
«ترامب» يعترف بـ«القدس» عاصمة لـ«إسرائيل».. «أبومازن»: المدينة ستظل عاصمة فلسطين اﻷبدية
«السيسى»: مصر ترفض القرار وأى آثار مترتبة عليه قرار الرئيس اﻷمريكى
«شيخ اﻷزهر» يستنكر اﻹجراء اﻷمريكى ويدعو لمؤتمر عالمى عاجل
قرر الرئيس اﻷمريكى دونالد ترامب نقل سفارة بلاده فى إسرائيل إلى مدينة القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيونى ليضيف فصلاً أكثر سواداً وغطرسة فى صفحات تاريخ الصراع العربى اﻹسرائيلى.
وجاء القرار اﻷمريكى تحدياً لتحذيرات سابقة قدمها قادة ورؤساء دول عربية وأجنبية من تداعيات القرار وتأثيره على عملية السلام ومنطقة الشرق اﻷوسط بشكل عام.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى اتصال تليفونى تلقاه من ترامب أمس على الموقف المصرى الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام فى الشرق الأوسط.
وقال ترامب، فى كلمة متلفزة «إننا اليوم نعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأصدرت تعليمات لوزارة الخارجية لاختيار موقع للسفارة وتعيين المهندسين المسئولين على التنفيذ».
واستنكرت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم 6 الجارى قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، ورفضها لأى آثار مترتبة على ذلك.
وأكدت مصر، أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً للشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأى أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم فى المدينة.
وأشارت الخارجية إلى وجود العديد من قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس، ومن أهمها قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 الذى نص على الانسحاب من الأراضى التى احتلت فى عام 1967 ومن ضمنها القدس، والقرار رقم 478 لعام 1980 بشأن رفض قرار الحكومة الإسرائيلية ضم القدس واعتبارها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وقرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 بشأن عدم اعتراف المجلس بأى تغييرات تجريها إسرائيل على حدود عام 1967 ومن ضمنها القدس بغير طريق المفاوضات، فضلاً عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، والتى تطالب جميعها بضرورة احترام الوضع القائم تاريخيا فى القدس باعتبارها تمثل الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي.
وأعربت وزارة الخارجية عن قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوى عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية، فضلاً عن تأثيراته السلبية للغاية على مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، والتى تأسست مرجعياتها على اعتبار أن مدينة القدس تعد أحد قضايا الوضع النهائى التى سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية.
كما نوه البيان إلى مخاطر تأثير هذا القرار على مستقبل عملية السلام، والجهود المبذولة لاستئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بهدف تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الرئيس الفلسطينى محمود عباس، إن قرار ترامب لن يغير من واقع أن القدس العاصمة اﻷبدية لدولة فلسطين.
وتلقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مساء اليوم اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفلسطينى محمود عباس.
وذكر السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال تناول بحث تداعيات القرار الأمريكى، فى ظل مخالفته لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالوضع القانونى لمدينة القدس، وتجاهله للمكانة الخاصة التى تمثلها مدينة القدس فى وجدان الشعوب العربية والإسلامية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أعرب خلال الاتصال عن رفض مصر لهذا القرار ولأى آثار مترتبة عليه.
وذكر السفير محمد العرابى وزير الخارجية اﻷسبق وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب لـ«البورصة»، إن قرار ترامب يؤسس لمرحلة جديدة من سياسة فرض اﻷمر الواقع على الفلسطينيين.
وأضاف أن هذا القرار يلغى الاتفاقيات السابقة وتشمل أوسلو ومدريد ويعنى بداية المفاوضات من الصفر، ودعا إلى أن يكون التحرك العربى واﻷفريقى عبر اﻷمم المتحدة.
وتوقع أن تعرض أمريكا إقامة دولة فلسطينية منقوصة السيادة، وهو ما سيرفضه الفلسطينون فى ظل المتغيرات الجديدة التى حدثت.
وقال اﻹمام اﻷكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ اﻷزهر، إن قرار ترامب غير مشروع وتنكر للحق العربى والفلسطينى فى اﻷرض العربية ويتجاهل مشاعر أكثر من 1.5 مليار مسلم.
ودعا الطيب، إلى اجتماع طارئ لمجلس حكماء المسلمين وهيئة كبار العلماء لبحث اﻷمر وعقد مؤتمر عالمى عاجل بشأن القدس فى ضوء هذه التطورات الخطيرة، بمشاركة كبار العلماء فى العالم الإسلامى ورجال الدين المسيحي، والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، لبحث اتخاذ خطوات عملية تدعم صمود الفلسطينيين، وتبطل شرعية هذا القرار المرفوض الذى يمس حقهم الثابت فى أرضهم ومقدساتهم.