كشفت دراسة علمية أعدها عدد من المنظمات الروسية عن مزايا إنشاء محطة الطاقة النووية بالضبعة، قبل توقيع العقود مع شركة روساتوم الروسية.
أوضحت الدراسة، أن مصر قطعت شوطاً طويلاً فى سبيل تحقيق الحلم النووى، فبعد العديد من الإخفاقات، أصبحت على بُعد خطوات من جنى ثمار أولى محطاتها النووية. ولكن مع مرور عقود طويلة على بناء مصر للسد العالى، أحد أهم مشروعات مصر القومية الذى يتمتع بأهمية قومية وتاريخية كبيرة، يأتى السؤال المهم: ما الذى يعنيه إقامة محطة الضبعة النووية لمصر وشعبها؟
وأشارت الدراسة إلى أن إقامة المحطات النووية المتطورة تضع الدول الوافدة للنادى النووى فى مقدمة دول العالم المتقدم، من خلال المزايا الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية المرتبطة بهذا النوع من التطبيقات التكنولوجية، خاصة مع التقدم التكنولوجى الهائل الذى وصل إليه قطاع الطاقة النووية على مستوى العالم.
ومن أكثر مزايا المحطات النووية وضوحاً قدرتها على توليد الطاقة الكهربائية، حيث تبلغ القدرات الصافية لتوليد الطاقة الكهربائية فى محطة الضبعة النووية 4800 ميجاوات، وهو ما من شأنه زيادة حجم الطاقة الكهربائية المولّدة على المستوى القومى، وبالتالى توفير طاقة اقتصادية لملايين المصريين، والأكثر من ذلك، زيادة قدرة مصر على تصدير الطاقة فى المستقبل، ودعم مكانتها الاستراتيجية التى تستحقها بالمنطقة.
وذكرت الدراسة، أن تأثير مشروع بهذا الحجم ستظهر آثاره حتى من قبل إقامة المحطة بوقت طويل. فعلى سبيل المثال، يصل حجم المساهمة المحلية فى إقامة محطة الضبعة لحوالى 20%، وهى نسبة عالية خاصة فى دولة لم يكن بها أى محطات نووية من قبل، بل إنّ هذه النسبة مرشحة للارتفاع مع إقامة كل مفاعل من المفاعلات النووية الأربعة التى تضمها المحطة.
وخلال مرحلة الإنشاءات فقط، سيوفر المشروع من 10.000 إلى 12.000 فرصة عمل للعمالة المصرية المدربة. ومع بدء عمليات تشغيل المحطة وأعمال الصيانة المتنوعة، ستوفر محطة الضبعة النووية من 2500 إلى 3000 فرصة عمل للمتخصصين والمحترفين فى هذا المجال.
ووفقاً للدراسة، فإن عمليات التوظيف الواسعة التى يشهدها المشروع العديد من الفرص التدريبية والتعليمية وفرص تنمية المهارات والقدرات، لتأهيل جيل جديد من المصريين للعمل فى هذا القطاع.
وستقوم شركة روساتوم الروسية، المقاول الرئيسى لمحطة الضبعة النووية، بتنظيم العديد من البرامج التدريبية فى مصر وروسيا؛ لتحقيق هذه الأهداف، وتضم هذه البرامج 2000 كادر مصرى متخصص سيعملون فى المحطة بعد إقامتها.
أما فيما يتعلق بالآثار غير المباشرة لمحطة الضبعة النووية على التنمية الاقتصادية فى مصر، فإن إقامة هذه المحطة ستعمل على تحفيز النمو فى العديد من القطاعات الاقتصادية غير المرتبطة بشكل مباشر بالقطاع النووى، مثل قطاع الإنشاءات والمرافق والقطاع الاستهلاكى، مع زيادة القوة الشرائية للمصريين.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن حجم هذه التأثيرات سيصل إلى 7- 9 مليارات دولار خلال الإنشاءات الخاصة بالمحطة وحدها.
وبحسب الدراسة، من المزايا الأخرى للمشروع، والتى تؤثر مباشرة على قطاع السياحة المصرى الذى يعانى تحديات كثيرة حالياً، هو تحويل المشروع لمنطقة الضبعة من منطقة لم تخضع للتنمية من قبل إلى مقصد سياحى.
وقالت الدراسة، إن العلاقة بين الطاقة النووية والتنمية السياحية هى علاقة متينة شهدها العديد من المشروعات النووية السابقة، مثل منطقة أنجرا دوس ريز، التى أصبحت، حالياً، منتجعاً ساحلياً جنوب شرق البرازيل. هذه المنطقة هى مقر المحطة النووية الوحيدة التى تمتلكها البرازيل، والتى تُعد فى الوقت نفسه من أكبر المشروعات التى توفر وظائف فى تلك المنطقة.