اقتصادنا يا تعبنا.. الحلقة 62
كان حدثا جيدا وكبيرا حضره عدد كبير من الرؤساء والسياسين والاقتتصاديين ورجال الأعمال والقطاع الحكومى والخاص والأعمال العام ورواد الأعمال وكبار رجال البنوك وبنوك الاستثمار وشركات إدراة الأصول وشركات استشارية من مصر ومن الدول الإفريقية من منطقة الكوميسا وبحضور دولة تونس المنضم حديثا لدول منطقة الكوميسا.
حدث كهذا وبهذا التنظيم الجيد لا يجب أن يمر مرور الكرام دون تعليق من قلب الحدث.. منطقة الكوميسا وما تحمله من فرص استثمارية وتجارية هائلة لبلدانها لا يمكن ان يمضى هكذا دون استغلال وتذليل عقبات نمو التجارة والاستثمار.
ما زلت أقول إن تنويع الأسواق والتركيز على القارة الإفريقية والآسيوية كفرص للنمو أسرع من أسواق أوروبا وأمريكا.. لا يعنى ذلك عدم الاهتمام بالأسواق الأوروبية (الشريك التجارى الأول لمصر) أو الأمريكية (حيث اتفاقية الكويز).. ولكن لتحقيق معدلات نمو أسرع يجب الاتجاه إلى الأسواق التى ما زالت فى مرحلة النمو بوها فرص كبيرة للتجار والاستثمار.. مثلما فعلت الصين باتجاهها إلى دول شرق أوروبا وإفريقيا.. لأن هذه الدول لم تصل بعد إلى مرحلة التشبع وما زالت تحتاج المزيد فى كافة المجالات وسهل الحصول على حصة سوقية فيها لأنها ما زالت فى مرحلة النمو.
مؤتمر الكوميسا الذى عقد فى شرم الشيخ مؤخرا كان أقوى من مثيله العام السابق ولكنه لم يصل إلى قوة مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى حتى الآن.. ولكنه كان جديا للغاية تنظيما وموضوعات ومن حيث التمثيل فى الحضور.. ولكن منصة للتلاقى والتشاور والتوعية وخلق تشابكات فى مجال البزنيس.
إفريقيا بلد الفرص غير المكتشفة تدعو كافة العاملين بالتجارة والاستثمار لاكتشاف كنوزها.. أرض عطشاء للتجارة والاستثمار.. وتعظيم فرص التجارة مع دول منطقة الكوميسا كفيل بتنشيط حركة الاستثمار.. ولكن ما ذا ينقص لتنمو التجارة بين دول المنطقة.
ما زالت عقبات التجارة مثل ضعف العوامل المساعدة enablers على مستوى البنية الأساسية (شيكة طرق وسكك حديدية)، ضعف الخدمات اللوجيستية كاماكن التخزين والموانئ الجافة dry ports and logistics centers على الأقل فى الدول الشاطئية ومنها للدول الحبيسة، ضعف البنية المعلوماتية عن الفرص التجارية والاستثمارية، عدم وجود مشروعات استثمارية قابلة للتمويل لعدم وجود دراسات جدوى بشأن الفرص الموجودة، عدم وجود شبكة تعاملات بين المؤسسات البنكية والتمويلية بين دول القارة، عدم تواجد شركات تسويق تنوب عن القطاع التصديرية فى اكتشاف الفرص التجارية والاستثمارية قطاعيا.. إلى جانب ضعف روح المغامرة لدوى المصدرين والمستثمرين المصريين فى اكتشاف الأسواق الإفريقية..إلا مع عدد محدود من رجال الأعمال المصريين الذين استثمروا فى تلك القارة الغنية بالموارد.. فالصينيون واللبنانيون والبرازيليون وبعض الدول الأوروبية غامروا وذهبوا للاستثمار والتجارة مع إفريقيا رغم علمهم بكافة المشاكل والتحديات بل وبعدهم عن القارة جغرافيا.. لكن إيمانهم بوجود فرص استثمارية وتجارية فى دولة غينة بالموارد حفز روح المغامرة التى يجب أن يتسلح بها كل صاحب رأس مال.. وأصبحوا الآن يحققون أرباحا طائلة من وجودهم فى إفريقيا.. حتى أن بعض المستثمرين المصريين اعترفوا بأن مصانعهم فى تلك الدول حمت استثماراتهم فى مصر بعد يناير 2011.
هناك تحرك مصرى على مستوى القارة الإفريقية من شركات وجهات حكومية إلا أنه لا يرقى إلى تحقيق طفرة تجارية واستثمارية.
ويجب أن يتحرك القطاع الخاص ويتخلى عن الخوف ويتسلح بروح المبادرة وعليه أن يتحرك قطاعيا بإنشاء شركات تسويق متخصصة تساهم فى تأسيسيها شركات القطاع مع بنوك لفتح فروع فى تلك الدول واستكشاف القارة.. مع تنظيم رحلات ومعارض وبعثات ترويجية تجارية واستثمارية منتظمة لعدد من الدولة الإفريقية واستغلال منصة الكوميسا ومؤسسات التجارة والمكاتب التجارية فى هذا الشأن.
سوق بهذا الحجم لا يجب أن يترك.. ولنا فى العمق الإفريقى مصالح سياسة واقتصادية لا يجب أن تترك هكذا.. يجب على القطاع الخاص أن يتحرك من خلال رجال الأعمال وغرفه التجارية.. وشبكة العلاقات الخارجية.. إفريقا أرض الفرص ومنصة جيدة لنمو التجارة والاستثمار.
إن كثرة هذه الأحداث مهمة لتذليل الحاجز النفسى والسياسى والاقتصادى بين القارة.. لنا فى قارتنا الكثير من فرص النمو تدعو أى مستثمر أو تاجر لاستغلالها ولنا فيمن سبقونا عبرة ودروس.. واسألوا من فتحوا فروعا أو مصانع أو شركات هناك.. لتحذو حذوهم.. فيمكنك الربط بين مصنعك هنا ومصنعك هناك.. وشركتك هنا وشركتك هناك.
وما نبغى إلا إصلاحا.