افتتحت 5 اقتصاديات ناشئة كبرى أمس الاثنين قمة تأسيس مسارها المستقبلى، حيث دعى الرئيس الصينى شى جين بينغ، إلى لعب مجموعة «البريكس» دور أكبر فى الحكم العالمى ورفض الحمائية وحقن طاقة جديدة فى معالجة الفجوة بين الدول الغنية والنامية فى العالم.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن الرئيس الصينى طالب قادة البرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا بجعل النظام الدولى أكثر عدالة وانصافاً، حيث أكدّ على أن علاقات المجموعة الوثيقة مع بقية العالم تتطلب ان تلعب «البريكس» دوراً أكثر نشاطاً فى الحكم العالمى، حيث لا يمكن حل العديد من التحديات بشكل فعال دون مشاركتنا.
وقال شى إنه، يتعين على المجموعة التوحد لتقديم حلولهم للمشاكل العالمية بشكل مشترك والحفاظ على مصالحهم المشتركة.
وأثناء استضافتها لاجتماعات «البريكس» السنوية فى مدينة شيامن بجنوب شرق الصين طالبت بكين المجموعة بمعارضة الموجة المتزايدة من الحمائية فى أنحاء العالم.
وأوضحت الوكالة، أنه تم تشكيل مجموعة «البريكس» كرابطة للاقتصادات الكبيرة سريعة النمو منذ نحو 10 سنوات للدعوة إلى تمثيل أفضل للبلدان النامية وتحدى النظام العالمى الذى يهيمن عليه الغرب والذى ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وسرعان ما توصلت إلى اتفاق لزيادة حصة حقوق التصويت فى الأسواق الناشئة فى الهيئات المالية العالمية وعلى رأسها صندوق النقد والبنك الدوليين.
وأشارت الوكالة إلى أن الصين ترغب فى أن تلعب مجموعة «البريكس» دوراً أكثر أهمية فى الشئون الدولية رغم تضاؤل قوتها وفقاً لبعض المحللين، نظراً للتنافس بين الصين والهند والمشاكل الاقتصادية للبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا.
وقال شى، فى كلمة القاها أمام قادة الأعمال، إن هدفنا هو بناء سوق كبيرة للتجارة والاستثمار وتعزيز التدفق السلس للعملات والتمويل وتحسين الربط بين البنية التحتية وبناء روابط وثيقة بين الشعوب.
وتدعم الدول الـ5 على نطاق واسع التجارة الحرة وتعارض الحمائية بشكل كبير على الرغم من أن الصين على وجه الخصوص قد اتهمت فى الماضى بإقامة حواجز أمام المنافسة الأجنبية، حيث تشترى شركاتها شركات أخرى فى الخارج.
ونصبت الصين نفسها كبطل للعولمة بعد أن أعاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية وسحب الولايات المتحدة من صفقة تجارية مخطط لها مع دول المحيط الهادئ.
ومع ذلك توجد اختلافات سياسية واقتصادية واضحة بين بلدان البريكس، والتى تتراوح من الديمقراطية إلى سيطرة الحكومة على الاقتصاد والمجتمع المدنى.
وجاءت القمة فى وقت تضررت فيه اقتصادات البرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا مدف من هبوط أسعار السلع الأساسية.
وقال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما، إن هناك خلافات سوف تحدث فى المستقبل على الرغم من تضاعف تجارة بلاده مع دول «البريكس» من 15 مليار دولار فى عام 2010 إلى 31.2 مليار دولار فى عام 2016.
وأكدّ على أن طابع التجارة كان غير عادل إلى حد كبير مضيفاً أن الصادرات من جنوب أفريقيا كانت مدفوعة بشكل خاص بالمواد الخام وأن هيمنة صادرات المواد الخام أثرت سلباً على جنوب أفريقيا.
ودعا زوما، دول «البريكس» إلى الاستثمار فى برامج التوريد والتنمية فى أفريقيا وتنمية المهارات ونقل التكنولوجيا والمشاركة فى مشروعات من شأنها دعم التنمية الشاملة والشراكات المتكافئة.
وقال الرئيس الصينى لقادة «البريكس»، إنهم لم يستفدوا تماماً من إمكانيات التعاون بين بعضهم البعض، حيث أن من بين الاستثمارات الخارجية التى حققتها «البريكس» فى عام 2016 والتى بلغت 197 مليار دولار لم يكن هناك سوى 5.7% من البلدان الخمسة ولذلك دعا إلى مزيد من التعاون فى مجالات التمويل والاتصالات والتنمية المستدامة والابتكار والتعاون الصناعى.