«بلومبرج»: أسعار الأسهم عامل الحسم فى تقليص الفارق
قالت وكالة أنباء «بلومبرج»، إن الفجوة بين الأغنياء والفقراء ربما تصل إلى ذروتها فى ظل تحذيرات من تزايد حالات السخط الشعبى، وفى تقرير عن الثروة العالمية لاحظت مجموعة «كريدى سويس» التحول عن الأسهم والأوراق المالية إلى الأصول المادية مثل العقارات.
وقال المحللون فى معهد بحوث البنك السويسرى، إن ذلك قد يكون باعثاً على العودة لخلق الثروة على نطاق واسع والذى كان سائداً قبل سنوات الأزمة المالية العالمية عام 2008 عندما استفادت معظم مستويات المجتمع من النمو الاقتصادى.
وأوضحت الدراسة، أنه فى السنوات الأخيرة اتجهت التفاوتات فى الثروة إلى الارتفاع متأثرة جزئياً بحصة متزايدة من الأصول المالية وقوة الدولار الأمريكى وهذه العوامل قد تتضاءل، ولكن التأثير على عدم المساواة فى توزيع الثروة غير واضح فى الوقت الحاضر.
وأشارت الوكالة إلى أن عدم المساواة فى الدخل أصبح قضية ساخنة منذ الأزمة المالية العالمية وهو ما دفع الاقتصاديون للتحذير من إثارة السخط الشعبى.
وكشف التقرير، أن قيمة الأصول المالية، خاصة الأوراق المالية للشركات قد تكون عاملاً رئيسياً لعدم المساواة فى الدخل بسبب احتفاظ الأفراد الاكثر ثراءً بحصة غير متناسبة من أصولهم فى هذا الشكل.
وقال المحللون، إنه من المتوقع ارتفاع مستوى التفاوت فى الثروة وربما ينخفض إذا تراجعت أسعار الأسهم خلال السنوات المقبلة.
واتسع التفاوت منذ العام الماضى وحتى منتصف 2017 عندما أصبح العالم أكثر ثراءاً بصفة عامة وزادت الثروة العالمية بوتيرة أسرع لتصل إلى 280 تريليون دولار وهى أعلى نسبة منذ أن بدأ البنك السويسرى تعقبها فى عام 2000 وشكلت الولايات المتحدة أكثر من نصف هذه الزيادة.
وقال التقرير، إن النمو لم يكن مدعوماً فقط بالمكاسب الكبيرة فى أسواق الأسهم ولكن أيضاً بالزيادات الكبيرة فى الأصول غير المالية، حيث ارتفع متوسط الثروة العالمية بنسبة 4.9% ليصل إلى 56.540 دولار لكل شخص بالغ.
وأوضح التقرير، أن ارتفاع الديون الطلابية فى الدول المتقدمة وقواعد الرهن العقارى الأكثر تشدداً بعد عام 2008 وزيادة أسعار المساكن وتقليل فرص الحصول على المعاشات يخلق عاصفة كاملة تعيق تراكم الثروة.
وكشف البنك السويسرى، أن الثروة العالمية ارتفعت بنسبة 6.4% بما يعادل 16.7 تريليون دولار أمريكى وهى نسبة أسرع من معدل النمو الذى بلغ 3.9% فى فترة الـ 12 شهراً الماضية، وإلى جانب الولايات المتحدة قدمت الصين والهند ودول منطقة اليورو أيضاً مساهمات كبيرة فى زيادة معدل الثروة العالمية.
ولاتزال سويسرا واستراليا والولايات المتحدة تحتل المراكز الثلاثة الأولى فى ترتيب الثروة لكل شخص بالغ فى حين تراجعت المملكة المتحدة وسنغافورة إلى المركزين الثامن والتاسع على التوالى، وانخفض متوسط الثروة فى أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية.
وأوضح التقرير، أن التوقعات لعام 2022 تقترح المزيد من السيناريوهات المتشائمة للسنوات المقبلة.