
قال الاقتصادى محمد العريان فى مقال له على وكالة أنباء «بلومبرج»، إن معظم المسئولين رفيعى المستوى الذين سيجتمعون فى الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولى والبنك الدولى فى واشنطن الأسبوع الجارى سوف يرحبون بالتحسن الأخير وأيضاً المرتقب فى الاقتصاد العالمى.
أضاف أنه يتعين عليهم الترحيب بهذا التحسن ﻷن الارتفاع الجارى المتزامن فى النمو استغرق وقتاً طويلاً ليتحقق، كما أنه يحدث فى سياق تراجع غير عادى فى التقلبات المالية.
وقال: رغم أن ذلك الأمر مشجعاً، فمن المبكر للغاية أن اﻹعلان عن أن «المهمة تم إنجازها»، خاصة أن التعافى لايزال يفشل فى تحقيق النمو الشمولى المرتفع المطلوب لمعالجة قائمة طويلة ومتراكمة من التحديات الاقتصادية والمالية والمؤسسية والسياسية والاجتماعية.
وأشار العريان فى مقاله إلى 4 عوامل تسلط الضوء على الحاجة للمزيد من التفاؤل الحذر فى هذه المرحلة، بالإضافة إلى الحاجة السياسية الملحة لتوطيد والبناء على التقدم المحرز حتى الآن لضمان أن ما تم لن ينعكس.
العامل الأول، أن القوى المحركة للنمو العالمى لم تطور جذور هيكلية ودائمة عميقة بما يكفى، ونتيجة لذلك، فإن الارتفاع فى النمو الحقيقى والمتوقع غير كافٍ لإعطاء الدفعة المطلوبة بشدة للنمو.
والعامل الثانى يتعلق بالأسواق العالمية التى صعدت بمعدلات أعلى بكثير مما ينبغى وفقاً للتحسين المشهود فى نمو الاقتصاد العالمى، كما أنها تتوقع استمرار التحسن، وهو ما يشير إلى اختلالات محتملة فى الأسواق المالية إذا تباطأ زخم النمو.
أما العامل الثالث، فهو أن الاقتصاد العالمى لايزال يواجه مشكلة معقدة، وهى ظاهرة فى سوق أسعار الصرف حيث لا يقدر أى اقتصاد متقدم ولا يريد أن يعيش بعملة أكثر قوة، وهو ما يزيد حدة التحديات الكبير بالفعل، أما التقنين المنظم والمؤقت لاستمرار صعود الصين، خاصة أن العالم يواصل الانزلاق المؤسف نحو ما وصفة الاقتصادى إيان بريمر بعالم «نقطة الصفر»، وهو وضع سوف يفتقر للقادة العالميين والتنسيق السياسى الدولى الكافى.
والعامل الأخير وفقاً للعريان يتمثل فى أن كل النقاط السابقة تأتى فى سياق عدم يقين كبير بشأن اتجاه العناصر الاقتصادية الرئيسية فى الدول المتقدمة مثل الإنتاجية والأجور والآليات التضخم وتأثير التكنولوجيا والتوزيع السكانى والتغير المناخى.
وقال العريان، إنه عند النظر إلى هذه العوامل الأربعة، فسنجد ببساطة أن التحسن فى الأداء الاقتصادى العالمى رغم انه حقيقي، فإنه ليس كبيراً، ولا مستدام، ولا قوى بما يكفى لمقابلة التطلعات الحقيقية للمواطنين، كما أنه غير كاف للقضاء على ثلاثية عدم المساواة (فى الدخل والثروة، والأكثر أهمية فى الفرص) التى تزداد سوءاً، وغير كاف لتمهيد الطريق للتعافى السياسى، وتقليل نقاط الضعف طويلة الأمد المرتبطة بمستويات الديون المرتفعة، وبالوعود الوهيمة بالسيولة، والاعتماد المفرط على البنوك المركزية.
واختتم العريان مقاله، بأن هناك حاجة لتحركات سياسية أكثر لتعميق وتقوية التحسن المتزامن فى النمو الاقتصادى المنتظر منذ وقت طويل.