
360 مليون جنيه استثمارات المستشفى والافتتاح خلال 7 أشهر
«يوسف»: نعمل على استكمال زيادة رأس المال لجمع 300 مليون جنيه
ضخ 100 مليون جنيه فى الإنشاءات والتراخيص والاستشارات الهندسية
نقص الخدمات الطبية وراء إنشاء المستشفى والطب يُمارس فى مؤسسات غير آمنة
«فيسبوك» لم يعد عالماً افتراضياً تتابع عليه أنشطة الأصدقاء، وتلتقى أناساً لا تعرفهم أو حتى تطلب من خلاله الوجبات عبر أحدث خاصية أضافها الموقع «Facebook Delivery»، لكن قدرته على الوصول إلى مليارات البشر دفعت البعض لتطوير استخدامه للإعلان عن مشروعاتهم أو جمع تمويلات.
نقص الخدمات الطبية فى منطقة شمال الصعيد، دفع مجموعة من الأطباء والمهندسين من محافظة الفيوم للبدء فى إنشاء مستشفى يتسع إلى 120 سريراً و40 سريراً للعناية المركزة والأطفال المبتثرين، بالإضافة إلى 8 غرف للعمليات ووحدتين للعلاج بالإشعاع والعلاج النووى للأورام.
أسس الشركة نحو 12 طبيباً ومهندساً باسم «الفيوم للخدمات الطبية» برأسمال 60 مليون جنيه فى العام 2015؛ بغرض إنشاء مستشفى عالمى فى الفيوم؛ للاستفادة من المنطقة كمزار سياحى للترويج للسياحة العلاجية، فضلاً عن خدمة سكان منطقة شمال الصعيد وجنوب الجيزة والتى تعانى نقصاً شديداً فى الخدمات الطبية.
ومع بداية تنفيذ المشروع على مساحة، تبلغ نحو 3000 متر، ظهرت الحاجة لتوسعة المشروع، ليصل إلى حجم أكبر يمكن من خلاله الحصول على اعتماد الهيئة الدولية المشتركة للاعتماد JIC، والتى اعتمدت 6 مستشفيات فقط فى مصر هى «دار الفؤاد»، و«المركز الطبى العالمى»، و«السلام الدولى»، و«المغربى»، ومستشفى 57357، والتى أهلت الأخيرة لأن يتم نشر أبحاث أطبائه فى الدوريات العلمية العالمية كمؤسسة بحثية.
قال الدكتور أحمد يوسف، رئيس مجلس إدارة الشركة، إنه تم طرح اكتتاب زيادة رأسمال الشركة للراغبين فى المساهمة فى المشروع للوصول إلى حجم الاستثمار المستهدف بواقع 360 مليون جنيه، خاصةً أنه تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية، ويتبقى تشطيب الواجهات والأجهزة.
أوضح «يوسف»، أن زيادة رأس المال تمت بالقيمة العادلة مع ضخ جانب كبير من الاستثمارات بأسعار قبل التعويم فى عمليات الإنشاء، فضلاً عن الفترة الاستثمارية التى تجاوزت عامين، والاقتراب من التشغيل التجريبى للمستشفى خلال 7 أشهر.
تابع، «تم الإعلان عن المشروع من خلال شبكات التواصل الاجتماعى للوصول إلى أكبر عدد من المهتمين بالاستثمار فى القطاع الطبى، خاصةً أن الفريق القائم على تنفيذ المشروع يحمل قدراً كبيراً من المصداقية والشفافية».
ويضم فريق المساهمين فى المشروع، حالياً، أكثر من 100 طبيب من بينهم أساتذة فى كليات طب «الفيوم»، و«عين شمس»، و«قصر العينى»، «حلوان»، ومعهد الأورام القومى، فضلاً عن عدد من المهندسين والاستشاريين الهندسيين ورجال الأعمال.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة، أنه تم ضخ استثمارات بنحو 90 مليون جنيه فى الأعمال الإنشائية وتراخيص المستشفى والاستشارات الهندسية والمالية الخاصة بالمشروع.
