الأسبوع الماضى شهدت مدينة شرم الشيخ استضافة ثمانية مؤتمرات، كنت مدعواً لحضور فعاليات اثنين منها فآثرت المؤتمر الذى تمت دعوتى لإدارة إحدى جلساته فى صميم مجال تخصصى بأسواق المال.
بصفة عامة سياحة المؤتمرات فرع مهم من أفرع النشاط السياحى المستهدف، لكنه فرع يختلف فى أدواته وأساليب ترويجه وإدارته عن سائر الأفرع. المؤتمرات ليست مهرجاناً فنياً ولا حدثاً ترفيهياً يقصد منه إمتاع الحضور، وتوفير سبل الراحة للمشاركين وحسب، بل هى مزيج من العناصر التنظيمية والفنية التى تعمل فى انسجام بغية تحقيق أهداف مختلفة على نحو متوازٍ. كل مشارك فى المؤتمر يجب أن يمثّل قيمة مضافة للحدث، وأن تضيف إليه فعّاليات هذا المؤتمر قيمة ومعرفة جديدتين. التنظيم الجيد يعكس قدرة المنظمين بل وأحياناً قدرة الدولة على الإدارة والتنسيق. إدارة المحتوى بشكل مهنى محترف، يعكس كفاءة وقدرة المضيف على مواكبة التطور، وتعظيم العائد من المشاركة. الانضباط فى الحضور والالتزام بجدول عمل المؤتمر، يرسلان إشارات كثيرة عن مدى جدية الجهة المنظمة وداعميها فى تناول موضوعات المؤتمر، والسعى الجاد إلى تحقيق أهدافه. أن يشتمل المؤتمر الذى يعقد على أكثر من يوم ويهدف فيما يهدف إلى خلق طلب على الخدمات السياحية للمدينة المضيفة على برنامج ترفيهى جانبى يساعد الحضور على تحقيق مزيد من التواصل الاجتماعى والإنسانى، ويعزز فرص تحقيق المصالح المشتركة، فهذا أمر ضرورى عندما يأخذنا الحديث عن نجاح المؤتمرات.
ماذا لو افتقرت المؤتمرات إلى عنصر أو أكثر من العناصر السابق الإشارة إليها؟! بالتأكيد قد تتحوّل الرسائل الإيجابية المبتغاة من استضافة وتنظيم المؤتمر إلى رسائل سلبية مفادها العجز والكسل وعدم الاكتراث؟! تلك الإشارات التى يفرزها سوء التنظيم وفقر المحتوى وقلة عدد الحضور – إلا وقت الغذاء بالطبع!- تتحول إلى قصص سلبية عن مصر تتناولها وسائل التواصل الاجتماعى، لتطير بسرعة عبر المحيطات فترسم صورة شديدة البؤس عن فوضى الواقع المصرى.
يزيد من قتامة هذا المشهد غياب الدور التنسيقى المنوط بهيئة تنشيط السياحة والتى كان من المفترض أن تدلى بدلوها فى مسألة استقبال مدينة صغيرة لعدد كبير من المؤتمرات يفوق طاقاتها التنظيمية، فضلاً عن طاقة المطارات وشركتى الطيران المحليتين. انعكس هذا بوضوح على خطأ يشف عن تخبّط مقلق فى إدارة مرفق الطيران كله، حينما تم تصعيد المسافرين فى رحلة شرم الشيخ على طائرة متجهة إلى الغردقة! وبعد أن جلسنا فى مقاعدنا، وبعد أن تفحّص عشرة أفراد على الأقل تذاكر الطيران لم نكتشف أننا على الطائرة الخطأ إلا عن طريق الصدفة البحتة! حينما وجد أحد المتجّهين إلى الغردقة أن شخصاً غريباً يشغل مقعده.. فى النهاية نزل شيوخ على سلم الطائرة المرهق غير المجهّز لتصعيد كبار السن ليصعدوا مجدداً بمشقة بالغة على الطائرة «الصحيحة»!. نماذج التخبّط فى تلك الرحلة كثيرة لكن معظّمها ارتبط بالعامل البشرى وضعف تأهيله وتدريبه للتعامل مع السائحين والضيوف بالمطارات والفنادق.
لا يمكن أن نتوقّع تحسّن الإيرادات السياحية من تلقاء نفسها ولا لأن مصر «أم الدنيا»! هناك مقوّمات كثيرة يجب توافرها حتى يتحسّن وضع السياحة ويزيد الرضا لدى السائحين. تلك المقوّمات إن غابت لن يعوّضها عدد الغرف بالفنادق ولا عدد النجوم التى تحصل عليها تلك الفنادق. ولا يمكن أن نتصوّر تحقيق المؤتمرات لأهدافها العلمية او الفنية أو حتى السياحية إن خلت من أبسط أساسيات التنظيم وإدارة المحتوى واحترام المتحدّثين والوقت المخصص لكل جلسة ولكل متحدّث والتقنيات المساعدة.. هنا تكون الدعوة إلى الحدث بمثابة شهادة إخفاق وإدانة، ويتحول المؤتمر إلى عبء على صورة مصر ومناخ السياحة والأعمال بها وليس العكس.
الاعتماد على عناصر الميزة النسبية الطبيعية التى تتمتّع بها مصر من مناخ معتدل وموقع متميّز وتنوّع كبير فى المقاصد السياحية بها، لا يغنى أبداً عن ضرورة خلق عناصر للميزة التنافسية التى تضع مصر فى موقع يليق بها على الخريطة العالمية للسياحة وخاصة سياحة المؤتمرات.
