تساؤلات محطة الضبعة النووية وإجاباتها


30 مليار دولار تكلفة المشروع حتى التشغيل التجارى.. مصر تحتفظ بالوقود المستنفد لمدة 60 عاماً

موسكو تقدم الدعم الفنى للمحطة لمدة 10 سنوات قابلة للزيادة.. ومصر تتولى تشغيلها بالكامل

سداد أول أقساط القرض الروسى عام 2029.. والحوافز والتسهيلات أبرز أسباب التعاقد مع «روساتوم»

الإنشاء والتشغيل والصيانة والوقود والتفكيك تحدد تكلفة الكيلووات المنتج من المحطة

 

بعد توقيع العقود النهائية التى شهدها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين اليوم، ما زالت تساؤلات مثارة بشأن المحطة النووية، وكيفية تمويلها، والعائد الاقتصادى منها، والآثار البيئية والمجتمعية عقب تنفيذها.

«البورصة» عرضت الأسئلة على مصادر حكومية وخبراء الطاقة النووية، وتقدم الإجابات التى حصلت عليها.

لماذا تعاقدت مصر مع روسيا على إنشاء محطة الضبعة النووية؟

قال الخبراء، إن روسيا قدمت امتيازات وحوافز عديدة، مقارنة بدول أخرى، ولم تنفذ محطات نووية بتكلفة أقل من مصر بنفس نوع المفاعلات والتكنولوجيا المستخدمة، ولم تقدم دولة على مستوى العالم قرضاً حكومياً لمحطة طاقة نووية وبفائدة منخفضة تبلغ 3% مثلما فعلت روسيا مع مصر.

كما أن مصر ستحصل على قرض بقيمة 25 مليار دولار مخصص لإنشاء المحطة النووية، ويصرف على فترة زمنية تصل إلى 13 عاماً، ويسدد أصل القرض على 22 عاماً، وتبدأ مصر فى سداد أول قسط عام 2029.

وبحسب الخبراء، فإن روسيا تعتبر حليفاً استراتيجياً لمصر، وتوجد بعض البنود فى العقود خاصة بتكاليف التشغيل والصيانة تم الاتفاق بشأنها وتخفيضها على عكس دول أخرى كانت تضاعف من تكلفة جميع الأعمال عن الأسعار المتداولة.

وأوضح الخبراء، أن دولاً من ضمنها إسرائيل وأمريكا لا تريد لمصر المضى قدماً نحو إنشاء محطة نووية سلمية لإنتاج الطاقة؛ لعدم المعرفة بشأن الاستخدامات النووية السلمية.

كم تبلغ التكلفة الإجمالية لمحطة الضبعة النووية؟

أوضح الخبراء، أن التكلفة الرأسمالية للمحطة حتى التشغيل التجارى تصل إلى 30 مليار دولار، وتحتسب التكلفة بناءً على القرض الروسى الذى يغطى 85% من التكلفة، و15% من البنوك المصرية، بجانب فوائد القرض وقيمة التعاقد مع الاستشارى للمشروع، وتدريب مشغلى المحطة النووية، وتكاليف الإنشاء والتشغيل والصيانة والتفكيك لتصل إلى 45 مليار دولار، ووفقاً لهذه المعايير تحتسب تكلفة الكيلووات المنتج من المحطات النووية، وتتراوح أسعاره عالمياً بين 7 و8 سنتات.

كيف تسترد مصر تكلفة إنشاء المحطة؟

بحسب الخبراء، تستطيع مصر استرداد تكلفة إنشاء المحطة النووية عن طريق الوفر فى الوقود الأحفورى لمحطة كهرباء مماثلة للضبعة بقدرة 4800 ميجاوات، بجانب الطاقة المباعة من المحطة النووية، وتصل فترة استرداد تكلفة إنشاء المحطة النووية بين 13 و15 عاماً.

كم تستغرق فترة إنشاء المحطة النووية؟

مدة الإنشاء تستغرق من 5 إلى 7 سنوات، يبدأ بعدها التشغيل التجريبى، وتحميل الوقود النووى، والتجارب لمدة عامين، ثم التشغيل الكامل لأول مفاعلين بعد 6 أعوام من تاريخ أول صبة خرسانة.