كما تم إجراء دراسة جديدة للمشروع من قِبل أحد المكاتب الاستشارية التى حددت فترة استرداد تكاليف المشروع بنحو 7 سنوات، بعائد متوقع 25 إلى 30% سنوياً على الاستثمار.
وأشار «يوسف»، إلى أن نقص الخدمات الطبية فى منطقة شمال الصعيد مؤشر جيد على وجود فرص استثمارية واعدة، حيث تبلغ نسب الأسرة إلى أعداد المواطنين 0.65 سرير/ 1000 مواطن، فى حين أن المتوسط العام لمصر 1.4 سرير/ 1000 مواطن، والشرق الأوسط 3.5 سرير / 1000 مواطن، وعالمياً 7- 8 أسرة / 1000 مواطن.
ويبلغ عدد سكان محافظتى الفيوم وبنى سويف، وهى المناطق الأقرب للمستشفى 6.2 مليون نسمة، كما سيتم عمل وحدتين للعلاج الإشعاعى بالمستشفى لعلاج الأورام، فضلاً عن قسم للعلاج النووى، وتم تجهيز المنطقة الخاصة بأجهزة العلاج الإشعاعى بحوائط خرسانية طبقاً للشروط العالمية لضمان عدم تسرب الإشعاع.
وكشف «يوسف» عن افتتاح المرحلة الأولى من التشغيل التجريبى خلال 7 أشهر من خلال تشغيل 4 طوابق من أصل 6 طوابق عدد أدوار المستشفى الحالى، على أن يكون قسم علاج الأورام فى طليعة الاقسام التى سيتم افتتاحها.
ويبلغ إجمالى التكاليف الاستثمارية للمراحل المتبقية نحو 200 مليون جنيه، أوضح «يوسف»، أن المستشفى يحتاج لنحو 60 مليون جنيه فى الوقت الراهن لإنهاء الأعمال الإلكتروميكانيكة لبدء التشغيل التجريبى، على أن يتم تمويل بعض التجهزيات من خلال أنظمة التقسيط أو التأجير التمويلى.
وحصلت الشركة على ترخيص 15 لسنة 2015 خاص بإنشاء مستشفى خاص داخل الحى العمرانى فى الفيوم، وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة، أنه سيتم تعيين شركة إدارة مستشفيات عالمية لإدارة المستشفى الجديد لضمان تقديم خدمة طبية على مستوى عالمى، خاصةً فى ظل سعى الشركة للحصول على شهادة الاعتماد من JIC.
وعن التوسعات المستقبلية، أوضح «يوسف»، أن هناك قطعة أرض مجاورة للمستشفى بمساحة 2000 متر مربع سيتم إنشاء جراج عليها فى الطابق الأول، و4 أبراج فندقية بارتفاع 5 طوابق لخدمة أهالى المرضى والمرضى أنفسهم فى مراحل النقاهة بأسعار أقل من غرف المستشفى، فضلاً عن إمكانية إقامة دورين بالمستشفى بناءً على تراخيص البناء الحالية.
ورغم المؤشرات الأولية لنجاح المشروع عن طريق آلية قد لا يكون صنفها أصحابها، فإنَّها أحد أنواع التمويل الجماعى «Crowed Funding»، والتى أهملتها تعديلات قانون سوق المال، وغابت عن أعين بنوك الاستثمار، والتى تنتظر دائماً المستثمر الأجنبى للعمل على عمليات التخارج والدمج والاستحواذ.
قال وليد حجازى، الشريك المؤسس لمكتب «حجازى ومشاركوه للاستشارات القانونية»، إن تعديلات قانون سوق المال المقدمة للبرلمان أهملت التمويل الجماعى الذى يعد واحداً من الأنشطة المالية التى بدأت تلقى رواجاً كبيراً فى الآونة الأخيرة، مشيراً إلى وجود عدد كبير من المنصات التى تعمل فى مجال التمويل الجماعى فى السوق المصرى، أو عمليات تمويل جماعى تتم دون إطار منظم للعلاقات القانونية بين أصحاب الأفكار والممولين، وهو ما يجب أن يتم وضعه فى إطار قانونى منظم لحماية جميع الأطراف.