بصفة عامة سياحة المؤتمرات فرع مهم من أفرع النشاط السياحى المستهدف، لكنه فرع يختلف فى أدواته وأساليب ترويجه وإدارته عن سائر الأفرع. المؤتمرات ليست مهرجاناً فنياً ولا حدثاً ترفيهياً يقصد منه إمتاع الحضور، وتوفير سبل الراحة للمشاركين وحسب، بل هى مزيج من العناصر التنظيمية والفنية التى تعمل فى انسجام بغية تحقيق أهداف مختلفة على نحو متوازٍ. كل مشارك فى المؤتمر يجب أن يمثّل قيمة مضافة للحدث، وأن تضيف إليه فعّاليات هذا المؤتمر قيمة ومعرفة جديدتين. التنظيم الجيد يعكس قدرة المنظمين بل وأحياناً قدرة الدولة على الإدارة والتنسيق. إدارة المحتوى بشكل مهنى محترف، يعكس كفاءة وقدرة المضيف على مواكبة التطور، وتعظيم العائد من المشاركة. الانضباط فى الحضور والالتزام بجدول عمل المؤتمر، يرسلان إشارات كثيرة عن مدى جدية الجهة المنظمة وداعميها فى تناول موضوعات المؤتمر، والسعى الجاد إلى تحقيق أهدافه. أن يشتمل المؤتمر الذى يعقد على أكثر من يوم ويهدف فيما يهدف إلى خلق طلب على الخدمات السياحية للمدينة المضيفة على برنامج ترفيهى جانبى يساعد الحضور على تحقيق مزيد من التواصل الاجتماعى والإنسانى، ويعزز فرص تحقيق المصالح المشتركة، فهذا أمر ضرورى عندما يأخذنا الحديث عن نجاح المؤتمرات.
ماذا لو افتقرت المؤتمرات إلى عنصر أو أكثر من العناصر السابق الإشارة إليها؟! بالتأكيد قد تتحوّل الرسائل الإيجابية المبتغاة من استضافة وتنظيم المؤتمر إلى رسائل سلبية مفادها العجز والكسل وعدم الاكتراث؟! تلك الإشارات التى يفرزها سوء التنظيم وفقر المحتوى وقلة عدد الحضور – إلا وقت الغذاء بالطبع!- تتحول إلى قصص سلبية عن مصر تتناولها وسائل التواصل الاجتماعى، لتطير بسرعة عبر المحيطات فترسم صورة شديدة البؤس عن فوضى الواقع المصرى.
يزيد من قتامة هذا المشهد غياب الدور التنسيقى المنوط بهيئة تنشيط السياحة والتى كان من المفترض أن تدلى بدلوها فى مسألة استقبال مدينة صغيرة لعدد كبير من المؤتمرات يفوق طاقاتها التنظيمية، فضلاً عن طاقة المطارات وشركتى الطيران المحليتين. انعكس هذا بوضوح على خطأ يشف عن تخبّط مقلق فى إدارة مرفق الطيران كله، حينما تم تصعيد المسافرين فى رحلة شرم الشيخ على طائرة متجهة إلى الغردقة! وبعد أن جلسنا فى مقاعدنا، وبعد أن تفحّص عشرة أفراد على الأقل تذاكر الطيران لم نكتشف أننا على الطائرة الخطأ إلا عن طريق الصدفة البحتة! حينما وجد أحد المتجّهين إلى الغردقة أن شخصاً غريباً يشغل مقعده.. فى النهاية نزل شيوخ على سلم الطائرة المرهق غير المجهّز لتصعيد كبار السن ليصعدوا مجدداً بمشقة بالغة على الطائرة «الصحيحة»!. نماذج التخبّط فى تلك الرحلة كثيرة لكن معظّمها ارتبط بالعامل البشرى وضعف تأهيله وتدريبه للتعامل مع السائحين والضيوف بالمطارات والفنادق.
لا يمكن أن نتوقّع تحسّن الإيرادات السياحية من تلقاء نفسها ولا لأن مصر «أم الدنيا»! هناك مقوّمات كثيرة يجب توافرها حتى يتحسّن وضع السياحة ويزيد الرضا لدى السائحين. تلك المقوّمات إن غابت لن يعوّضها عدد الغرف بالفنادق ولا عدد النجوم التى تحصل عليها تلك الفنادق. ولا يمكن أن نتصوّر تحقيق المؤتمرات لأهدافها العلمية او الفنية أو حتى السياحية إن خلت من أبسط أساسيات التنظيم وإدارة المحتوى واحترام المتحدّثين والوقت المخصص لكل جلسة ولكل متحدّث والتقنيات المساعدة.. هنا تكون الدعوة إلى الحدث بمثابة شهادة إخفاق وإدانة، ويتحول المؤتمر إلى عبء على صورة مصر ومناخ السياحة والأعمال بها وليس العكس.
الاعتماد على عناصر الميزة النسبية الطبيعية التى تتمتّع بها مصر من مناخ معتدل وموقع متميّز وتنوّع كبير فى المقاصد السياحية بها، لا يغنى أبداً عن ضرورة خلق عناصر للميزة التنافسية التى تضع مصر فى موقع يليق بها على الخريطة العالمية للسياحة وخاصة سياحة المؤتمرات.