تستخدم شركات المنسوجات الصينية بشكل متزايد المصانع الكورية الشمالية للاستفادة من العمالة الرخيصة والتجار والشركات فى مدينة داندونغ الحدودية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن بعض المصادر أن الملابس المصنوعة فى كوريا الشمالية تحمل اسم «صنع فى الصين» ويتم تصديرها إلى جميع انحاء العالم.
أوضحت الوكالة، أن استخدام الصين لكوريا الشمالية من أجل إنتاج ملابس رخيصة يتم بيعها فى جميع أنحاء العالم يظهر أنه مع كل باب يغلقه تشديد العقوبات التى تفرضها الأمم المتحدة يتم فتح باب آخر.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لا تتضمن فيه العقوبات التى تفرضها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية بشأن برامجها النووية والصواريخ النووية أى حظر على صادرات المنسوجات.
وقال أحد رجال الأعمال الكوريين الصينيين فى داندونغ، المدينة الحدودية الصينية التى يمر بها معظم تجارة كوريا الشمالية: «نحن نتلقى الطلبيات من جميع أنحاء العالم».
أضاف رجل الأعمال لوكالة «رويترز» والذى رفض الكشف عن هويته أن العشرات من وكلاء صناعة الملابس يعملون فى مدينة داندونغ، كموردين للملابس الصينية والمشترين من وجهات مختلفة مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية وكندا وروسيا.
وكانت المنسوجات ثانى أكبر صادرات لكوريا الشمالية بعد الفحم والمعادن الأخرى فى عام 2016 حيث بلغ مجموعها 752 مليون دولار وفقاً لبيانات «كوترا» – وكالة كوريا لتشجيع الاستثمار التجارى.
وارتفع إجمالى الصادرات من كوريا الشمالية فى عام 2016 بنسبة 4.6% إلى 2.82 مليار دولار.
وتجدر الإشارة إلى أن آخر عقوبات الأمم المتحدة، التى تم الاتفاق عليها فى وقت سابق من هذا الشهر قد حظرت تماماً صادرات الفحم لكوريا الشمالية فى الوقت الراهن.
وتظهر صناعة المنسوجات المزدهرة مدى تكيف كوريا الشمالية مع تبنى محدود لإصلاحات السوق بفرض عقوبات منذ عام 2006 عندما بدأت فى الاختبارات النووية.
وتظهر هذه الصناعة أيضاً مدى اعتماد كوريا الشمالية على الصين باعتبارها شريان الحياة الاقتصادى حتى مع ضغط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على بكين لبذل المزيد من الجهد لكبح جماح برامج أسلحة جارتها.
وقال المتحدث باسم الجمارك الصينية هوانغ سونغ بينغ، للصحفيين إن الصادرات الصينية إلى كوريا الشمالية ارتفعت بنسبة 30% لتصل 1.67 مليار دولار فى النصف الأول من العام الجارى مدفوعة إلى حد كبير بالمواد النسيجية والسلع التقليدية الأخرى كثيفة العمالة غير المدرجة فى قائمة الحظر التى تفرضها الأمم المتحدة.
ويرسل الموردون الصينيون الأقمشة والمواد الخام الأخرى اللازمة لتصنيع الملابس إلى المصانع الكورية الشمالية حيث يتم تجميع وتصدير الملابس الجاهزة.
وفى العام الماضى قدّمت العلامة التجارية الاسترالية الرياضية «ريب كورل» اعتذاراً عندما اكتشفت أن بعض مبيعاتها التى تحمل علامة «صنع فى الصين» تم تصنيعها فى أحد مصانع الملابس بكوريا الشمالية.
وأوضح التجار الصينيين الذين يعيشون فى بيونغ يانغ، أن الشركات المصنعة يمكن أن توفر ما يصل إلى 75% من خلال صنع الملابس فى كوريا الشمالية.
وتعتمد كوريا الشمالية على العمال الأجانب لكسب العملة الصعبة خاصة أن العقوبات التى فرضتها الامم المتحدة قد قوضت بعض المصادر الأخرى لعائدات التصدير.
وأعلنت الأمم المتحدة أن معظم أجور العمالة الكورية يتم تحويلها إلى الدولة وتساعد فى تمويل برامجها النووية والصاروخية.
وتجدر الإشارة إلى أن العقوبات الجديدة التى فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية الشهر الجارى تمنع الدول من زيادة العدد الحالى من العمال الكوريين الشماليين العاملين فى الخارج.