«الأغذية» تتجه لتوفير المواد الخام محلياً لتجنب ارتفاع الأسعار وتحسين هوامش الربحية
«برايم»: التوسعات الجديدة بهدف تخفيف آثار الاستيراد على تكاليف الإنتاج
«الدماطي»: نستهدف النفاذ للأسواق الأفريقية وتوسيع قاعدة العملاء.. وكينيا المحطة الثانية
«مدحت»: الأداء التشغيلى يؤهل الشركات للتوسع.. و«جهينة» تركز على إدارة التكاليف
توسعت شركات الأغذية، مؤخراً، بهدف توفير المواد الخام التى أصبحت تشكل عبئاً على التكاليف نتيجة ارتفاع أسعار المواد المستوردة، خاصة أن المواد الخام المستوردة تمثل نحو 80% من تكاليف الإنتاج.
واتجهت الشركات لبدء توسعات تعرف باسم «التكامل الخلفي» كما وضعت خططها بهدف زيادة قاعدة العملاء والنفاذ نحو الأسواق الأفريقية، لتوفير حصيلة دولارية تخدم الاحتياجات الدولارية التى تضاعفت بعد تحرى سعر صرف الجنيه أمام الدولار.
قالت أمنية الحمامى، محلل قطاع الأغذية لدى بنك الاستثمار «برايم»، إن التوسعات التى تستهدفها شركات الأغذية تنقسم بين توسعات (Backward Integration)، لدعم عمليات التكامل الخلفى وانتاج المواد الخام التى يتم استيرادها لتقليل التعرض لتقلبات أسعار الصرف، ومن أبرزها توسعات شركة «عبور لاند»، حالياً.
وصدقت الجمعية العمومية لشركة عبور لاند فى الثامن عشر من سبتمبر الماضي، على إضافة نشاط تربية وتسمين المواشى لتقليل نسبة اللبن البودرة الذى يشكل 80% من تكاليف الإنتاج.
ووافق مجلس إدارة شركة عبور لاند للصناعات الغذائية، على إنشاء مشروع لإضافة نشاط الألبان بتكلفة استثمارية متوقعة تتراوح بين 105 و115 مليون جنيه، بطاقة انتاجية مستهدفة 50 طناً يومياً من اللبن وتربية الذكور وتسمينها.
وقالت الشركة إنه سيتم تمويل المشروع على مدار 3 سنوات، بهدف تحقيق التكامل لنشاط الشركة من ناحية توفير الالبان اللازمة للمنتجات، ما يؤدى إلى تخفيض تكاليف الإنتاج ورفع معدلات الربحية التى تأثرت بعد ارتفاع تكاليف الطاقة.
وتم تقدير حجم المشروع بتربية ألفى بقرة «الهولشتان»، لإدرار اللبن يتم استيراده من ألمانيا على مراحل خلال ثلاث سنوات.
وأضافت الحمامى، أن النوع الآخر من التوسعات يدعى بالتكامل الأمامى (Forward Integration) وهو بعكس النوع الأول من التوسعات.
وتستهدف التوسعات توفير حصيلة دولارية عبر زيادة مساهمة عمليات التصدير من اجمالى المبيعات، وزيادة قاعدة عملاء الشركة فى الأسواق الخارجية، حيث تستهدف شركة جهينة زيادة نسبة التصدير لتصل إلى 15% بنهاية 2017 مقابل 7% خلال العام الماضى 2016.
وقال محمد الدماطى نائب رئيس مجلس إدارة لشركة الصناعات الغذائية العربية «دومتي»، إن الشركة تستهدف أسواقا جديدة لزيادة عمليات التصدير، على رأسها الأسواق الأفريقية، ليكون السوق الأول المستهدف بأفريقيا، هو رواندا عبر فتح فرع تسويق فى العاصمة الرواندية «كيجالي».
اوضح أن كينيا ستكون السوق الثانى فى الأولوية للاستثمارات بعد إتمام افتتاح الفرع برواندا، مشيراً إلى أنه يجرى دراسة أنماط الاستهلاك بالسوق الرواندي، وإمكانية تعريف المستهلك بالجبنة البيضاء.
وامتداداً لخطة الشركة فى استهداف الأسواق الأفريقية، وتوسيع قاعدة العملاء لدى «دومتي»، كشف الدماطى عن استهداف السوق الكيني، عبر خروج وفد من الشركة برئاسة رئيس مجلس الإدارة عمر الدماطي، إلى مدينة نيروبى فى كينيا، لبحث البدائل الاستثمارية فى السوق الكيني، وفتح أسواق جديدة تستطيع بها الشركة ضمان معدلات نمو جيدة.
وتتوقع الشركة تحقيق مبيعات بقيمة 700 مليون جنيه، خلال الربع الثالث من العام الحالي، استناداً إلى نمو مبيعات شهرى يوليو وأغسطس خلال العام، مقارنةً بمبيعات الربعين الأول والثانى من العام.
