لم يتمكن أى شيء من إيقاف صعود الأسواق الناشئة العام الحالي، سواء كانت صواريخ كيم جونغ أون، أو الخطاب الحمائى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أو حتى مجموعة الانهيارات السياسية المحلية التى اجتاحت العديد من البلدان بداية من البرازيل إلى جنوب أفريقيا وتركيا.
ذكرت وكالة أنباء «بلومبرج» أن المستثمرين أعطوا مزيدا من الاهتمام للاقتصادات التى يدعمها تباطؤ التضخم والانتعاش الأخير فى أسعار السلع الأساسية، إضافة إلى الارتياح عند مراقبة المصارف المركزية التى تلعب سياسة بطرق تقليدية أكثر من نظرائها فى البلدان المتقدمة النمو.
وكشفت بيانات «بلومبرج» أن مؤشر «إم إس سى آي» لعملات الأسواق الناشئة ومؤشر «بلومبرج باركليز» للسندات الحكومية الناشئة، وصل إلى أعلى مستوياته فى ثلاث سنوات الشهر الماضى فى حين أن مقياس الأسهم فى الدول النامية يقترب من تسجيل أعلى مستوى له منذ عام 2011.
وأشارت إلى أنه بعد أن نظم مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكي، خطة اللعب لتقليص الأصول الشهر الحالي، وزيادة أسعار الفائدة بحلول نهاية العام فمن المرجح أن تؤدى إلى تراجع سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل.
وقال بيتر شكوتمويلر، رئيس توزيع الأصول لدى شركة «ديكا إنفستمنت» فى فرانكفورت، والذى يساعد فى إدارة ما يعادل 7.8 مليار دولار: «لقد استفدنا جميعا من الحزبية.. لكن قد تكون هذه المحطة الأخيرة، وربما يكون هناك تقلب أكثر فى نهاية العام».
وأشارت الوكالة إلى أن الاقتراض من الشركات تجاوز النمو الاقتصادى على مدى السنوات الخمس حتى عام 2016 وفقا لبنك التسويات الدولية.
وقال تورو نيشيهاما، وهو اقتصادى الأسواق الناشئة لدى معهد «داى إتشيفي» للأبحاث فى طوكيو، إن هذا يثير تساؤلات حول المدة التى يمكن أن تستمر فيها البنوك المركزية فى الدول المتقدمة فى الاستعداد للتراجع عن سياسة التيسير الكمي.
وللحصول على شعور بالقدرة على الصمود فى مخزونات الأسواق النامية لا يوجد سوى عدد قليل من الأماكن الأفضل للنظر فيها من البرازيل، إذ ينبع الاقتصاد من أعمق ركود سجله عبر التاريخ.
وفشلت فضيحة الفساد التى عرقلت محاولات الرئيس ميشيل تيمر فى دفع إصلاحات المعاشات التقاعدية، ووصلت إلى حد تعطيل مساره، ما دفع الأسهم إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.
ورفع بنك «أوف أمريكا ميريل لينش» هذا الشهر هدفه إلى مؤشر «إيبوفيسبا» البرازيلى، إذ رأى مجالا واسعا لمزيد من التعرض للأسهم البرازيلية فى صناعة صناديق الاستثمار المشتركة المحلية.
وتوسعت الاقتصادات الناشئة بنسبة 4.4% عام 2016 أى ما يقرب من نصف معدلها قبل عقد من الزمان، عندما كان يجرى مجلس الاحتياطى الفيدرالى دورة من الزيادات فى أسعار الفائدة.
وقال نيشيهاما، إن هناك فجوة بين معدل نمو الاقتصادات الناشئة والدول المتقدمة وكذلك عائدات الاستثمار وسيواصل المستثمرون ضخ الأموال الى الأسواق الناشئة.
ومع ذلك ليست كل استثمارات الأسواق الناشئة وردية، حيث يمكن للمستثمرين أن يصبحوا أكثر انتقائية فى البلد أو البلدان لأجل الاستثمار.
وأوضحت الوكالة أن القارة الإفريقية تجسد حالة الصعود، إذ بلغ إصدار سندات الدولية من الحكومات الأفريقية بالفعل رقما قياسيا عاما كاملا بلغ قدره 14.6 مليار دولار، رغم تراجع تقييمات التصنيف الائتمانى لعدد كبير من الدول بما فى ذلك جنوب أفريقيا وناميبيا.
وعلاوة على ذلك، فإن موزمبيق التى تعثرت فى يناير الماضى ولم تبدأ حتى مرحلة إعادة هيكلة المحادثات مع المستثمرين، لديها ثانى أفضل السندات أداء فى الأسواق الناشئة هذا العام بعد «بليز»، إذ ارتفعت أسعارها بنسبة 31%.
وحققت جميع العملات الصاعدة العالمية الـ21 عائدا إيجابيا للتجارة الجارية هذا العام وسط تقلب منخفض.
ولا تزال الأساسيات قوية مثل العوائد الحقيقية والأرصدة الخارجية وديناميات النمو وضغط التقلبات الذى يعزز التجارة.
وقال جيسون داو، رئيس استراتيجية الأسواق الناشئة لدى «سوسيتيه جنرال»، فى مذكرة مؤرخة فى 21 سبتمبر، إن الضعف الناجم عن سياسة السوق بمثابة فرصة للشراء، مضيفا أنه كان يحتفظ بخصائص الدولار على المدى القصير فى محفظة النقد الأجنبي.