اوسكار اونياما رئيس اتحاد البورصات الافريقية:
67 مليار دولار رأس المال السوقى لبورصة نيجيريا ونسعى لجذب شركات حكومية
إضافة المشتقات المالية وتحويل الشركات التعاونية إلى مساهمة أهداف السوق النيجيرى
تواجه أسواق الأسهم الأفريقية بعض الصعوبات فى جذب الشركات، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، ما دفع اتحاد البورصات الأفريقية لعمل دراسة حول أسباب ضعف إقبال الشركات على القيد فى البورصة خاصة الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح أوسكار اونياما رئيس اتحاد البورصات الأفريقية، أن الدراسة أظهرت أن تكاليف الإدراج تردع الشركات الصغيرة والمتوسطة فى أفريقيا عن طرح أسهمها فى البورصات، وكذلك اشتراطات أسواق الأسهم قبل وبعد الطرح، واستناداً على ذلك، تنشئ البورصات الأفريقية أسواقاً بديلة تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية لكى تسهل على الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الصاعدة طرح أسهمها ورفع رؤوس أموالها لكى تحقق أهداف النمو الخاصة بها.
وعلاوة على ذلك، أسس اتحاد البورصات الأفريقية، بالتعاون مع بنك التنمية الأفريقي، مجموعة عمل لتيسير أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة فى 2016 لبحث طرق دعم مجهودات الشركات الصغيرة والمتوسطة الأفريقية لزيادة رأس المال.
وكشف «اونياما» لـ«البورصة» عن إنهاء مجموعة العمل بنجاح دراسة تتعلق بطرح السندات فى البورصات الأفريقية، وسوف يتم نشر تقرير الدراسة فى المؤتمر السنوى لاتحاد البورصات الأفريقية فى 2017.
أضاف أنه بالنسبة للبورصة النيجيرية فهناك خيارات متعددة للإدراج تتناسب مع الاحتياجات الرأسمالية ودورة التمويل الخاصة بشركاتنا الصغيرة والمتوسطة، ويقدم فريق السوق الأساسى المحلى فى بورصة نيجيريا المشورة للشركات الراغبة فى الطرح، كما تقدم خدمات ذات قيمة مضافة مثل الخدمات المؤسسية والتغطية التحليلية، وعلاقات المستثمرين، وحوكمة الشركات.
وأوضح، أونياما، أن دور الاتحاد، يتمثل فى تطوير البورصات الأعضاء من خلال توفير منصات لإنشاء شبكات مشتركة ونقل المعرفة، وأحد طرق تحقيق ذلك هو مؤتمر «بناء الأسواق المالية الأفريقية» وهو مؤتمر سنوى يقيمه اتحاد البورصات الأفريقية بالتعاون مع الأسواق الأعضاء.
يذكر أن عدد الشركات الأعضاء فى اتحاد البورصات الأفريقية وصل 28 بورصة.
وتقدم هذه الندوة فرصة فريدة للوفود من البورصات، وشركات التداول، والسلطات التنظيمية، والشركات المدرجة، ومجتمع المستثمرين، وغيرهم من المساهمين لمشاركة معرفتهم، ومواكبة التطورات فى السوق، وفى أبريل 2016، استضافت البورصة النيجيرية الدورة الخامسة لندوة بناء الأسواق المالية الأفريقية، وهى المرة الأولى التى تقام فيها خارج جنوب أفريقيا، وحضرها أكثر من 160 شخصاً من 12 دولة، وبعد نجاحها، استضافت بورصة كازابلانكا الدورة السادسة فى 2017، وتواصل الندوة كسب الزخم وجذب مشاركة أكبر عبر القارة.
ويعد المؤتمر السنوى لاتحاد البورصات بالإضافة إلى الندوات الأخرى التى تستضيفها البورصات الأفريقية منصات مفيدة لتعزيز المعرفة المالية ومشاركة الحلول بشأن تحسين الدخول لأسواق رأس المال الأفريقية، واستضافت بورصة رواندا المؤتمر السنوى لاتحاد البورصات الأفريقية العام الماضى فى نوفمبر، ومؤتمر العام الجارى كما تعلمون سوف ينعقد فى مصر.
كما يواصل الاتحاد تشكيل شراكات استراتيجية مع المؤسسات المالية المعروفة بما فى ذلك معهد المحللين الماليين «CFA institute»، وهذه الشراكات تسمح للاعبين فى السوق وللأعضاء فى الرابطة بالتمتع ببرامج اعتماد عالمية بأسعار مخفضة، كما سوف ترفع بقدر كبير معايير المهنية فى الدول الأعضاء، وبالتالى تحسن ثقة المستثمرين.
