ربما تكون التوترات التجارية بين واشنطن وبكين مرتفعة. لكن تجد الشركات الأمريكية، الصين مصدراً لا ينضب لنمو الأرباح، العام الحالى.
وسواء كانت هذه الشركات تبيع معدات بناء أو أشباه موصلات أو قهوة، فقد أعلن العديد منها عن أرباح وإيرادات أقوى فى الربع الثانى، تمثل نتائج أعمالها فى الصين، خلال الأسابيع الماضية.
وقالت وكالة أنباء «رويترز»، إن الشركات الأمريكية تستفيد من الاقتصاد الصينى الذى ينمو بنسبة 7% تقريباً، وهو ما يعادل 7 مرات معدل التوسع الأمريكى.
وتجعل طفرة الإنشاءات فى الصين، وضعف الدولار، الصادرات الأمريكية أكثر تنافسية.
وتساعد خطة الرئيس الصينى، شى جين بينج، الطموحة لبناء طريق الحرير الجديد – الذى سيحسن الروابط بين الصين وعشرات الدول فى آسيا وأوروبا، ويشمل طرقاً وكبارى وسككاً حديدية ومحطات طاقة جديدة بقيمة مليارات الدولارات – الشركات الأمريكية على بيع المعدات الثقيلة والمنتجات الأخرى.
وأعلنت شركة «كاتربيلار»، عملاق الطلب الصناعى فى الصين وخارجها، عن ارتفاع مبيعاتها لمنطقة آسيا المطلة على المحيط الهادى بنسبة 25% فى الربع الثانى بفضل الصين.
وصعدت شحنات الحفارات الكبيرة إلى المستهلكين الصينيين بأكثر من الضعف، خلال النصف الأول من العام الحالي.
وقال براد هالفرسون، رئيس «كاتربيلار» ومديرها المالى للمستثمرين: «نتوقع أن يبقى النمو فى الصين قوياً خلال بقية العام»
وسجلت الشركات اليابانية المنافسة لـ»كاتربيلار«، ومنها مثل »كوماتسو« و»هيتاتشي« قوة مشابهة فى الطلب على الآلات الثقيلة، وتضاعفت تقريبا مبيعات »كوماتسو« فى الربع الممتد من أبريل حتى يونيو.
وقال استراتيجى الاستثمار فى مجموعة »ليوتهولد«، جيك باولسن: »نما الاقتصاد الصينى بمعدلات جيدة جداً مقارنة بالاقتصاد الأمريكى خلال الربع الثانى وتغيرت الرياح فى سوق العملة لصالح الشركات الأمريكية».
وتستفيد الشركات الصينية، أيضاً، من النمو القوى للاقتصاد المحلي. فعلى سبيل المثال، أعلنت شركة صناعة السيارات الصينية »جيلي« الأسبوع الماضى أن مبيعاتها فى يوليو ارتفعت بنسبة 89% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وستعلن»جيلي« وغيرها من الشركات الصينية الأخرى عن نتائجها فى الأسابيع القليلة المقبلة.
وبشكل عام، تعبر الشركات الأمريكية فى الصين عن آفاق نمو أفضل فى الصين رغم شكواها من أن السلطات الصينية لا تسمح لها بالدخول إلى أجزاء من السوق الصينى، وتمارس التمييز ضدها عندما تسعى لمواجهة المنافسين الصينيين.
وكانت حكومة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، تدرس فرض تعريفات جمركية عقابية على مجموعة من البضائع الصينية.. لكنها لم تتخذ خطوة بهذا الاتجاه بعد أن دعمت الصين عقوبات أقسى فرضها مجلس الأمن على كوريا الشمالية الشهر الحالي.
ورغم بعض السلبيات فى العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، لكن تقريراً لغرفة التجارة الأمريكية فى شنجهاي، أظهر أن 82% من الشركات الأمريكية فى الصين تتوقع ارتفاع الإيرادات العام الحالي، بنسبة 76% عن العام الماضي.
وقال مدير الاستثمار فى »بنك اوف أمريكا«، جو كوينلين، إن الصين بشكل عام لا تزال تشكل سوق نمو للعديد من البضائع والخدمات الأمريكية، مضيفاً أن المستهلك الصينى يقود مزيداً من النمو فى الصين نفسها، وهو ما يشكل تحولاً إيجابياً لكثير من الشركات الأمريكية التى تقدم بضائع وخدمات للمستهلكين، عكس بناة ناطحات السحاب.
وفى قطاع الرقاقات الإلكترونية، أعلنت شركة »سكاى وورك سلوشنز« التى تشكل الصين 85% من مبيعاتها وفقا لـ»جولدمان ساكس«، عن ارتفاع إيراداتها فى الربع الثالث من العام المالى بنسبة 20% وهو ما يعود جزئياً إلى الطلب من شركة صناعة الهواتف الصينينة »هواوي«.
وقالت شركة »كوالكوم«، التى تحصل على ثلثى إيراداتها من الصين، الشهر الماضي، إن الصين لا تزال تمثل قصة نمو لها.
وساعد النمو الصينى بعض الشركات على التغلب على مشكلات النمو فى مناطق أخرى، وتراجعت مبيعات القهوة لـ »ستارباكس« فى الولايات المتحدة فى الربع الثالث. لكن ارتفعت مبيعاتها فى الصين بنسبة 7%.
ومن بين الشركات اليابانية التى استفادت، شركة »سوني« التى ارتفعت مبيعاتها فى الصين بنسبة أقل قليلا عن 50% فى الأشهر الثلاثة المنتهية فى يونيو.
ومع ذلك، توجد بعض القطاعات التى تعد صعبة الدخول على الشركات الأجنبية.
وأشارت شركات صناعة السيارات الدولية، حتى التى تعلن عن إيرادات متزايدة، إلى تقلص هوامش أرباحها فى اكثر الأسواق تنافسية.
وقالت شركة »جنرال موتورز الامريكية« إنها شهدت ربعاً ثانياً قوياً.. لكنها تواجه »تحديات فى التسعير”.