لماذا ترتفع تكلفة إنشاء المحطات النووية، مقارنة بالمحطات التقليدية؟

يرى الخبراء، أن تكلفة إنشاء المحطات النووية أعلى بـ5 أضعاف من تكلفة إنشاء المحطات التقليدية، ولكن انخفاض تكاليف التشغيل والوقود المستخدم والعمر الافتراضى للمحطة النووية ترجح جدواها الاقتصادية، مقابل المحطات التقليدية.

أوضح الخبراء، أن التكاليف أعلى فى الطاقة النووية عن باقى المصادر؛ نظراً إلى أن المبانى المحتوية لمفاعلات القوى والأجهزة المتعلقة بالسلامة النووية لها متطلبات قياسية عالية تختلف عنها فى المبانى الاعتيادية.

وتعتبر الطاقة النووية فى أماكن عديدة فى العالم منافسة لمحطات الوقود الأحفورى، على الرغم من ارتفاع التكلفة الإجمالية لإنشاء المحطات النووية إذا أضيفت إليها تكاليف التخلص من النفايات، وتفكيك المحطة بعد انتهاء عمرها الافتراضى –حوالى 60 سنة– ولكن إذا أضيفت التكاليف الصحية والبيئية إلى محطات الوقود الأحفورى، فإن خيار استخدام الطاقة النووية يصبح أمراً تجدر دراسته.

ما الفرق فى التكلفة بين الوقود النووى والأحفورى؟

قال الخبراء، إن قيمة الغاز الطبيعى حال زيادته على 8 دولارات للمليون وحدة حرارية، وحال ارتفاع قيمة البترول عن 45 دولاراً للبرميل تصبح تكلفة الوقود فى المحطات النووية هى الأقل، والوقود النووى الذى يستهلكه المفاعل الواحد بقدرة 1200 ميجاوات يبلغ 60 مليون دولار سنوياً، مقابل 200 مليون دولار لمحطة الدورة المركبة و500 مليون دولار للمحطة البخارية.

ما الجهة الموردة للوقود الخاص بمحطة الضبعة؟

وفقاً للاتفاق المبرم، ستتولى روسيا توريد الوقود النووى لمحطة الضبعة لمدة 60 عاماً بالأسعار المتفق عليها فى العقود، وحال إخلال روسيا بعدم التوريد، من حق مصر استيراد الوقود من أى دولة أخرى مع فرض غرامات يومية.

ما تأثير المحطة النووية على المستهلكين؟

يرى الخبراء، أن رفع الدعم عن البترول والكهرباء سيزيد من تكلفة الكيلووات المنتج من محطات الكهرباء، وبالتالى فإن إضافة قدرات محطة الضبعة النووية ستحدث توازناً فى عملية بيع الطاقة للمستهلكين؛ لأنها تكلفتها ستصبح أقل من القدرات الأخرى المضافة على الشبكة.

وتابعوا: تحقيق التوازن عبر إدخال قدرات من محطات الشمس والرياح والطاقة النووية وترشيد الاستهلاك يسهم فى عدم زيادة فاتورة الاستهلاك حال تحرير أسعار الكهرباء والبترول؛ لأن القدرات المنوعة المضافة أسعارها تقل بكثير عن المنتجة من الوقود الأحفورى.

لماذا تنشئ مصر محطة طاقة نووية رغم وجود احتياطى قدرات يصل إلى 10 آلاف ميجاوات؟

قال الخبراء، إن مصر عندما قررت إنشاء السد العالى كان يمثل 80% من الكهرباء المولدة، وعند زيادة معدلات النمو أصبحت القدرات المنتجة منه لا تكفى، ومن الضرورى إنشاء محطات ومشروعات إنتاج جديدة لتلبية الطلب على الطاقة، كما أن فترات الانقطاعات التى شهدتها مصر كان يسبقها احتياطى قدرات، ولكن ارتفع الطلب على الطاقة، ما دفع عدداً من المصانع للتوقف عن الإنتاج.