وعلى جانب تعزيز التدفقات الأجنبية الداخلة إلى كل البورصات الأعضاء، أوضح أنه فى عام 2015، أطلق الاتحاد مشروع ترابط البورصات الأفريقية بالتعاون مع بنك التنمية الأفريقى بهدف معالجة مشكلات السيولة فى الأسواق الأفريقية، وهذا المشروع الذى ضم 4 بورصات فى البداية وهى سوق الدار البيضاء للأوراق المالية، وبورصة جوهانسبيرج، وسوق أسهم نيروبي، والبورصة النيجيرية، أصبح الآن يضم بورصتين إضافيتين وهما سوق أسهم موريشيوس، وبورصة القيم المنقولة الجزائرية.
كما وقعنا مذكرة تفاهم مع مؤسسة تعميق القطاع المالى «إف إس دى» والتى سوف تمد اتحاد البورصات الأفريقية بالمساعدة الفنية بقيمة تصل إلى 160 ألف جنيه استرلينى بهدف دعم المؤتمر السنوى للاتحاد، وتعزيز كفاءة الأمانة العامة للاتحاد، وتحسين دور موقع اتحاد البورصات لتجعله منصة غنية بالمعلومات.
وفى نيجيريا، تنخرط البورصة مع الحكومة لتشجيع السياسات التى تساعد على تطوير سوق رأس المالى المحلى بقدر أكبر بما فى ذلك تحسين سهولة ممارسة الأعمال (أى سهولة تسجيل الشركات، ورفع رأس المال، ودخول البضائع والخدمات) وتطبيق بعض الإعفاءات الضريبية، وحل المشكلات الضريبية التى تواجه بعض منتجات البورصة النيجيرية.
وأوضح أونياما أنه استراتيجية الاتحاد خلال السنوات الخمس المقبلة ستركز على استكشاف طرق تعميق السوق الرأسمالى الأفريقى وتحسين وضع الاتحاد لقيادة التحول الاقتصادى والاجتماعى فى القارة، وفى المستقبل، سوف يواصل الاتحاد العمل على جعل الأسواق الأفريقية مفتاح إطلاق إمكانات النمو الاقتصادى والاجتماعى فى القارة.
وباعتبار الاتحاد صوت البورصات الأفريقية، سوف يواصل عقد الشراكات الاستراتيجية، والتأثير على القرارات السياسية بما يعزز الاجندة الاستراتيجية للاتحاد، كما سيبحث الاتحاد عن مصادر أخرى لتنويع تدفقات الإيرادات، وأيضا سوف يسعى الاتحاد جاهداً لتعزيز وضعه من خلال الدعاية والتسويق الموجه.
ويرى أن السنوات العشر المقبلة ستشهد تحرك البورصات فى دورات اقتصادية، ونترقب تعافى السوق من تأثير تراجع النمو فى العديد من الدول الأفريقية نتيجة انخفاض أسعار السلع، والتباطؤ فى الاقتصادات المتقدمة والناشئة مثل الصين.
تابع: «ونحن نتطلع إلى قبول المزيد من الأعضاء سواء فى صورة عضوية كاملة أو مراقبين أو منتسبين فى الوقت الذى سنواصل فيه تكوين شراكات استراتيجية تدعم طموحات الاتحاد».
وأوضح «أونياما» أنه يجرى التفاوض مع عدد من الشركات الحكومية والخاصة لتشجيعها على القيد فى البورصة النيجيرية، مثل إف جى ان جرين، حيث يبلغ عدد الأوراق المدرجة فى السوق 166 ورقة مالية، بإجمالى قيمة سوقية 67.53 مليار دولار.
تمثل الأسهم الجزء الأكبر بقيمة سوقية 41.78 مليار دولار، فيما تبلغ القيمة السوقية للسندات 25.72 مليار دولار، و21.19 مليون دولار لوثائق صناديق المؤشرات.
أضاف أن البورصة النيجيرية تواصل تنفيذ استراتيجيتها، وتتطلع إلى تحقيق أهدافها الرئيسية بما فى ذلك تعزيز تواجد المشتقات المالية، وتحويل الشركات التعاونية إلى شركات مساهمة، ونأمل فى أن نستفيد من كثرة الشركات التعاونية فى أن نخدم العملاء بشكل أفضل وأن نحقق أعلى مستويات التنافسية.
وسوف تواصل بورصة نيجيريا حث المزيد من الشركات على الإدراج (مثل شركة إف جى إن جرين، والشركات الحكومية، وغيرها) بالإضافة إلى الانخراط فى نظام رأسمالى أكبر لتطبيق هيكل تسعير أكثر تنافسية.
وفى مجال الاستدامة، تتطلع بورصة نيجيريا لوضع إرشادات توجيهية للشركات المدرجة لديها للإفصاح عن أداء الاستدامة.
