مكوناتها منفردة، ولدى شركة ريسيكلا المتخصصون فى التعامل مع المواد عالية السمية. ومع ذلك فإن الشركة تبيع الأجزاء القابلة لإعادة التدوير مثل النحاس والصلب، ولوحات الدوائر، وهذا هو المصدر الرئيسى لعائدات الشركة.
فى السنوات الأولى، أصبح واضحاً لـ«جوناثان»، أن الحكومة وجدت الشىء الذى يمكن أن يكون مرغوباً فيه للغاية، لكنه واجه ضعفاً فى الطلب من السكان على الخدمة، فالشركات والأشخاص يفهمون، أنها خطوة جيدة إذا كان التخلص من النفايات من خلال شركة متخصصة، لكنهم يعتقدون أن الإدارات المحلية هى الوحيدة المسئولة عن التخلص من النفايات، وليس هم أنفسهم المسئولين عن التلوث، وهو ما يحاول التصدى له فى حملات التوعية التى يقوم بها مع المحليات والشركات.
وتدعم شركة سويسكونتاكت جهود السلطات الحكومية لتحسين إدارة النفايات، والبحث فى تصنيف النفايات لتذهب إلى أين، وكيف يمكن التخلص منها بشكل صحيح أو اختيار ما تتم إعادة تدويره. وتشرف الشركة على إحدى المبادرات التى تسخر الإمكانات الاقتصادية القابلة لإعادة التدوير للمخلفات الإلكترونية. كما دعمت سويسكونتاكت الحكومة لتصميم قانون جديد لإدارة النفايات ليضم ميزة ساسية منها إدخال المسئولية القانونية للمنتجين بشكل موسع.
وكانت ريسيكلا أول شركة من نوعها فى بوليفيا، وبالتالى لا تزال مثالاً حتى اليوم لإعادة تدوير النفايات من الإلكترونيات، وفى المستقبل تسعى الحكومة إلى مواصلة تطوير التكنولوجيات المستخدمة فى إعادة تدوير النفايات.
وتعالج، حالياً، شركة ريسيكلا 20 طناً من النفايات الإلكترونية كل شهر، وهذا يتوقف على حجم العمل، حيث يعمل من 7 إلى 15 شخصاً من الطبقات المتوسطة والفقيرة بالشركة. وفى غضون أربع سنوات، من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 70 طناً شهرياً.
وبدعم جهود التطوير، فإن الناس أصبحوا على وعى متزايد بالحاجة الملحة للتخلص من النفايات الإلكترونية بشكل صحيح. وبفضل قانون إدارة النفايات الجديد، سيستمر الطلب على خدمات الشركة فى الزيادة، ويمثل نموذج ريسيكلا اجتماع فرص تحقيق الربح مع معالجة المشاكل البيئية، وخلق فرص العمل أيضاً.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

مواضيع: سويسرا

منطقة إعلانية



نرشح لك


https://alborsanews.com/2017/08/03/1041826