وحددت «برايم» قيمة عادلة 11.99 جنيه لسهم «دومتى»، مع توصية قوية بالشراء، وترجيح بنمو السهم بنسبة 42.74%، رغم تخفيض القيمة العادلة من مستوى 15.22 جنيه للسهم، نتيجة التعرض القوى لسعر الصرف.
وأوضحت الحمامى أن شركات الأغذية استطاعت تمرير فروق سعر الصرف وتكاليف رفع الدعم الأخير عن الكهرباء والمحروقات، باستثناء تكاليف أسعار الفائدة المتمثل فى تكاليف التمويل. باعتيار معدلات الفائدة الحالية أمراً مؤقتاً، ويعتمد على تحسن آليات الاقتصاد الكلي.
وتتمتع شركات القطاع الغذائى بهوامش مجمل أرباح صحية تمكنها من التوسعات مشيرة إلى ان الضغط الذى تتعرض له شركات الاغذية يأتى على حساب صافى ارباحها وهو مرهون بعودة معدلات الفائدة الى مستوياتها الطبيعية.
وتستهدف شركة جهينة تأمين 50% من احتياجاتها من الألبان محلياً، خلال 3-4 سنوات، عبر شركة الإنماء للتنمية الزراعية والثروة الحيوانية، التابعة لمجموعة «جهينة».
وتقدر تكلفة المزرعة التابعة للشركة، بقيمة استثمارات 600 مليون جنيه، بالواحات البحرية، وتستهدف توفير نحو 20% من المواد الخام لمصانع العصائر التابعة لجهينة خلال تلك الفترة.
وبدأت «جهينة»، فى ابريل الماضى تشغيل مزرعتها الكائنة بمنطقة منديشة فى الواحات البحرية، على مساحة 10 آلاف فدان، فى إطار سياسة التكامل الرأسى التى تستهدفها الشركة.
بالإضافة إلى افتتاح أول محطة بيع كهرباء للقطاع الخاص من الطاقة الشمسية من خلال التعاون بين جهينة وكرم للطاقة الشمسية بسعة 1 ميجاوات، ما سيوفر استهلاك نحو 600 ألف لتر من الديزل سنوياً.
وقالت «جهينة» فى مارس الماضي، إنها مستمرة فى تنفيذ خططها القائمة واستكمال استثماراتها بتكلفة تقديرية 400 مليون جنيه فى 2017.
وتستهدف الشركة تحقيق نمو من 30 إلى 40% فى مبيعات 2017، مقارنةً بالعام الماضى 2016، مشيرة إلى ثقتها من تعافى السوق المصرى وتحسن القوى الشرائية.
وقال هادى مدحت، محلل قطاع الأغذية ببنك الاستثمار فاروس، إن التوجه للتوسعات لا شك أنه سيقلل من مخاطر التعرض لتقليات سعر الصرف، ولا سيما أن معظم تكاليف الإنتاج، يتمثل أغلبها فى اللبن البودرة المستورد، ومواد التعبئة والتغليف، ولكنه سيأخذ وقته لحين انعكاس أثره على نتائج الأعمال التشغيلية للشركات.
وعلى جانب التوسعات الرأسية التى تستهدفها «عبور لاند»، بتربية الأبقار، ولإضافة نشاط الألبان، أوضح مدحت أن المركز المالى والعمليات التشغيلية لها يؤهلانها، للشروع فى تلك التوسعات الضخمة.
وارتفعت أرباح «عبور لاند» بنسبة 28.2%، خلال الربع الثانى من 2017، على أساس سنوى، بدعم تحسن المبيعات، التى سجلت 487.53 مليون جنيه، مقابل مبيعات بلغت 341.3 مليون جنيه بالربع المقارن من 2016.
وبحديثه عن شركة جهينة ومدى رغبتها واستعدادها للتوسعات، على غرار منافسيها، قال مدحت، إن «جهينة»، تصب كامل تركيزها على إدارة هيكل تكاليفها بفعالية، وتقليص الاعتماد على الديون، لتقليل تكاليف التمويل، وتحسين هوامش ربحيتها، مضيفاً أن «جهينة» استطاعت تقليل نسبة الديون إلى حقوق الملكية حتى 0.8.
وارتفعت أرباح «جهينة» 139%، خلال الربع الثالث من 2017، مقارنةً بالربع الثانى من العام، لتسجل صافى أرباح 65 مليون جنيه، مقابل 27 مليون جنيه، بالإضافة تحسن هوامش الربح الإجمالى على أساس ربع سنوى، لتصل إلى 30% مقابل 27.7% خلال الربع الأسبق.
وحددت «فاروس» قيمة عادلة 8.88 جنيه، مع توصية محايدة، وتوقعات بمزيد من التحسن، فى الاداء التشغيلي، بعد تعافى القوة الشرائية للمستهلكين وارتفاع قيمة الجنيه مقابل الدولار.