أدت التطورات الأخيرة التي خلفها إعصارا «هارفي» و«إيرما» في الولايات المتحدة إلى تزداد الفجوة بين سعري برميل نفط خام برنت والخام الأميركي، الإمر الذي يعود على اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالإيجاب، فكلما ازدادت الفجوة، زاد حماس منتجي النفط، الدول الأعضاء في أوبك وغير الأعضاء الموقعين على اتفاق تخفيض الإنتاج، لتطبيق بنوده بدقة، والالتزام بحصة كل دولة.
واختتم برنت الأسبوع الماضي، مرتفعا 1.9%، في حين زاد الخام الأميركي 0.4%، مبددا معظم مكاسبه الأسبوعية التي حققها في وقت سابق، بفعل المخاوف المستمرة من تواصل أثر الأعاصير على الطلب والإمدادات.
وانخفض الخام الأميركي 1.61 دولار، أو ما يعادل 3.3%، في آخر تعاملات الأسبوع الماضي، يوم الجمعة، إلى 47.48 دولار للبرميل.
وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت 71 سنتا، أو ما يعادل 1.3%، إلى 53.78 دولار للبرميل بعدما بلغ أعلى مستوى منذ أبريل عند 54.87 دولار للبرميل.
وربما يحافظ برنت على الفجوة السعرية بينه وبين الخام الأميركي، تبلغ حاليا نحو 6 دولارات، في ضوء استمرار المخاوف من الأعاصير، فضلاً عن تسريع التزام الدول الأعضاء في أوبك وغير الأعضاء، باتفاق تخفيض الإنتاج.
وهبطت أسعار الخام الأميركي أمام أحد أقوى الأعاصير أكثر من 3% يوم الجمعة، بفعل المخاوف من تضرر الطلب على الطاقة بشدة في الوقت الذي يتجه فيه الإعصار إيرما، صوب فلوريدا وجنوب شرقي الولايات المتحدة.
وإيرما ثاني إعصار كبير يقترب من الولايات المتحدة في أسبوعين، ومن المتوقع أن يصل إلى جنوب فلوريدا اليوم الأحد، وقد أودى بالفعل بحياة 14 شخصا ودمر جزرا في الكاريبي.
وتسبب الإعصار هارفي الذي سبقه وضرب تكساس في 25 أغسطس في تعطيل ربع طاقة التكرير الأميركية، وهو ما قلص الطلب على الخام مما تسبب في هبوط الأسعار.
ويقول محللون إنه حتى الخميس ظلت طاقة تكرير نحو 3.8 مليون برميل يوميا، أو ما يعادل نحو 20% معطلة، وإن عودة قطاع البترول الأميركي إلى كامل طاقته ستستغرق أسابيع.
وفي حالة الإعصار إيرما يشعر المحللون بقلق أكبر من أن الدمار الذي ستحدثه العاصفة قد يقلص بشدة الطلب على الطاقة.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن إنتاج الخام بالولايات المتحدة انخفض نحو ثمانية في المائة بسبب هارفي من 9.5 مليون برميل يوميا إلى 8.8 مليون برميل يوميا. لكن الإعصار إيرما يتجه بعيدا عن قلب صناعة النفط الأميركي.