أحمد إبراهيم: ندرس فرصاً فى القطاعين الطبى والصناعى لإضافة شركات جديدة للمحفظة
80 مليون جنيه استثمارات «المبنى الإدارى بالقرية الذكية» ونفاضل بين البيع أو التأجير
معدلات الفائدة أبرز التحديات وخفضها سيشجع التصنيع والاستثمار الأجنبى
%40 من مبيعات «برفكت للغزول» للتصدير ونسعى لفتح أسواق جديدة
طرح «AT Lease» ساهم فى رفع تقييمات شركات «التأجير التمويلى»
تستهدف شركة «الملتقى العربى للاستثمارات» إعادة ضخ حصيلة تخارجاتها من عدد من الشركات خلال الفترة الماضية، فى قطاعات جديدة، فى ظل وجود سيولة متاحة للاستثمار تصل لنحو 200 مليون جنيه.
حاورت البورصة القيادة التنفيذية بالشركة، والتى تقوم استراتيجيتها خلال العامين المقبلين على تفعيل المحفظة العقارية المملوكة للشركة والدخول فى استثمارات جديدة، فضلاً عن تطوير وتنمية بعض الشركات القائمة، بالإضافة إلى رؤيتهم للقطاعات الاقتصادية الأكثر جاذبية للاستثمار المباشر فى ظل عمليات الإصلاح الاقتصادى.
قال أحمد إبراهيم رئيس قطاع العمليات بشركة «الملتقى العربى للاستثمارات المالية»، إن الأداء القوى للبورصة المصرية خلال عام 2017 لفت أنظار المستثمرين العرب والأجانب للاقتصاد المصرى، فى ظل تحقيق أعلى معدلات للعائد بالمقارنة بأسواق المنطقة، إلا أن معدلات الفائدة المرتفعة مازالت تعوق توجيه التدفقات النقدية للاستثمار المباشر.
وصعد المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية بنحو 21.7% خلال العام الماضى، مجتذباً نحو 13.5 مليار جنيه صافى تعاملات المستثمرين الأجانب منذ تعويم الجنيه.
وتوقع، إبراهيم بدء تخفيض معدلات الفائدة بداية من الربع الثانى، والذى تعتزم الشركة استغلاله بالتركيز على القطاعات الاستهلاكية والصناعية بشكل رئيسى، حيث تعد أكبر المستفيدين من خفض تكلفة التمويل وانتعاش الطلب مع تراجع معدلات التضخم.
تابع أن العام الجارى يعد بداية لدورة اقتصادية جديدة يٌعاد فيها تقييم الأصول بناءً على أوضاع أكثر استقراراً، سواء بالنسبة لأسعار الصرف أو الفائدة والتضخم، وهو ما سيمنح الشركات فرصاً أقوى للنمو، خاصةً فى ظل التحولات الثقافية لدى المستهلك المصرى تدفع بالقطاعات الدفاعية لتحقيق معدلات نمو هى الأعلى فى العالم، تصل لنحو 30% سنوياً بالنسبة للأغذية والأدوية.
وكشف «إبراهيم»، عن ملامح استراتيجية الشركة للعامين المقبلين، وتقوم على إعادة بناء محفظة استثمارات الشركة بعد التخارج من شركة «هاندى لصناعة المناديل»، وبيع حصة من «التوفيق للتأجير التمويلى» من خلال الطرح فى البورصة بحصيلة 114 مليون جنيه، فضلاً عن التخارج من 3 شركات فى المجال الصحى هى «مينا فارما للأدوية» و«مينا فارما بروبيوجين» بقيمة 91.6 مليون جنيه، بالإضافة إلى التخارج من مستشفى «دار الفؤاد» بقيمة 40 مليون جنيه.
أوضح، أن «الملتقى العربى» تسعى للمساهمة فى شركات جديدة بالقطاع الطبى لشراء حصص أقلية خلال العام الحالى، ورفض الكشف عن التفاصيل وهوية الشركات المستهدفة بالاستحواذ.
كما تدرس الشركة عدداً من الشركات الصناعية للاستثمار بها، والتى لديها سوق تصديرى أو توفر بدائل محلية لمنتجات مستوردة، فى ظل اتجاه الحكومة لدعم الصناعة المحلية وتقليل الاستيراد.