وأوضح الخبراء، أن الدولة تسعى لتوفير الطاقة ومواكبة معدلات النمو فى ظل المشروعات والتوسعات التنموية التى تجريها، والاحتياطى المتواجد بالشبكة، حالياً، سنستهلكه خلال 6 سنوات، وهو ما يدعى لضرورة توفير قدرات إنتاجية أخرى، وتابعوا: «لن ننتظر انقطاعات لتنفيذ مشروعات إنتاج كهرباء».

أين سيذهب الوقود المستنفد من محطة الضبعة؟

مصر ستحتفظ بالوقود النووى المستنفد فى منطقة الضبعة لمدة 60 عاماً عبر حاوية خرسانية كبيرة على سطح الأرض تخضع لرقابة صارمة؛ لعدم حدوث تلوث إشعاعى، وتعتبر هذه الفترة مؤقتة لحين تحقيق الاستفادة منه، خاصة أن عدداً من الدول اتجه فى الفترة الأخيرة لإعادة تصنيع الوقود المستنفد.

لماذا لم تتفق مصر مع روسيا على التخلص من النفايات النووية؟

لم تقرر أى دولة حتى الآن التخلص النهائى من الوقود النووى المستنفد، ومن مصلحة مصر الاحتفاظ بالوقود المستنفد؛ لأن التكنولوجيا والتطور الهائل سيحدثان طفرة خلال الفترة المقبلة، ويزيدان من جدوى الوقود المستنفد. وتابعوا: «بعض الدول تستخدم الوقود النووى المستنفد لإعادة استخدامه فى تصنيع الأسلحة النووية».

من سيشغل محطة الضبعة النووية؟ وكم يبلغ عدد المشغلين بالمحطة؟

مصر ستتولى تشغيل المحطة النووية بالكامل، ووفقاً للاتفاق، فإن »روساتوم الروسية« ستساعد فى تشغيل المفاعلات النووية وبإشرافها، وستقدم الدعم الفنى للمحطة النووية لمدة 10 سنوات مع إمكانية التجديدة لفترة مماثلة أخرى.

ويصل عدد مشغلى المحطة النووية نحو 700 مهندس وفنى، ولا بد من تدريبهم على أعلى مستوى من الكفاءة، والمحطات النووية تعظم وتحسن القدرات البشرية.

ما أوجه الاستفادة الاقتصادية من إنشاء المحطة النووية؟

قال الخبراء، إن المحطة النووية تفيد الصناعة المصرية، ونقلة فى الارتقاء بتأكيد الجودة والرقابة، وتعظيم المكون المحلى فى المحطات النووية بنسبة 30%، ونقل وتوطين التكنولوجيا النووية، وتدريب وتأهيل الكوادر المصرية على أعلى مستوى عالمى، ودعم منظومة التعليم والتطوير والبحث العلمى، ولم تكن المحطات النووية مصدراً لإنتاج الطاقة الكهربية بل لإدخال التكنولوجيا وتطوير الصناعة، وإيجاد منظومة فعالة لاشتراك جميع الجهات الوطنية ذات الصلة.

هل المحطة النووية آمنة؟ وما التأثير البيئى للمشروع؟

أوضح الخبراء، أن محطة الضبعة النووية ستتمتع بأعلى درجات الأمان النووى، وتتحمل جميع الأخطار سواء الزلازل أو البراكين أو السيول أو الأعاصير أو اصطدام طائرة تزن 400 طن، ولم تصدر الموافقة على إنشاء المحطة بعد توقيع عقود الضبعة النووية، لا بد من الحصول على الموافقات والالتزام بالمعايير الخاصة بالأمان النووى، وتصل مدة استخراج هذه التراخيص لنحو 24 شهراً من التعاقد، ولا يصدر عن المحطات أى انبعاثات للغازات الملوثة أو غازات الاحتباس الحرارى، بحسب ما أكده الخبراء.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية



نرشح لك

Mi1nHCMO 1488194701 906 95730
كيف تستثمر فى التعليم العالى؟

https://alborsanews.com/2017/12/11/1071589