واستحوذت «الملتقى العربى» على 46% من شركة «برفكت للغزول» العام الماضى فى صفقة قدرت بنحو 50 مليون جنيه، وبحسب رئيس قطاع العمليات بـ «الملتقى» بلغت مبيعات الشركة حتى نهاية الربع الثالث من العام الماضى 65 مليون جنيه، 40% منها للتصدير.
وتعمل «برفكت» فى مجال إعادة تدوير مخلفات مصانع الملابس القطنية، والتى تستهدف بالأساس السوق التصديرى لضمان جودة الغزول المستخدمة، عبر إعادة غزل قصاصات القماش وتحويلها إلى خيوط متوسطة مرة أخرى، وإضافة نسبة من «البوليستر» للخيوط الجديدة لرفع كفاءتها.
وتسعى «برفكت» لفتح مزيد من الأسواق التصديرية لمنتجاتها، حيث تعمل الشركة حالياً بـ 80% من طاقتها الإنتاجية من خلال 6 خطوط إنتاج فى مصنع بمساحة 14 ألف متر فى مدينة السادات.
وتستهدف «شركة برفكت لصناعة الغزول» خلال العام الجارى إجراء بعض التحسينات على خطوط إنتاج الشركة لمضاعفة إنتاجها، للوصول بنسبة الصادرات إلى 50% من حجم الإنتاج فى ظل تنامى الطلب على منتجاتها، والسعى لفتح أسواق تصديرية جديدة.
كما ساهمت «الملتقى العربى» فى تأسيس شركة «جملة للتجارة»، برأسمال 4 ملايين جنيه وتبلغ حصتها نحو 42%، ومن المقرر، أن تقوم الشركة الجديدة بتصميم أزياء بأسعار تستهدف شرائح الدخول المنخفضة، عبر الغزول المعاد تدويرها من شركة «برفكت» ومن خلال التصنيع لدى الغير.
أضاف إبراهيم، أنه يجرى حالياً دراسة البدائل المتاحة لخلق سلسلة بيع تجزأة تناسب الشرائح منخفضة الدخل وعمل «Branding» لمنتجات الشركة.
فى الوقت نفسه، توقع إبراهيم، أن يشهد عام 2018 تطوراً كبيراً بالنسبة للبورصة المصرية وعمليات الدمج والاستحواذ، بعد قرار البورصة المصرية الأسبوع قبل الماضى بتفعيل تداول حقوق الاكتتاب منفصلة عن أسهم للشركات غير المقيدة فى البورصة، والتى ستختصر الكثير من الإجراءات التى تستنفذ الكثير من الوقت لإغلاق الصفقات.
أما المحور الأخير فى استراتيجية الملتقى العربى فيتمثل فى تفعيل المحفظة العقارية للشركة خاصةً مشروع القرية الذكية، بعد إنهاء عمليات الإنشاء وتشطيب الواجهات، وتفاضل الشركة حالياً بين البيع أو تأجير المبنى.
تبلغ مساحة المبنى 12 ألف متر مربع بالقرية الذكية، عبارة عن 6 طوابق متكررة مساحة كل طابق حوالى 2000 متر مربع و3 أدوار خدمات تحت الأرض، وقال إن الشركة منفتحة على جميع البدائل مطروحة سواء بيع المبنى بالكامل أو تأجيره.
وشدد أحمد إبراهيم على أن عودة اهتمام الشركات العالمية بالاستثمار فى مصر سينعش الطلب مرة أخرى على المقرات الإدارية ذات البنية التحتية القوية، وتعد «القرية الذكية» إحدى الوجهات المفضلة لتلك الاستثمارات.
وتمتلك «الملتقى العربى» محفظة عقارية تقدر بنحو 18 ألف متر مربع مقسمة على 16 قطعة أرض بحى الملتقى العربى – منطقة ألماظة – مصر الجديدة، تم تطوير إحداها بالشراكة مع شركة «ألماظة» فى إنشاء كمباوند «ألماظة ريفنيو» خلال العام 2016.
واعتبر إبراهيم، أن نجاح تجربة طرح «التوفيق للتأجير التمويلى»، فى البورصة والتى اجتذبت نحو 4 مليارات جنيه طلبات على حجم طرح بقيمة 127 مليون جنيه، أعاد تقييم شركات القطاع، خاصةً وأنها الطرح الأول فى القطاع، ومازالت البورصة على قائمة خيارات التخارج من استثمارات الشركة مستقبلاً.